عبدالرحيم حمدي يأذن بأفول دولته العنصرية القمعية بعد فوات الأوان عبدالرحيم حمدي في بكائية علي الاطلال يرثي دولته العنصرية الشهيرة بمحور مثلث حمدي ( دنقلا سنار و كردفان ) فقد بني حمدي اقتصاد دولته علي ركام ... فقد بني عبدالرحيم حمدي اقتصاد دولته علي الظلم و الفساد و التهميش و ما بني علي الباطل يذهب الي الباطل ... و ها هو ذاته عبدالرحيم بنفسه يدق ناقوس الخطر علي ما أسس منذ البداية
وشهد شاهد من أهلها.. حمدي يدق ناقوس الخطر لدى خبراء الاقتصاد وينعي البرنامج الاقتصادي أصبح يائساً ومحبطاً ومتألماً من الوضع الحالي الخرطوم: مروة كمال "البرنامج مخجل وما فيهو سياسات واضحة عشان البلد تمشي لقدام". بتلك العبارات صب وزير المالية الاسبق عبد الرحيم حمدي جام غضبه على السياسات الاقتصادية بالبلاد مبديا تأسفه على الوضع الذي وصفه بالسئ مقارنة ببداية عهد حكومة الانقاذ، حمدي وجه عدداً من الرسائل وطلب من ممثل رئاسة الجمهورية والي ولاية الخرطوم الفريق اول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين الذي ترأس جلسة المجلس الأعلى للاستثمار بنقلها إلى القيادة العليا بالبلاد أجملها في عدم مقدرة البرنامج الخماسي الاقتصادي على إحداث تغيير اقتصادي، واصفاً إياه بأنه توسعي وإنشائي جداً لا يحتوي على أرقام وموارد. بزوغ دولة عبد الرحيم حمدي : السودان في محور ( دنقلا سنار كردفان ) فقط اعود بذاكرتي الي اوراء الي العام 2005م وقتها كان الجدل محتدماً بخصوص ورقة الدكتور عبد الرحيم حمدي (الاستثمارالاقتصادي في السودان ) و المحور او المثلث العربي الاسلامي ( دنقلا سنار و كردفان ) و محور عبد الرحيم حمد الذي يطلق عليه اسم المحور العربي الاسلامي .. محور الدكتور حمدي يشمل ( دنقلا سنار و كردفان ) .. اما كردفان حمدي فهي الاخري تحتاج الي خارطة طريق يعرفها جغرافياً .. ذلك لان كردفان السيد حمدي هي غير كردفان المعروفة لدي الجميع جغرافياً فهو يصفها بالعربي الاسلامي ..
لقد أثارالاقتصادي عبد الرحيم حمدي في ورقته (الاستثمارالاقتصادي في السودان ) و هي الورقة التي شارك بها في مؤتمر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في العام 2005 م .. أثارت هذه الورقة جدلاً و ردود افعال واسعة في كل الاوساط السودانية .. فتناولتها كل الصحف السودانية بالنقد و التحليل .. ذلك ليس لانها كما يتبادرالي الذهن كونها الورقة الوحيدة المتميزة من بين كل أوراق المؤتمر الذي يجهل الجميع من خارج المؤتمر الوطني ما جاء فيها بالتفصيل .. و لكن مكمن الاثارة التي أصاب بها حمدي الجميع تكمن في ان الحكومة السودانية ستعمل حرفاً بكل جاء به حمدي في ورقته و بضبانتها .. فقد عملت السودانية من قبل علي انزال البرنامج الذي قدمه عرابها الاقتصادي في الفترة الانتقالية .. فلا تنسوا بأن الواقع الاقتصادي المر الذي يعيشه الشعب السوداني اليوم كان في يوم من الايام ورقة قدمت ضمن اوراق كثيرة طرحت في المؤتمر الاقتصادي الاول لثورة الانقاذ الوطني .. و هي لم تزل في بداية مشوارها الطويل في حكم السودان .. و قد أثمر المؤتمر الاقتصادي الاول بعد عقد من الزمان عن نتائج تقول بأن كفة ميزان الاقتصاد السوداني قد ثقل فيها موازين 4% من السودانيين اما ال 96% فقد زرت رياح حمدي الاقتصادية التراب في عيونهم ...
اما ورقة حمدي الاقتصادية التي وصفت بأنها أصغر ورقة ناقشها المؤتمرون في مؤتمرهم .. فقد استثنت ورقة حمدي الاستثمارية جنوب السودان لانه سينفصل و سيكون له دولته عند حدود 1 / 1/ 1956 .. تلك الحدود التي رسمها الانجليز قبيل رحيلهم من السودان واضعين في اعتبارهم كل الاحتمالات و الخيارات .. و حدود 56 هي الحدود التي ستبداء منها دولة الشمال التي ينادي بها منبر السلام العادل مستعجلين خطي الانفصال .. لست أدري كيف تواضعت احلام الانقاذ التي نادت بمشروع الدوله الاسلامية الحضارية .. تلك الدولة التي تغنوا بها ملء سمع و بصر العالم بدنو عذاب الشرق و الغرب معاً .. كيف تراجع دولة النظام الاسلامي الحضاري الي حدود دولة محورها دنقلا سنار و كردفان الصغري ...
أن ورقة حمدي تقفز بالسودان الي الهاوية بدون سلالم .. ورقة حمدي تكرس لعهد جديد من الظلم و الاستبداد ، انها تنادي بفصل أخر من فصول الهيمنة الاقتصادية و التهميش الاجتماعي في السودان .. فهو ينادي بأنشاء هوامش جديدة للسودان .. ينادي حمدي جهراً بمضاعفة التهميش علي المهمشين السابقين في جبال النوبة و الانقسنا و دار فور .. أن حمدي يرسم خارطته الاقتصادية بعناية فائقة جداً متناسياً و متجاهلاً اسباب الحروب السودانية منذ فجر الاستقلال .. الا ان دقة حمدي في بلورة الاستثمار الاقتصادي للسودان في الفترة الانتقالية لدولته التي يسميها بالدولة القادرة علي الحياة .. ان حمدي يتغافل عمداً عن الكثير من أسس بناء الدول الناجحة القادرة علي الحياة كما يقول في ورقته الظالمة الغاشمة .. و قد يدري حمدي او لا يدري بأن اسباب اندلاع النيران في دارفور اليومو مسبباتها الاساسية هو سياسة التحرير الاقتصادي الذي يكيل بمكيالين تنقصهما العدالة .. .. سياسة التحرير الاقتصادي الغير متكافيئ بل الظالم لا يمكن ان تصنع دولة قوية و قادرة علي الحياة ابداً ..
أن ما يقوله السيد حمدي بصراحتة المعهودة و لايخشي فيها لومة لائم هي السياسة المطبقة الان في السودان .. انها الافكار التي تقوم عليها استراتيجية الانقاذ و تبني عليها برامجها التنموية و الخدمية .... و لا يستطيع السيد حمدي ان ينفي عن نفسه تهمة العنصرية و الجهوية .. ان محور حمدي هو محور جهوي و عنصري .. فهو يبني برنامجه الانتخابي علي اساس دعاية تنموي و استثماري اقتصادي يخص به فئات من المجتمع السوداني دون غيرها .. فكيف يمكن بناء دولة قادرة علي الحياة فقط علي الدعاية الانتخابية الانية بطريقة عنصرية سافرة .. ان طموحات الانقاذ تضاءلت و تراجعت فأين هي مسئولية الدولة تجاه مواطنيها غض النظر عن انتماءاتهم المختلفة .. و اين هي مبادي الحكم الرشيد التي ينادي بها لمزيد من الشفافية و العدل و التنمية المتوازنة ..
ألم يتعلم أهلالانقاذ او المؤتمر الوطني و لو حرفاً واحداً من دروس الستة عشر عاماً من الحكم ... فهذه السنوات لوحدها هي كتاب مفتوح لمن يريد ان يعرف الي أي مدي وصل حد الظلم و الفقر بالشعب السوداني .. أن فلم احداث يوم الاثنين الدامي و حريق الخرطوم الذي عقب حادثة رحيل الدكتور جون قرنق أتيم لست ببعيدة عن مخيلة السيد حمدي .. فتلك الاحداث تعود بالدرجة الاولي الي السياسات الاقتصادية الظالمة التي أرهقت كاهل الشعب السوداني فجعل بعضه يحقد الاخر ..
ان الدعاية الانتخابية التي يعد لها حزب المؤتمر الوطني مبكراً من خلال مؤتمراته التي تنتظم بعض المحاور و القطاعات .. هذه الدعاية لها اساليب و برامج و طرق تتبع و تطبق .. فهي تقسم السودان الي محاور انتخابية بحسب الاستاذ عبدالرحيم حمدي.. فمحور دنقلا سنار كردفان هو محور الارتكاز بالنسبة الي المؤتمر الوطني حيث سيركز الحملة الانتخابية بالدعم المادي و التنموي و الاقتصادي ... عليه فأن ثمن الاصوات المدفوعة القيمة مقدماً لسكان هذا المحور هو اغراءهم بجلب الاستثمارات العربية و الاسلامية و تركيزها في محور دنقلا سنار كردفان .. اما المحاور الاخري كمحور جبال النوبة التي لاتقع في كردفان محور السيد حمدي و محور النيل الازرق و الانقسنا و غيرها فهي متروكة للمنانحين الغربين و ما جادت به ايديهم السخية الكريمة في مؤتمر المانحين بأسلو – النرويج في مايو 2005 ..
دور السيد حمدي في الفترة الانتقالية سيرتكز علي جبل الاستثمار العربي و الاسلامي و تركيزه في دنقلا سنار كردفان .. فقد البعض مازحين بأن حدود محور كردفان السيد حمدي لا تتعدي الاطراف الجنوبية لمدينة الابيض ... الا ان المتفائلين منهم ذهبوا ابعد من ذلك قليلاً بأن محور كردفان الذي يقصده حمدي هو كردفان الكبري بأستثناء جبال النوبة التي تقع في محور الشر بحسب حمدي .. و قد قطع السيد عبدالرحيم الشك باليقين في الجزء الثاني من الحوار الجريء الذي اجرته معه الاستاذه / سميه سيد – الصحفية المقتدرة الجريئة بصحيفة الرأي العام بتاريخ 23 / 10 / 2005م ..
و قد أوضح حمدي في ذلك الحوار الامور جلياً .. حيث قال ان عبء العمل الاستثماري الاقتصادي هو ممسئوليته الشخصية .. و ان هنالك ادوار سياسية تقع علي عاتق رجال اخرين في المؤتمر الوطني و عليهم لعبها جيداً لكسب الاصوات في محاور جبال النوبة و الانقسنا و دارفور .. و هذه المحاور لا تحتاج الي أي نوع من استثمارات اموال الصناديق العربية و الاسلامية .. هذه المحاور يجب ان لا تكلف خزانة الدولة السودانية اموالاً او تنمية او حتي تقديم ابسط انواع الخدمات مهما تواضعت .. المطلوب فقط في هذه المحاور هو العبء السياسي من الدرجة الاولي .. هذا العبء السياسي هو كلام في كلام طق حنك و منطق قوي و عضلات تبش بحسب فهم و فكر حمدي .. الاصوات في هذه المحاور هي اصوات مقابل السلام .. و السيد حمدي واثق جداً من كسب الاصوات في جبال النوبه .. و للدقة سأنقل هذا الجزء الصغير من الحوار نصاً من صحيفة الرأي العام الصادر بالتاريخ أنف الذكر فالي مضابط هذه الجزئية ..
* عبد الرحيم حمدي :- ممكن مثلاً أذهب الي جبال النوبة و أقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام هل هذا استثمار .
سميه سيد :- يعني كلام ؟
عبدالرحيم حمدي :- نعم كلام .
سميه سيد :- يعني دون ان تصرف مالاً هناك ؟
عبدالرحيم حمدي :- نعم انا كلفت كيف نستغل الاستثمار لنخوض بها الحملة الانتخابية و شخص اخر كيف يستغل السياسة لخدمة هذه الحملة فهذا الشخص سيركز فقط علي انجاز السلام و هذه استراتيجية .
أن أقل ما يمكن أن نكافيء به السيد / عبدالرحيم حمدي هو الاشادة بشخصيته الشجاعة الصريحة جداً و الطريقة الواضحة التي يعبر بها عن افكاره و اطروحاته و ثقته الزائد بنفسه و اسلوبه طرحه رضي الاخرين بفكره او رفضوه ..
عليه فقد بات واضحاً بحسب ورقة الاستاذ عبدالرحيم حمدي و هي ورقة المؤتمر الوطني .. استبان الامر جلياً بأن لا نصيب في الاستثمار الاقتصادي العربي و الاسلامي الذي سيجلبه السيد حمد لمحاور جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور دعك من جنوب السودان .. فعلي سكان هذه المحاور انتظار أسلو و المانحين الغربيين ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة