· مضت الثلاثة أيام سريعة كالبرق، وكنا نتمنى أن تتثاقل خطاها حتى ( يفهم البعض حاجة).
· انتهت أيام العصيان المدني الثلاثة المعلنة بخير وفير.
· لكن صدقوا بالله ما كنت أعلم أن نداء العصيان المدني فشل إلا بعد أن طالعت مقال الطيب مصطفى اليوم صبيحة هذا اليوم!!
· ظللنا نتابع ونقرأ البيانات ونصغي لروايات المشاركين الفعليين ونكتب عن عصيان مدني لنصحو اليوم على مقالات وأخبار تؤكد فشله الذريع.
· " فشلت دعوات العصيان المدني لأن من وقفوا وراء تلك الدعوات كانوا أعضاء المعارضة المتطرفة"، هكذا يقول الطيب مصطفى!
· وما درى الطيب أن أحد أهم نتائج العصيان المدني الناجح جداً هو كشف هذه الفرية والتأكيد الدامغ على أن معارضي الإنقاذ كثر جداً.
· هذه االحكومة يعارضها غالبية أبناء الوطن.
· اعترفت الغالبية بأن من نادوا بالعصيان وسعوا لتنظيمه هم بعض شباب وشابات البلد الناشطين دون أن تكون لهم بالضرورة انتماءات سياسية محددة، إلا أنت يا الطيب وقليل من الحالمين الحريصين على استمرار الوضع الحالي.
· كما أكد التجاوب الكبير الذي حظيت به الدعوة للعصيان المدني أن السودانيين تجاوزوا تماماً فكرة تخويفهم من نفس مصير سوريا والعراق واليمن وبقية البلدان العربية التي تعاني كثيراً على الصعيد الأمني.
· وما ثلاثة أيام العصيان المدني إلا مجرد تمرين صغير جداً وعملية إحماء أكدت بما لا يدع مجالاً للشك على خصوصية الحالة السودانية وتفرد هذا الشعب.
· ولا نشك أيضاً في أن جميع السياسيين المعارضين قد تعلموا درساً كحال رصفائهم الأقل جنوناً في المؤتمر الوطني.
· لاحظ عزيزي القارئ أنني قلت الأقل جنوناً، لأنه ليس هناك من مجال لقول " الأكثر عقلانية".
· لا أشك في أن السياسيين المعارضين أدركوا أن شباب البلد قادر على تنظيم نفسه والتعبير عن مشاكلهم بالشكل الحاسم واللائق.
· لابد أنهم فهموا أن هؤلاء الشباب يستطيعون تجاوز أي حزب أو جهة تتاجر في قضايا الوطن وأهله.
· لهذا لم تعد فزاعتك صالحة يا عزيزي الطيب مصطفى وعليك بالبحث عن بديل سريع لها.
· السودانيون أكدوا بهذا التمرين البسيط أنهم ما زالوا قادرين على التماسك والتضامن وتوحيد جهودهم متى ما تطلب الأمر ذلك.
· وهذا بدوره يطمئن غالبية أفراد الشعب على أن التغيير وقت أن يحدث لن يحول بلدنا إلى جحيم لا يُطاق كما تسوقون.
· ولو أننا أصلاً نستغرب ونسأل كيف يكون الجحيم، إن لم يكن هو ما يعيشه الشعب السوداني حالياً!
· أي مواد تُكتب حول فشل العصيان المدني أعتبرها اهداراً للوقت والجهد، لأنه يصعب تصديقها حتى من قبل بعض الموالين للنظام.
· فالصورة لا تكذب.
· ولابد لأي صحفي يتعامل مع وسائل الإعلام الحديثة أن يفهم حقيقة أن بعض الأساليب الصحفية البالية قد صارت من الماضي.
· لم يعد الناس يسلمون برأي فلان لأنه معروف، أو لكونه قريب من هذه الجهة أو تلك.
· فالفضاء الواسع أتاح للناس فرصاً غير محدودة لمتابعة ورصد كل ما يحدث في وقته، ومن ثم تقييمه دون الحاجة لوصاية من أحد.
· وبعد أن شاهد أهلنا جميعاً ما جرى خلال الثلاثة أيام الماضية لابد أنهم سيسخرون من مثل هذه المقالات.
· ولا أدري كيف يريدنا الطيب مصطفى أن نصدق كلامه عن فشل العصيان ونحن نطالع في ذات الوقت تصريحات واجفة للكثير من المسئولين.
· فهاهو وزير الإعلام يقول " يعني شنو زول يمشي يصور ليه شارع ويقول كان فاضي وإن الاعتصام نجح، أعتقد هذا كلام غير سليم."
· وكل عاقل يتأمل التصريح أعلاه لوزير الإعلام سيصل إلى النتيجة المعاكسة تماماً لما أراده الوزير.
· فالوزير يعترف ضمنياً بأن الشوارع التي تم تصويرها كانت فاضية.
· والمتابع يعرف جيداً أن تلك الشوارع (التي كانت فاضية) أيام الاعتصام لم يألفها الناس كذلك.
· إذاً كان على وزير الإعلام قبل أن يطلق هذا التصريح الذي ارتد عليه بسرعة البرق أن يتروى ويفكر قليلاً حتى لا يُضحك عليه خلق الله.
· فالشوارع المعروفة بازدحامها الشديد عندما تصبح فاضية، فهذا مؤشر واضح على أن شيئاً ما يجري في البلد.
· وبما أننا نعلم والوزير نفسه يعلم أن خلو الشوارع من المارة والعابرين أعقب دعوات الاعتصام، فمعنى ذلك أن الوزير اعترف دون قصد بالنجاح الباهر لهذا الاعتصام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة