الخرطوم، 17 أغسطس 2016. عند إشراقة كل يوم جديد، يقف عمال الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء العالم على الخطوط الأمامية للنزاعات، والكوارث يواجهون الخطر، والصعوبات ليتمكنوا من تقديم المساعدات لأولئك الذين هم في حاجةٍ ماسةٍ لها. ويهدف اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يقام كل عام في التاسع عشر من أغسطس، إلى إظهار الشعور بالامتنان تجاه موظفي الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم من أجل خدمة الإنسانية، ويهدف كذلك إلى حشد المجتمع للدعوة للعمل الإنساني.
وفي هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني، تدعو الأمم المتحدة وشركاؤها للتضامن الدولي مع أكثر من 130 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ممن هم في حاجة للمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وتحت شعار "إنسانية واحدة"، نسعى جميعاً - كمجتمع دولي - لتسليط الضوء على حقيقة اجتماع العالم على صعيدٍ واحد في شهر مايو المنصرم للمشاركة في القمة العالمية للعمل الإنساني، والتي كان لي شرف حضور فعاليتها. وفي تلك القمة – والتي تعتبر الأولى من نوعها - قطعنا على أنفسنا التزامات قوية ودائمة، بدعم المتأثرين بالأزمات، وأن نتأكد من أن موظفي الإغاثة يستطيعون تقديم المساعدات للمحتاجين بشكل آمن، وأكثر فعالية.
وبالتعاون مع الشركاء الوطنيين، فقد حصل في العام الماضي 3.3 مليون شخص في السودان على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء، والمآوي، والمياه النظيفة، والرعاية الصحية، والخدمات التعليمية. وقد جرى تقديم هذه المساعدات من قبل ما يزيد على 8,000 من موظفي الإغاثة، أكثر من 98 في المائة منهم هم من السودانيين.
أما في هذا العام، فقد جرى استهداف عدد أكبر من الأفراد بالمساعدات الإنسانية. حيث يشمل هذا العدد النازحين، وكذلك نحو 700,000 من اللاجئين، وطالبي اللجوء، وغيرهم من الأشخاص المعنيين الذين تجري استضافتهم بسخاء من قبل السودان، بما في ذلك 90,000 لاجئ جديد من دولة جنوب السودان في هذا العام وحده.
أما الأشخاص الآخرين المستهدفين بالمساعدات الإنسانية هذا العام، فهم أولئك الذين فقدوا وسائل كسب عيشهم - وأصبحوا عرضةً لحالة انعدام الأمن الغذائي - نتيجة لظاهرة النينو، وكذلك ألحقت الفيضانات الضرر بأكثر من 160,000 شخص منذ بداية الشهر الماضي، ودمرت آلاف المنازل.
ومن أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان فقد أسهمت الأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة بما يقرب من 11 مليار دولار منذ عام 2003 بما في ذلك أكثر من 600 مليون دولار في العام الماضي، و250 مليون دولار حتى الآن في هذا العام.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، أود أن أذكِّر الجميع، بأن هناك آلاف العاملين في المجال الإنساني يقومون بتقديم المساعدات للأشخاص المحتاجين - بغض النظر عن العرق، أو الدين، أو السياسة – مدفوعين بإحساسهم العميق بالإنسانية، ومعرضين أنفسهم لمخاطر جمة، ويقومون بتقديم تضحيات كبيرة لمساعدة الآخرين.
ودعونا لا ننسى، أن العمل الإنساني لا يجرى القيام به فقط من قبل أولئك الذين يعملون لدى منظمات الإغاثة الوطنية، أو الدولية، ولكن أيضاً من قبل المواطنين السودانيين العاديين أنفسهم، والمجتمعات المحلية الذين هم غالباً من يقومون بتوفير المأوى، والغذاء، والحماية للآلاف من رصفائهم من الرجال، والنساء الذين أجبروا على الفرار من منازلهم.
فاليوم العالمي للعمل الإنساني هو اليوم الذي نعبر فيه جميعاً عن تصميمنا، ليس فقط على التعاطف مع المحتاجين، ولكن على مشاركتهم أيضاً. وأود في هذا اليوم أن أؤكد مجدداً التزام الأمم المتحدة وشركائها بتوحيد جهودنا لتحقيق واجبنا الإنساني والأخلاقي المشترك.
دعونا نعمل معاً لجعل السودان مكاناً أفضل للجميع. ويطيب لي أن أتقدم هنا بالشكر لجميع شركائنا في مجال العمل الإنساني، بما في ذلك حكومة السودان، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والجهات المانحة، والدول الأعضاء لما ابدوهُ من التزام، ومشاركة، ودعم. كما أود بشكلٍ خاص أن أتقدم بالشكر لشعب السودان، للإنسانية المتجذرة في دواخلهم، والتي تتجلى مظاهرها بشكلٍ يومي في تلك المساعدات التي يقومون بتقديمها لأشقائهم المواطنين، وجيرانهم المحتاجين.
***
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالسيدة/ سامانثا نيوبورت، رئيس إدارة الإعلام وقسم المعلومات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) ، موبايل: 249912174454+، بريد الكتروني: ([email protected])
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة