بعد أن شفي حمدين ولد محمدين الكادح بشرف ورآء رزقه وقال كلمة الحق في وجه عسكر الأمن وضباطهم عن رئيسهم عمر البشير وحكومته التي ظلت سوط عذاب علي شعب السودان وبلآء بل وبآء قضي علي نضارة الحيآة فأجدب العيش وسدوا منافذ العيش الشريف وبلغ الظلم والفسآد أقصي مدي كسيل هادر يكتسح في طريقه كل شيئ ، واعتقل حمدين وصاحبه شروم بعد أن دمروا لهما دكانهما الصغير ، وتفنن جلادو الأمن وفي الحقيقة كلهم جلادين قدت قلوبهم من صخر وفاقت وحشيتهم حيوانات الغاب ، وتفننوا في تعذيبهما حتي أشرفا علي الموت فقذفوا بهما في مزبلة للاوساخ والنفايآت ، ولكن شآء الله أن ينجيا واستردا العافية بعد زمن ، وتعافي حمدين وفقد شروم بصره وما تبقي من أسنانه . وعمل حمدين في السقاية بحمل المآء علي حماره من الدونكي للمنازل وأحضر زوجته وأولاده للعيش معه ، وحقق أمنيته وشيد حجرة صغيرة أوي فيها صديق عمره شروم الذي فقد نور عينيه من جرآء تعذيب جلادي الأمن له ، واتخذ الغضب عشا" له في قلبه ،واتخذت المهانة والذل الذي لقآه مهادا" في نفسه ، وسنحت له الفرصة عندما هب شباب وشابآت و النسآء وطالبآت وطلبة وطالبآت المدارس في هبة عاتية في مواجهة الحكومة الظالمة المستبدة التي زادت أسعار الأدوية والوقود والدقيق فزاد الغلآء أزديادا" رهيبا" واشتعلت ناره ووصلت الي عنان السمآء ، وأطبقت الحيرة علي الناس فالمعيشة التي يعيشونها ضنك أصلا"صارت في حدود المستحيل والسعيد منهم من يحصل علي وجبة واحدة في اليوم من الكسرة مغموسة في مآء مغلي عليه شريحة من البصل ! وأضحي الشفآء من المرض هو الموت ، وكما قال الشاعر : كفي بك دآء أن تري الموت شافيا ، وهب الشعب جميعه في هبة عاتية واعلنوا عصيانا" مدنيا" ماعدا أنصار الحكومة من المرتزقة والمنتفعين والفاسدين . ترجع معرفتي بحمدين قديما" عندما كان يبيع لنا المقاشيش ويكسر الحطب في الحلة ، وذهبت لأعوده بعد شفائه في داره المتواضعة ، ونحن جلوس في الراكوبة والتي أفرد جانبا" منها لحماره الأعرج الذي يدلله بقوله ( عروجة ) ، قال لي : جونا صبيآن من البندر البيقروا في المدارس ومعاهم ود حاج الصافي ونحن عندنا قرابة بعيدة بأمهم الحاجة مريم بت جفون حاج جآه الله أب ضرس ، أها طلع ورق مكتوب من جيبه وقال لي يا عمي حمدين البلد كلها فايرة بنسوانها ورجالها بعد الزيادآت العملتها الحكومة في تمن الدوا والبنزين والدقيق والكهربة والموية والجنيه الكحيان ده بقي ما بسوي شيئ وما بجيب غير بصلة فرد واحدة والعيشة بقت مستحيلة بالحيل ، والناس أتفقوا أنه يكون في عصيلن مدني والمعني يقاطعوا الحكومة ومافي زول يشتغل ويلزم بيته وما يدفع ليهم قروش لأي حاجة وأصله الناس محرومين من أي خدمات لحدي الحكومه دي تروح في ستين داهية ونعمل حكومة جديدة تصلح حال البلد وتنهي الظلم والفسآد والأستبداد ، والدايرنه منك الورق ده توزعه في كل بيت واحدة وتفهمن المكتوب فوقه وهو نفس الكلام القلناه ليك وانت بتدخل كل البيوت وتمدها بالموية ولا رأيك شنو يا عمي ، وقلت ليه : أفو أفو ده سعال تسعلني ليه ؟ أنا من زمان ممغوس وروحي محرقاني من الحكومة دي وعمر بشيرا ، ونحنا حسنا راح من الكلام والشكية وحسة جه وكت العمل وربنا قال في المعني أعملوا وسيري عملكم الله ورسوله والمؤمنين وأنا كلام الله ده حافظه من زمان وما تحسبني جاهل سآي أنا من بدري علمني شيخي عبد القيوم قوام الليل عبادة ونهاره تعليم وعمل خير ولازم نقاوم الظالم والظالمين ودي أوامر رب العالمين وهو محرم ومكجن الظلم متل البعملوه فينا البقولو ليهم الكيزان وشيخم البشير ، وتقول لي رايي شنو ؟ أنا أخوك يا العازة ـ علي الطلاق بالتلاته أنا معاكم ومع الشعب ظاهر وباطن وما برتاح الا لمن نقلع الكيزان ، وأيد علي أيد تجدع بعيد يا نحيا حياة كريمة يا نموت شهدا وأن شاالله منصورين ، وحنكيل الرمآد في ريسين الكيزان ، أديني الورق يا ود أخوى ... هلال زاهر الساداتي أول \ديسمبر \2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة