أينما تولي وجهك تجد المآسي تحل علي الشعب السوداني في دقيقة ، الحروب والكوليرا وحاويات المخدرات ، لقد اختلطت عليهم الأمور فامتزجت الحسرة بالحيرة والفكرة بالصمت رغم عقولهم الممتلئة بالذكاء وقلوبهم التي تفيض بالطيبة والإيمان والإصرار على عيش الحاضر والمستقبل لكن في لمح البصر يغيرون عزمهم وتصميمهم سواء طوعا أو غصبا أو جهلا وقد يكون قدرهم بأن يكون سودانيين في ظل غياب الضمير الانساني هو الذي جرفهم إلى الحسرة والصمت . لم تخلو ولاية من ولايات السودان عن المآسي ، تحول الجامعات الي اسواق لترويج المخدرات مثل الترامادول والخرشة وغيرها حتي أصبح لها مندوبي مبيعات يتقاضون أجراً باهظا . أن العصر الكيزاني الحالي وما يعرف بأصحاب المشروع الحضاري هوالذي جعل السودان يعاني ويمر كل يوم إلي الأسوء حتى بلغ به الحال إلى ما هو عليه الآن ، الشعب مجروح الكبرياء مهضوم الحقوق وشبابه ضائع وهذا أفراز عصرهم المشؤم الذي خنق الشباب بالإحباط وانهك رؤاه وحرمه من الحلم بمستقبل زاهر فضاعت منه قواه وأمله في الحاضر والمستقبل ومن ثم انهار عنده رمز الحياة فلجأ إلى بعض العادات القبيحة مثل تعاطي المخدر فاكراً منه انها حي الحل الذي يخرجه من الهموم والتفكير والأمر اخطر بكثير حتي الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة والجنس الاخر ، فالمخدرات ليست الترامادول والخرشة فقط بل لها اشكال متعددة فهناك ادوية هي اساسا للعلاج ولكن الاستعمال الخاطيء لهذه الادوية وبكميات كبيرة ولفترات طويلة دون وصفة طبية يؤدي الى الادمان فقد شاع في الفترة الاخيرة تناول بعض الشباب المراهق لبعض العقاقير التي تحتوي على مواد مخدرة وهذا له مخاطر جسيمة تحل بالأسرة والمجتمع السوداني الذي يعاني من جملة من المشاكل ، وهذه بعض المخاطر التي تسببها المخدرات :
1- انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة .
2- تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة وتهبط به في وديان البهيمية حيث تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لا يغار على محارمه ولا على عرضه وتفسد مزاجه ويسوء خلقه .
3- سوء المعاملة للأسرة والأقارب فيسود التوتر والشقاق وتنتشر الخلافات بين أفرادها . 4- تفشي الجرائم الأخلاقية والعادات السلبية فمدمن المخدرات لا يأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والإهمال . 5- عدم احترام القانون لو كان هناك قانون اصلاً في السودان لأن المخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة