تـحرش قصة قصيرة بقلم د. أحمد الخميسي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 06:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2017, 02:01 PM

أحمد الخميسي
<aأحمد الخميسي
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تـحرش قصة قصيرة بقلم د. أحمد الخميسي

    03:01 PM May, 04 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد الخميسي-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ارتقى سلم الأتوبيس وهو يدفع الآخرين برأسه وكتفيه وقبضتيه يمينا وشمالا. ما إن لمح مكانا شاغرا حتى هرول نحوه. حط بدنه على المقعد بفورة من الشعور بالزهو والانتصار. المشوار طويل يحتاج راحة. انتبه إلي أنه قاعد بجوار شابة جالسة ناحية النافذة، بيدها موبايل وباليد الأخرى تلوح لشخص على الرصيف. قدر بنظرة خاطفة أنها تجاوزت العشرين. ممتلئة. عيناها واسعتان. شفتاها مكتنزتان كحبتي فراولة. حين فطن إلي جمالها ضم ساقيه وركبتيه إلي بعضهما. يجب أن تشعر بحرصه عليها وباحترامه الحدود. على أي حال الحمد لله على الجلوس. أدخل إصبعه خلف ياقة القميص يحك عرق الصيف. بالطبع كان الأفضل لو أني وجدت مقعدا قرب رجل مسن أو شاب لأن ملامسة أي امرأة في مواصلات عامة قد تؤدي إلي خناقة تبدأ بغضب مكظوم:" لو سمحت لم نفسك يا محترم" وتنتهي بعلو صوت يدرك مسامع الأتوبيسات المحاذية:" تتعرضون لبنات الناس. تشمون أي قطعة لحم. ولا تستحون أبدا يا أوباش"! يانهار أسود! بلغت حد"أوباش"! تزحزح بفخذه مسافة بعيدا عن الفتاة. ضم ساقيه بقوة أشد حتى أحس بركبتيه ترتجفان. أعوذ بالله. هز رأسه بأسف. أيعقل أن أتحرش بها وأنا رجل كبير السن؟ ثم أنها في عمر ابنتي. قطعا أصابتها لوثة لتظن ما تظنه! نعم. تحرش مرة واحدة؟! لو أنها تعلم كم عدد الأطباء الذين أتردد عليهم وأنواع الأدوية التي أتناولها بانتظام ما اتهمتني بهذه التهمة. حقن فيتامين للأعصاب. كالسيوم لهشاشة العظام. فوار للكلى. أسبرين لسيولة الدم. بخاخة ربو. التحرش بالبنات بحاجة إلي شباب وقد انقضت سنواته، حتى أمسى يعيش وحده من زمن، لا زوجة ولا ولد. ترافقه ذكريات وصور وأصوات الراحلين، يعزي نفسه بأنه سوف يأتنس بصحبتهم عندما ينتقل إلي جوارهم. حينئذ لن يعود وحيدا. في ظروفه هذه تظهر شابة وتتجرأ عليه، تنهره بعلو صوتها. تقول" تحرش"؟! قال تحرش قال! أهذا بدلا من أن تنظر إليه وتقول له: " تفضل حضرتك اجلس براحتك"؟!

    أقبل محصل التذاكر. توقف أمامه وطرق خشبة بطرف قلم. من خلف المحصل مر شاب فاختل توازن المحصل ومال عليه بثقله، زحزحه قليلا فلامس كتفه غصبا عنه كتف الفتاة لمسة سريعة اعتدل بعدها على الفور. اختلس نظرة إليها. سارحة بأفكارها؟ هل هذه هيئة السرحان؟ أم أنه الاستياء؟ السخط ؟ تختزن الغضب وتجتره. تقول لنفسها:" عجوز لكن لا يخجل. كلما ارتجت العربة مال علي بكتفه". معقول! أنا متحرش! ياحول الله. إلي ذلك الحد تصل القساوة وسوء الظن؟ لكن هذه قلة أدب لا يمكن السكوت عليها. إن لم أواجهها فسوف تعتقد أنها على حق فيما ذهب إليه خيالها. ليس بالحتم أن أعنفها بالزعيق ولا أن أسبها. يكفي إحراجها بطريقة لطيفة، بالذوق: " عيب عليك. أنا رجل كبير ومحترم. عيب. والله عيب". أقول ذلك مبتسما بطيبة على مرأى من الركاب. لكنها تتمادى:" تدعي الآن أنك رجل غلبان، ياعيني، لو كنت تحترم نفسك ما قمت بذلك أصلا. لكنك رجل عرة"! عرة ؟! يانهار مطين! لم يبق بعد ذلك ما يقال. الحمد لله الركاب جميعا شهود على أنه خاطبها باحترام. بكل احترام. الآن أصبح من حقه بعد ما قالته أن يرد الصاع صاعين وأن يظهر أن لطفه ليس ضعفا:" للأسف أهلك لم يحسنوا تربيتك". قالت وقد فنجلت عينيها محمرتين :" والله ما أتركك إلا في قسم الشرطة. هناك يتقنون معاملة أمثالك". وفزت واقفة. نهض هو الآخر. ترنح وهو يلوح للركاب بيده عاليا :" جميعكم شهود. لقد خاطبتها بمنتهى الاحترام". فاجأته بلكزة من قبضتها في كتفه:" تتحرش بامرأة يا قليل الأدب؟!". التفت برقبته إلي الركاب يقول بأعلى صوت:"أترون؟ هي التي بدأت استخدام يديها وأنا .. وأنا .. بكل احترام".

    انتبه فجأة إلي نهوض الفتاة من جواره. تطلع إليها واقفة مأخوذا. ابتسمت. تمتمت برقة وهي تؤرجح بأصابعها قلادة فضية على رقبتها:" بعد إذنك. أنا نازلة". غمرته سكينة كالبلسم. زحزح ساقيه جانبا بابتسامة شاردة. خرجت الفتاة من حيز المقاعد. سارت حتى اقتربت من باب العربة، ومن هناك استدارت إليه ببسمة، ثم هبطت. شيعها ببصره من النافذة في عبورها الشارع:" سبحان الله! واضح أنها بنت مؤدبة من عائلة طيبة. لكن لو أنها كانت قد حسبت أنني احتككت بها عمدا وقالت:" عيب يا محترم لم نفسك" لكان لنا حديث آخر. الحمد لله. لا شك بنت محترمة. راحت تقطع الشارع إلي أن بلغت الرصيف الآخر وهو يتابعها بنظره، ثم لم يعد يرى سوى رأسها يلوح ويغيب في زحام حتى اختفت تماما، فلوح لها بكفه مودعا، مرة ، ومرة أخرى. لو أنه استرعى انتباهها ، والتفتت نحوه قائلة: " لا تؤاخذني. أنت تبدو متعبا. تتنفس بصعوبة. سلامتك. مابك؟" لكان ذلك شيئا جميلا جدا في يوم طويل حار.

    ***

    أحمد الخميسي. كاتب مصري






    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 04 مايو 2017

    اخبار و بيانات

  • لجنة الخارجية بالبرلمان: منظومة الأمن القومي للسودان ومصر تتطلب الرشد والعقلانية
  • القضاء يبعد الكاردينال عن رئاسة الهلال وفيفا يعيد مجموعة معتصم جعفر للاتحاد العام
  • نواب يطالبون باستبدال زيرو عطش بـ(أصبروا على العطش)
  • حركتا جبريل ومناوي تعلنان وقف العدائيات ستة أشهر
  • الصحة تحذر من الازدحام تجنباً للإصابة بالدرن
  • البشير: البرلمان سيكون مهيأ لإيداع مسودة الدستور الدائم
  • الحكومة السودانية تعتزم إنشاء أكبر محطة توليد طاقة شمسية في العالم
  • برلماني: وفاة (45) مواطناً بسبب المياه بغرب كردفان
  • برلماني : منطقة بالجزيرة تشرب من مياه غير صالحة
  • الطيب مصطفى: أخطاء السياسيين وراء تردي الخدمات بالقرى
  • الجمعية الدولية لمصادر المياه تُكرِّم د. سلمان بمنحه جائزة قِطْرة الكريستال لعام 2017


اراء و مقالات

  • حِكمة الله في الحكومة..! بقلم عبد الله الشيخ
  • يحكى عن الطلاب النجباء ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • أولاد (تانيين) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قتلى المسيرية وإستراتيجية التعامل مع دولة الجنوب بقلم الطيب مصطفى
  • و مع (الرويبضة) في سقط قوله !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شهادات تعذيب الطلاب في السودان بواسطة جهاز الأمن والمخابرات السوداني 6
  • الإزدهار المُزري ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
  • شهادتي للتاريخ (23- ب 2- الجزء الرابع) "العلاقات (وان شِئْتَ فقل :"الزِيجَةٌ القَسْرُية") غير المت

    المنبر العام

  • النخبة السودانية والولع باستدعاء الدور الأجنبي من الفيفا إلى إيقاد، وطن تحت رحمة التدخلات
  • مبارك الفاضل وزيرا للإستثمار في الحكومة السودانية الجديدة
  • وزارة الشؤون الإسلامية السعودية تتكفل ببناء المكتبة المركزية لجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم
  • جريمة تهز المجتمع المصري .. رئيس محكمة يقتل مجندا بمسدسه.. فيديو
  • قطر تزود السودان بـ 12 مقاتلة ميراج 2000–5 الفرنسية
  • شاهد كيف يغش المصري في البيع .. فيديو.. لاحول ولا قوة إلا بالله
  • اللجنة الاجتماعية بالبرلمان تؤكد أهمية وجود لجنة دائمة لمعالجة أوضاع السودانيين بمصر
  • !!.... ألف مبروك: ترتيب السودان 155 في تصنيف الفيفا لهذا الشهر...!!
  • يا زول هوي ها
  • يحق لنا ان نفخر .. نحن الدولة الوحيدة في العالم
  • شوربات من أرض القاش
  • نخوة وشهامة ومروءة السوري تدهش الصينيين - فيديو صار حديث القنوات في الصين
  • يتصوّرُنِي الشَّارِعُ حجراً
  • السيد رئيس قبيلة البورداب بكري أبوبكر أرفع الشكوي لك في البداية
  • (الشعبي) يكشف أسماء وزرائه قبيل إعلان حكومة (الوفاق الوطني)
  • نقابة الصحافيين المصريين: نرفض سب الإعلام السوداني مصر وشعبها
  • البيتو من قزاز - صباح محمد الحسن
  • ليلة سقوط مارك.. مغردون عن عطل "واتس آب": شكله مدفعش اشتراك النت
  • جهاز المغتربين يؤكد حرصه على كرامة السودانيين في الخارج
  • "واتس آب" يعتذر عن العطل.. ويؤكد: عودة الخدمة للعمل خلال ساعات
  • اذا خلص الاوكسجين فى مصر
  • الآن توقف الواتساب عن الخدمة حول العالم.























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de