شاركت الجبهة الثورية السودانية في ملتقي أديس أبابا المنعقد في الفترة من 7 الي 14 اغسطس 2016 م بدعوة من الالية الافريقية رفيعة المستوي وقد إشتمل الملتقي ثلاثة أنشطة مهمة وهي :-
التوقيع على خارطة الطريق:
قام رئيس الجبهة الثورية الفريق مالك عقار بالتوقيع علي خارطة الطريق وفقا للملاحظات التي تقدمت بها قوى نداء السودان وبعد تحويلها الي حدث سياسي دولي مهم من شأنه رسم الطريق للوصول الي عملية سلمية شاملة عبر حوار وطني متكافئ وشفاف لا يعزل احد يُمهد له الطريق عبر إجراءات ضرورية لتهيئة المناخ أهمها وقف الحرب وإيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين وإطلاق الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وقد شارك في هذا اللقاء نواب الرئيس السيد نصرالدين الهادي المهدي والدكتورة زينب كباشي عيسى.
نداء السودان وبعد مراسم التوقيع علي خارطة الطريق وقبيل بدء المفاوضات حول وقف العدائيات كأول إجراءات تهيئة المناخ وبناء الثقة عقد المجلس القيادي لنداء السودان اجتماعات بغرض التحضير للمرحلة المقبلة واتفق الحضور علي موقف تفاوضي واحد ووفد مفاوض واحد يمثل كل فصائل نداء السودان، وقد شاركت الجبهة الثورية في هذة الاجتماعات بفعالية ودفعت برؤيتها المتمثلة في تحويل خارطة الطريق الي عمل مقاوم عريض يشمل كل قوى التغيير.
مفاوضات وقف العدائيات:
خاض وفد الحركة الشعبية برئاسة الرفيق ياسر عرمان كبير مفاوضيها وبحضور رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي اللواء جقود مكوار واللواء احمد العمدة وعدد من أعضاء الوفد وبمشاركة أعضاء من الفصائل المكونة للجبهة الثورية وعدد من الخبراء، خاضوا مفاوضات شاقة، حضرنا إليها بعزيمة ووضوح في الرؤية والهدف وإرادة سياسية قوية من أجل وقف العدائيات بإعتبارها مقدمة ضرورية لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ومن ثمة الدخول في حوار سياسي شفاف ومنتج يشترك فيه الجميع، قدم وفد الحركة عدد من المقترحات والحلول كانت كافية للوصول إتفاق حول وقف العدائيات وإدخال المساعدات الإنسانية. ولكن في المقابل الطرف الاخر لم تكن لديه الإرادة والجدية الكافية من أجل إحراز أي تقدم يذكر، ظل يٌسوف ويٌضّيع في الوقت ويتلاعب به بل رفض كل الحلول والمقترحات وظل متعنتا متصلبا في موقفه ومرتبكا في طرحه، أهم هذه المواقف هو رفضه للوثيقة الإطارية حول وقف العدائيات والقضايا الإنسانية والمعروفة ب(الوثيقة الملونة) بإعتبارها أساس للعملية التفاوضية كما جاءت في خارطة الطريق في الفقرة (1.2)، والتي قد تم التفاوض عليها في جولات سابقة منذ العام 2014 م، واصراره علي بدء التفاوض من نقطة الصفر و دفعه لمبادئ تتعلق بالترتيبات الأمنية النهائية ووقف اطلاق النار الشامل قافزاً علي حقيقة مهمة وهي إن تلك المبادئ مرتبطة ارتباط وثيق بالحل السياسي للمنطقتين وإن المرحلة الحالية معنية بوقف العدائيات وإدخال المساعدات الإنسانية لتهيئة المناخ وبناء الثقة بين الأطراف، ولكن بعد إصراره على طرحها تقدم وفدنا بمبادئ أكدنا فيها علي موقفنا الثابت من ضرورة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية الحالية وحل جميع مليشيات النظام بما فيها جميع القوات التابعة للاجهزة الأمنية والقوات الجهادية وقوات الدعم السريع وغيرها من المليشيات التي تم تكوينها لحماية النظام، وقدمنا رؤية إستراتيجية لتكوين جيش قومي جديد واحد يٌعبر عن مصالح جميع السودانيين و يعكس تنوعهم يكون قسم ولائه للوطن وليس قسما ينزع قوميته ويحوله لجيش حزبي يٌستخدم في حروب عنصرية لتثبيت حكم الإنقاذ، بعد ذلك تراجع الوفد الحكومي من موقفه وقبل بمناقشتها لاحقا وفي حينها.
اما فيما يتعلق بقضية فتح المسارات الانسانية لتوصيل المساعدات قدمنا موقفاً مرناً يرتكز علي مبادئ القانون الإنساني الدولي وعلي رغبه قوية لتوصيل المساعدات الإنسانية بدون سيطرة اوإعاقة من اي جهة لتصل للمحتاجين في جبال النوبة/جنوب كردفان والنيل الازرق بنسبة كبيرة عبر مسارات داخلية ومن نقطة خارجية واحده هي أصوصة الاثيوبية فقط، لكن في المقابل ظل موقف الحكومة الثابت هو السيطرة على كل المسارات ومعاقبة شعبنا برفض وصول المساعدات وإستخدامها للابتزاز والضغط، وبهذه الحيثيات تأكد للجميع عدم رغبة الحكومة في التوصل إلي اتفاق لوقف العدائيات ولا يهمه حاجة المدنيين الماسة للمساعدات الانسانية.
عليه علق الوسيط الجولة الي أجل غير مسمي وهنا نحن في الجبهة الثورية السودانية نحمل النظام مسؤولية فشل المحادثات وتجميد خارطة الطريق.
وبالمقابل حققنا جملة من المكاسب في هذه الجولة أهمها : - ١/ أوضحنا للشعب السوداني بأننا حضرنا لإنجاز السلام بمستحقاته وحضر النظام من اجل شراء مواقف تخدم بقائه في سدة الحكم ٢/ شهدت الوساطة الافريقية علي مرونة وجدية وفدنا الذي تفاعل إيجابا مع كل طروحات الوساطة ٣/ أكدنا للمجتمع الدولي بأننا نبحث عن سلام عادل يحقق تطلعات شعبنا في ظل غياب شريك يتمتع بالارادة المطلوبه ٤/ كسبنا احترام دول الإقليم وفي مقدمتهم اثيوبيا بتفاعلنا ايجابا مع مبادراتهم الداعية لانجاح العملية السلمية ٥/ عقدنا اجتماع بين طرفي الجبهة الثورية كانت اهم نتائجه بدء آليه التنسيق في المسارين وتبادل المعلومات للوصول الي وقف عدائيات في وقت واحد يشمل المنطقتين ودارفور وهنا نؤكد علي موقفنا الداعى الي البدء الفوري في إجراءات اعادة اللحمة بين الطرفين من اجل تفعيل العمل الثوري لإقتلاع هذا النظام العنصري البغيض. وهنا تدعوا الجبهة الثورية السودانية كل الشعب السوداني وطلائعه الثورية المقاومة الي توحيد الصفوف وتصعيد العمل الجماهيري من اجل الإطاحة بنظام الفساد والاستبداد وبناء دولة المواطنة المتساوية.
أسامة سعيد الناطق الرسمي بإسم الجبهة الثورية السودانية 17 اغسطس 2016 م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة