|
Re: طلقتان.. من كل ثلاث!! بقلم عثمان ميرغني (Re: عثمان ميرغني)
|
الأزمات في السودان متشعبة ومتراكبة , وأسبابها سياسية واقتصادية في المقام الأول ، أما محنة السودان الكبرى فتتمثل في تلك الأحزاب السودانية بكل أطيافها ومسمياتها ، فهي تمثل الكارثة الكبرى التي تهدر حظوظ السودان ، وهي السبب الأول والأخير في عدم تقدم وتطور السودان إلى الأمام منذ الاستقلال ، وحين تعجز تلك الأحزاب في امتطاء صهوة السيادة بالطرق الديمقراطية السليمة تعتلي تلك الصهوة عن طرق قوة الدبابات ، وأمامنا اليوم نظام ديكتاتوري يمثله حزب من الأحزاب السودانية وهو حزب المؤتمر الوطني ، وقبل ذلك جرت تجارب عديدة مع أحزاب أخرى تمكنت من قيادة البلاد ثم فشلت فشلا مريعا في قيادتها . ودائرة الخيبة والفشل مع الأحزاب السودانية وأيضاَ مع عساكر الانقلابات أوجعت المجتمعات السودانية ، وأينعت تلك الشجرة بأشواكها القوية المنيعة الضاربة جذورها في الأعماق بالقدر الذي يصعب معه الاقتلاع ، ثم تحول ذلك المجتمع السوداني الذي كان محافظا في يوم من الأيام إلى نسخة مشابهة لمجتمعات عديدة في قارتنا الأفريقية ، تلك المجتمعات التي تفتقد حدود العيب والستر ، وتتحول إلى مجرد وحوش في غابة بلا قيود أخلاقية أو حواجز معنوية متحضرة .
ومؤثرا ت الأزمات الاقتصادية كبيرة وخطيرة على الروابط الأسرية ، وتلك الصور المأهولة أمام المحاكم ما هي إلا نتيجة إفرازات لتلك الأزمات المتفاقمة ، وهنا نقول لهؤلاء البلطجية من أعضاء ما يسمى بالبرلمان السوداني الذين يصفقون للنظام حين يرفع الدعم ويرفع الأسعار ( اتقوا الله في الخلائق من البشر .. ولا تكونوا سبباَ في الفتن والأوجاع وفي تشتيت الأسـر ) .
منـال عبد الشفيـع
| |
|
|
|
|