كلمات نيرات أرجو أن تتأملوها فقد وجدتها بين طيات ما تحمله إلينا تقانات العصر من وسائط التواصل الاجتماعي ..لا أعرف كاتبها فقد أخفى اسمه ورسمه انفعالا بروح مقاله هذا الذي عنى بالجوهر لا بالمظهر وبالتدين الحقيقي لا التدين (الشكلاني) الذي وسم عبادة رأس النفاق في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم (عبدالله بن أبي) الذي كان يصلي خلف الرسول الخاتم بينما تحمل حناياه أطناناً من الحقد الأعمى عليه وعلى رسالته الربانية الخالدة. ما قصد الكاتب إلا أن نغوص في المعاني العظام التي ما فرض الصيام إلا لتكريسها في نفس المؤمن بغرض تحقيق تلك القيمة الربانية العظمى المتمثلة في (التقوى) التي ما بعث البشر أجمعين إلا لبلوغ أغوارها البعيدة تحقيقاً لليقين الذي نصب مثالاً ربانياً نفتأ نكدح ركضاً نحو فضاءاته اللا متناهية ابتغاء رضوان رب غفور . أرجو أن أترككم قرائي الكرام مع خواطر كاتبنا الحبيب لعلها تحرك قلوبنا وتنقلنا إلى رحاب تدين عميق يؤهلنا لنيل رضوانه سبحانه : --------------------- كان ابن الخطّابِ يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد ثم ينتعلَ حذاءَه ويخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا، وينهشُ عرض ذاك . كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريسَ يختبىء خلفها لصوصٌ كُثر وأنه ليس كلّ عباءة سّوداء بالضرورة تعبر عن امرأةٌ فاضلة تقبع تحتها . كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مِسنّاً نشحذ فيه أسناننا لنأكل لحوم بعض . كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهرا أنيقاً لمحتال وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ محتال. كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هو تديّنٌ أجوف.! اندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم وإنما فتحها التُّجارُ المسلمونَ بأخلاقهم وأماناتهم إذ لم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم ولهذا أُعجبَ النّاسُ بهم وقالوا : يا له من دين . الإيمان الكاذب أسوأ من الكُفر الصّريح ووفي كليهما شرّ . والتعاملُ مع الآخرين هو محكُّ التّديّنِ الصحيح . إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ والتّاجرِ غير المُتديّن فما فائدة التّدينِ إذاً. وإذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ والزّوجِ غير المتديّنِ فما قيمة هذا التّديّن . والعكس بالعكس . وإذا لم يلحظ الأبوان الفرق بين برِّ الولد المُتدَيّنِ وغير المُتدَيّنِ فلماذا هذا التّديّن ؟! مصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر ، وماء زمزم، وسجاجيد الصلاةِ المصنوعةِ في الصّين . مصيبةٌ أن لا يكونَ لنا من صيامنا إلا العصيدة والتقلية، والمشويات ، والتمر والعصائر . مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركاتٍ رياضية تستفيدُ منها العضلاتُ والمفاصلُ ولا يستفيدُ القلب . مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود،ونحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً ولكن العيب أن نستمسكَ بالشّكلِ ونتجاهل المضمون فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم وإنّما غيّر مضامينهم. أبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة والعمامة التي كان يلبسها أبو بكر . ولحية أُميّة بن خلف كانتْ طويلة كلحية عبد الله بن مسعود . وسيف عُتبة كان من نفس المعدن الذي كان منه سيف خالد.بن الوليد.! تشابهت الأشكالُ واختلفت المضامين . هل أدركنا ماذا يريد منا ديننا ؟ إنه يريد العبادة بمفهومها الشامل. كل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعال الظاهرة والباطنة . هذا هو الإسلام الذي يريده منا ربنا والذي جاء به رسولنا والرسل اجمعين صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة