من باب شرث البلية ما يُضحك خبراً تناقلته وسائل الإعلام والأسافير مفاده أن مسئولي إدارة النظافة وصحة البيئة في الخرطوم والعاصمة التشادية إنجمينا قاموا بتوقيع إتفاق يقضي بنقل (خبرات) الخرطوم في أمر النظافة وصحة البيئة إلى العاصمة التشادية ، طبعاً هذا إنطلاقاً من (الإزدهار المُزري) الذي يبدو واضحاً للعيان في شوارعنا وأسواقنا وكذلك سبل وأساليب معالجة النفايات في بلادنا ، وأكثر ما يُدهش في الموضوع أن الإخوة التشاديون بحكم صلة القربى وتواصلهم الذي لا ينقطع مع السودان وعاصمتة (ذات النكبة الواضحة) في مجال النظافة وصحة البيئة ، هُم في الواقع ليسوا بعيدين عن الواقع ومن المؤكد أنهم يعلمون حالنا في هذا المجال ، فكيف أخفقت حصافتهم في توجيههم إلى دولة أخرى غيرنا تستطيع إفادتهم بخبرات حقيقية ومُثبتة في الواقع الميداني في هكذا مجال حيوي وهام ، إلا إذا كان الأمر مجرد بروتوكولات و(جلكسات) دبلوماسية طالما (تزركشت) أخبار الزيارات المتبادلة لدولتين على مستوى الوزراء أو المسئولين القابعين في مناصب عُليا وحسَّاسة ، من باب أن جٌل ما يدور في خُلدهم (حشد) و(حشو) أكبر عدد من الإتفاقات والمؤتمرات والتصريحات والإجتماعات إيهاماً بما يُشير إلى نجاح الزيارة وتحقيقها لمساعيها وأهدافها ، أما من جهتي فأدعو القائمين على أمر نظافة العاصمة وبيئتها الصحية أن يؤمنوا ظاهراً و باطناً بالمبدأ السامي الذي قاله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (رحم الله إمريءٍ عرف قدر نفسه ) ، ففي الوقت الذي توقَّف فيه الناس والصحف يأساً عن الخوض في ما آل إليه أمر النظافة في العاصمة ، تاركين التذَّمُر والشكوى للشوارع والميادين والأسواق ، وفي ذات الوقت الذي تدبِّج فيه الهيئة العليا لنظافة الخرطوم مؤتمراتها الصحفية المتتالية وتصريحات مسئوليها التي لا تنقطع في كافة المنابر والمنتديات الثقافية والإعلامية ، والتي لا يُدل فحواها إلا على المزيد من التخبُط والتوهان في إرساء التخطيط السليم لحل المُشكلات التي باتت تهدِّد بحدوث كارثة صحية وبيئية في أيَّما زمان ومكان ، فتارةً تقول الهيئة أن الوقت قد حان لخصخصة مجال جمع النفايت و إعادة تدويرها ، ثم تعود لتصرِّح عبر مسئوليها الذين يعشقون المايكرفونات أن الهيئة بصدّد الإستعانة بشركة يابانية ستقوم بدراسة مخطَّط نظافة الخرطوم وعمليات إعادة تدوير نفاياتها ، ولم تزل مشكلات ضخمة ومُلِّحة ومصيرية قائمة في مقدمتها مشكلة النفايات الطبية والصراع الفني والقانوني والإداري القائم بين الهيئة والمحليات ووزارة الصحة الولائية بشأنها ، كل ذلك يوجب على القائمين بأمر إدارة النظافة والصحة البيئية بالخرطوم أن يهرعوا إلى البحث عن (خبرات) خارجية ذات جدوى وفعالية تساندهم و تعضد أفكارهم وإلمامهم بالموضوع ثم من بعد ذلك يُنزِلون ذلك إلى واقع الناس في زماننا هذا وسوداننا هذا ، ثم بعد ذلك لهم أن يُفكِّروا في نقل ( خبراتهم المُستلفة ) إلى الآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة