وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعوان ودعت البلاد اليوم احد فلذات اكبادها من القادة الوطنيين المدافعين بالحق عن كرامة وحرية السودانيين علي مدي عقود طويلة ظل فيها صامدا ومقاوما ومتحديا السجون والتعذيب رغم تقدم سنين العمر لم يساوم او يتنازل ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.. الموت حق علي الجميع وهو سبيل الاولين والاخرين ولكن يعز علينا رحيلك شيخنا الباسل العظيم .. الكريم المهذب الصادق المتجرد الامين سيد احمد الحسين. الرجل المضحي بوقته وجهده وماله وكسبه الحلال الذي يقتسم اللقمة مع الاخرين .. اخر عهدنا به سنين الديمقراطية القصيرة من خلال التغطيات الاعلامية والمتابعة شبه اليومية لتطورات الوضع في البلاد وزيارات تكررت كثيرا في الامسيات واوقات مختلفة لمنزل الشيخ الكريم المنزل الذي كان اشبه بخلية نحل تضج بكرام الناس والمخلصين واصحاب الحاجات والمظلومين يواسي هذا وذاك ما استطاع سيد احمد الحسين الخلوق الذي تخلق بطباع الاولياء والصالحين في تجرده وذهده وشجاعته المنقطعة النظير وكرمه وحبه الخير للعالمين. ذهبت مع نفر كريم بعد ان تغيرت الاوضاع في السودان منتصف يونيو من العام 1989 لزيارته ووداعه قبل رحلة الخروج من البلاد الي مصر والتقيناه في لحظات حفلت بمشاعر شتي وشجون وعناق ونحيب وكان المنزل قد تحول الي ماتشبه خلية لمقاومة الوضع الجديد وهو يستقبل الشخصيات العامة والصحفيين والعسكريين البواسل من الشهداء اللاحقين وتعددت مداخل وطرق الدخول والخروج لغرف المنزل وصالونه الكبير من باب التحوط والتقينا ونحن نهم بوداع الشيخ المهيب والباسل الكريم من التقينا قبل ان نخرج منه دون عودة ولقاء اخير سطرته الاقدار مع هذا الشيخ الجليل الذي لم ينسي ان يذودنا في تلك اللحظات بوصايا يدور محورها في الحرص علي العمل من اجل البلاد والذود عنها في كل الظروف والمتغيرات وخرجنا منه بلا عودة حتي اليوم ورحيله عن الدنيا . في قاهرة التسعينات والايام الاولي والمعارضة السياسية والاعلامية جنين يتخلق في رحم الغيب في ظروف بالغة التعقيد تدفقت الاخبار من الخرطوم عما لقاه الشيخ المقاوم الذي عاني مع شيوخ اخرين من بشاعة الزنازين الانتقامية والتنكيل ومضت الايام والسنين وخفت صوت الشيخ الكريم تدريجيا بسبب تقدم العمر والله اعلم بنيته وهو المطلع علي دواخله ومدي حبه المتجرد لبلاده وللعدل والسلام والحرية والعالمين .. ليس ودعا شيخنا سيد احمد الحسين نم هانئا في رحب ملك ورب عادل كريم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة