إن قرار ترامب وإصراره على إيقاف إستقبال المهاجرين ودخول رعايا دول السودان والصومال وليبيا وسوريا إلى الولايات المتحدة يجب ان يوقظ ضمائر السود والعرب بالعودة إلى أوطانهم للمساعدة في مكافحة العوذ والمرض الذي تتصدر افريقيا قوائمه كل عام ولكن المسؤولية تقع بشكل أكبر على عاتق الأنظمة في دعم وتحفيز العودة الطوعية بغية ترسيخ الإستقرار والسلام الدائم بالاوطان.
تبرز الاهرامات في السودان ومصر عارقة الحضارة الإفريقية وتفوق الأفارقة على جميع شعوب العالم في تلك الحقبة التي مرت عليها آلاف القرون.
وبغض النظر عن موقفنا مما يسمى، العمليات الإرهابية التي تجسد إحدى أدوات مقاومة التسلط والهيمنة الغربية على العالم؛ لم تعد القوة الخيار الوحيد للمقاومة أو لبسط السيطرة على العالم في الوقت الراهن ولكن الحوار يمثل أفضل الخيارات وأقلها كلفة في توفير الوقت والمال وتجنب الخسائر البشرية والمادية فضلا عن أنه يحول دون تدخل الدول الاستعمارية والأجنبية بذريعة حماية حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتملك الولايات المتحدة الأميركية التي تساهم بما يبلغ حوالي 20% من الميزانية السنوية للامم المتحدة الجرأة لتهديدها بتقليص الدعم اذا لم تدعم الاخيرة سياسة الولايات المتحدة الأميركية في المحافل الدولية ولاسيما مجلس الأمن الدولي.
وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت دونالد ترمب حظر دخول بعض رعايا دول إسلامية الولايات المتحدة الأميركية، يبرز التطرف الذي ابداه ترامب غطرسة الغرب ووهم التفوق الذي يعيشه البيض الذين يتجاهلون حقيقة تاريخية أنهم كانوا قد هاجروا إلى الولايات المتحدة الأميركية لذات الأسباب التي تدفع المهاجرين اليوم، فاستوطنوا فيها بعد ان ابادوا سكانها الأصليين، شأنهم في ذلك شأن المهاجرين الأفارقة وغيرهم الذين لايحملون سوى أحلامهم المتواضعة، البحث عن حياة أفضل ومستقبل مشرق.
وبغض النظر عن اعتذار الغرب عن جرائم الاسترقاق الذي مارسه البيض في حق الأفارقة، كانحطاط أخلاقي وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان لاتقل بشاعة عن جرائم الارهاب والهجمات التي تستهدف الابرياء إلا أن أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام 2001ف مازالت تحظى بحظ أوفر من اهتمام الإعلام العالمي الذي يصور الحدث كابشع جريمة يشهده التاريخ، وباتت تتخذ ذريعة لتبرير انتهاك سيادة الدول وقتل المدنيين.
يجب ألا نجابه الهيمنة الغربية المطلقة على العالم بالصمت كما كنا في العصور المظلمة؛ التقدم العلمي والتكنلوجي لايمنح البيض في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية حق السيطرة المطلقة على كل شيئ. فلماذا يلح الغرب على ان تجري الأمور وفقا لمصالحه واهدافه ولو باستخدام القوة؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة