تعاني البلدان المسلمة من الفقر المدقع، الحروبات والاوبئة الفتاكة وفي السودان الذي يعتبر حليف المملكة العربية السعودية وحده راح المئات ضحية لوباء الكوليرا مؤخرا، بسبب تقاعس النظام عن واجباته في توفير الرعاية الصحية للمواطنين. وتبخل المملكة السعودية، بتقديم الدعم والعون للفقراء الذين يدفعون مبالغ طائلة، من أجل الحج والعمرة سنويا ولكن كيف يفسر هؤلاء الفقراء وهم يشاهدون في الشهر المنصرم كرم الملك سلمان الذي يتجاهل معاناتهم، عبر الشاشات وهو يغدق على ضيفه رئيس الولايات المتحدة التي تعتبر أقوى إقتصاد في العالم، الملياردير دونالد ترامب هدايا بملايين الدولارات.
ومازالت المملكة العربية السعودية تطبق الحدود وفقا للشريعة الإسلامية التي تجيز بتر اطراف السارق من خلاف والإعدام جزا للرقاب بالسيوف، وتطبق كذلك حد الرجم للذين يمارسون الجنس خارج إطار الزواج وهي قوانين تتبناها المملكة منذ ماقبل بروز المنظمات الإرهابية التي تتبنى هذا المنهج المتطرف من الإسلام السني.
وفيما توفر قطر الدعم المادي للمنظمات والجماعات الإرهابية الإسلامية تنفق المملكة العربية السعودية أيضا ملايين الدولارات في نشر فكر المذهب الوهابي الإرهابي، الذي يعتنقه داعش وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة عبر العالم.
وتشجع التعاليم الإسلامية التي يتم تلقينها للمجاهدين والانتحاريين في الخلاوى ومراكز تحفيظ القرآن على قتل غير المسلمين ومحاربة عاداتهم وتقاليدهم التي تعتبر وفقا للدين الإسلامي والمذهب الوهابي المتطرف، ضربا من ضروب البدع والكفر ولذلك تمنع المملكة العربية السعودية غير المسلمين بممارسة طقوسهم الدينية وبناء الكنائس ودور العبادة باراضيها، فيما ينعم المسلمين في الغرب بالقوانين التي تحمي حرية العقيدة والضمير والدين.
عزل قطر أو تغيير نظامه ليس كافيا لشل حركة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تنطلق ايدلوجيا من فكر المذهب السني الوهابي الحاضن للإرهاب الذي تتبناه المملكة العربية السعودية فلابد من تصفية الأفكار التي تحرض على الكراهية ضد غير المسلمين وتشجع استخدام العنف لفرض دين وأفكار متطرفة.
استئصال الإرهاب يبدأ بمحاربة الأفكار التي تغذي العنف وتعمل على تفريخ المتطرفين الانتحاريين وهذا يعني بالضرورة، أن على المملكة العربية السعودية بذل مزيد من الجهود لتنقية المنهج الوهابي على الأقل، من التطرف؛ تصفية الأفكار السلبية التي تحرض على الكراهية والتشدد. فالقرآن حافل بالآيات التي تحض المسلمين على قتال الكفار ولذلك كانت الفتوحات الإسلامية اشتهرت بعمليات السلب والنهب والتعدي على أعراض الناس وممتلكاتهم بلا مبرر.
وتأتي الأزمة الخليجية التي اذكت الفتنة بين الأشقاء العرب في إطار براغماتية المسلمين لتضليل الغرب وإعطاء الارهابيين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم لاسيما بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وطرده من آخر معاقله في مدينة الرقة.
ويمتلك تحالف السلطة ورجال الدين في الجزيرة العربية القدرة والتفويض اللازم، لترويض الارهابين وتوجيه طاقتهم المدمرة إلى البناء والتعمير فيما لو لم يتعارض ذلك مع مصالحها الخاصة، التي تعتمد الإرهاب الفكري للتخلص من الخصوم والمعارضة وهكذا استطاعت الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية، التي احالت المقدسات الإسلامية إلى أصول وضيعة خاصة بها، الإحتفاظ بالسلطة والثورة منذ عقود.
وكذلك تملك المملكة العربية السعودية السلطة الروحية والمعنوية لكبح جماح التطرف الذي لا يمكن التصدي له فقط بتجفيف مصادر التمويل المادي، أو بإعلان الحرب على المتطرفين، فالأمر يتطلب وقف ضخ الأفكار الجهادية التي توفر البنية التحتية للإرهاب والتشدد الديني. ولكن مصالح العرب تحول دون اتخاذ المملكة خطوات جادة لحسم التطرف والإرهاب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة