اتذكر يوم لزم رئيس وزراء الدولة الصهيونية الاسبق اليهودية الكافرة لم يغادر تل ابيب حتى إلى حيفا القريبة للعلاج، لزم سرير المستشفى ولم تفكر الدولة ارساله إلى مستشفى مايو كلينيك في امريكا حيث يتعالج رؤساء دول العالم الثالث والاول. وبالمناسبة هناك عدد من الاطباء السودانيين يعملون في مايو كلينيك. يقومون بعلاج هؤلاء الحكام. ومن حكى لي ذلك شخص مصري وليس سودانيا.
ونقص الامكانيات المادية في عدم توفر العلاج داخل البلاد غير مبرر ، وكيف يكون هناك مشكلة والشخص يدفع مقابلا ماديا كبيرا سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة ،ويجب على الدولة ان توفر ذلك دون مقابل مادي لأن ميزانية الامن والدفاع في البلاد كبيرة اكثر من اللازم ويدفعها المواطن من حر ماله ، وشاغلي المناصب الدستورية الذين اصبحوا اكثر من الهم على القلب مرتباتهم ندفعها من حر مالنا ، وحتى تكلفة شهر عسل الزوجة الثالثة ندفعه من حر مالنا.
ابسط شيء على الدولة هو توفير التعليم والصحة للإنسان المغلوب على امره لأنه ضحى كثيرا. واذا فشل الوزراء الذين ندفع لهم مرتباتهم من حر مالنا في حل مشاكلنا يجب أن يذهبوا غير مؤسف عليهم. وعندما سئل احدهم عن فشل الوزراء في اداء واجبهم ، قال هؤلاء ينقصهم المال والخيال ، والمال ليس وحده الذي يحل المشكلات دون الخيال والتفكير. وعليهم أن يسألوا اصدقاءهم الصينيين كيف يديرون بلدا فيها أكثر من مليار ونصف من البشر ، كلهم يأكلون ويشرون ويعملون ويحصلون على العلاج ، ويصدرون الفائض من أكلهم وبالإضافة إلى المنتجات الصناعية والتكنولوجيا.، وكل ما تدخل متجر في شتى بقاع الدنيا ، تجد صنع في الصين.
من اولويات السلطة كل بلد هي توفير الطعام والشراب ، ثم العلاج ثم التعليم ، ثم بعد ذلك الكهرباء والمياه. كل هذه اولويات لابد منها ، وهذه مسؤولية الدولة ،لأن المواطن لايستطيع أن يقوم بتوفير ذلك بمفرده ،وقد قال احد اعضاء برلمان ابراهيم احمد عمر ، لانريد رئيس وزراء مثلنا لايحل ولايربط ، هؤلاء يوم القيامة عليهم مسؤولية كبيرة عن ذنوبنا جميعا. واذا لم نستطع محاسبتهم في الدنيا هناك من يحاسبهم في الاخرة. الاطباء في السودان العاطلين عن العمل اكثر من الذين يعملون في مستشفياتنا ، كيف ينصلح الحال ودولة بهذه المفاهيم. ومن الطرائف أن طبيبة كانت تعمل مجانا في مستشفى امدرمان مجانا في انتظار الوظيفة اكملت ثلاث سنوات وتقدمت للامتحان في احدى دول الخليج وتقدمت الممتحنين من مختلف الجنسيات. يجب تغيير هذه المفاهيم ، بدلا من شراء دبابة أو طائرة انتونوف تقتلنا يجب توظيف الاطباء واستجلاب معدات طبية حتى لو كانت مستعملة. وكانت هناك مبادرات من بعض الافراد استجلاب معدات مستعملة بحالة جيدة ، تم ايقافها خوفا على منافسة تجار الجبهة ، ونزول الاسعار. واذا منعت في الخرطوم يمكن السماح بها في الولايات النائية حتى لايموت الناس من المرض او يموتون في الطريق للعلاج في الخرطوم. العلاج لاينتظر ،مثله مثل الاكل اذا جاع الشخص مات واذا مرض الشخص ولم يتلقى العلاج مات. كما أن ترحيل مواطن من دنقلا أو الفاشر أو الجنينية أو الكرمك للخرطوم لعلم صورة اشعة أو فحص في المعمل او مقابلة استشاري ، مما يضطره للسفر هو ومرافقين ، وهذه تكاليف لامعنى منها. الشخص اذا لم يتلقى العلاج ، لن ينتج ولن يكون مفيدا، وترك الانسان وحده يواجه مصيره دون دعم من الدولة ، أمر لايطاق ، لأنه لن يستطيع فعل شيء وحده. ارحموا اهلنا يرحمكم الله!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة