الخرطوم:حسين سعد سارا نقد الله هي نموزج للمراة السودانية الجسورة، محبة الناس كل الناس لها نابعة من إنسانيتها التي لا تعرف حدود الدين او العرق او القبيلة او حزبها او كيانها ،هكذا هي محبتها وتعاملها للاخر،هذه البساطة هي سر تدفق العشرات الذين هروعوا الي مستشفي علياء بالسلاح الطبي لمعايدتها في وعكتها الاخيرة،الدعوات الصادقة في نهارات رمضان القائظة كانت تسبق الاشواق ،كثيرون عرفوا نقد الله وعملوا معها في حزبها لكن تلاميذها وبمختلف ألوانهم وسحناتهم ومستوياتهم كانوا يحبونها (بقدرالحروف الحايمة في بطن الكتب)فهي لم تبخل عليهم بعلمها الغزيز وسعة أفقها،حتي الصحفيين كانت سارا تتفقد أحوالهم،وعندما غادر الزميل خالد فضل الي موسكو مستشفيا مؤخرا ًكان هاتفي لايصمت من مكالماتها وسؤالها عن أحواله وصحته بل إنها قبل وعكتها الاخيرة قد إتفقت معي وزميلي علاءالدين بشير ومحمد توم لزيارة الخالد الفضل في منزله والافطار معه،هذه واحدة الامر الثاني وفي العلة الاخيرة للزميل الصحفي حسن وراق الذي ذهب الي قاهرة المعز مستشفيا بقصر العيني كانت نقد الله من اوائل المتصليين علي شخصي لمعرفة أحوال وراق بل انها اعلنت عن مساهمتها بمبلغ مالي للزميل حسن قبل ان تطلب مني هاتف وراق في القاهرة للاتصال به وتوجيه رئيس حزبها هناك بزيارته وتفقد احواله،ألم اقل لكم ان إنسانيتها لا تعرف الحدود،شخصيا اعتبر نفسي من حديثي العهد بمعرفة نقد الله التي عملت معها في لجنة تأبين الراحل الاستاذ التجاني الطيب بابكر والاستاذ محمد علي جادين لكن مقابلة معها في الغالب كانت في المؤتمرات الصحفية والندوات وورش العمل التي كانت أخرها ورشة مشاكل الأرض وأثرها علي الأمن والاستقرار في السودان،حيث كانت سارا تتتابع النقاشات بصمت المفكرين وهي تدوين كل كلمة في مفكرتها التي لم تبارحها ومعها قلمها ،محطات مسيرة سارا جديرة بالاحتفاء بها بينما سجل غيابها الاخير بسبب العلة التي أصابتها مؤخرا قبل ان تخرج من المستشفي الي منزلهم العامر الذي يعتبر بيت له كل زول،سجل غيابها علامة فارغة ليس في حزبها فقط بل علي مستوي الحراك الاجتماعي والسياسي والانساني،ونهاية العام الماضي كنت قد أجريت حوارا صحفيا معها برفقة الزميل ماجد محمد علي في حضور رئيس دائرة الاعلام بحزب الامة القومي محمد الامين عبد النبي حيث أصرت نقد الله بشدة علي تناول وجبة الافطار التي كانت تتسيدها العصيدة بملاح التقلية والنعيميةحيث تناولت معنا تلك الوجبة (المدنكلة) ومن ثم طافت بنا في سياحة في صالون منزلهم واطلعتنا علي الصور العديدة للقيادات السياسية والاعلامية الذين شكلوا تاريخ بلادنا السياسي والاجتماعي خلال الحقبة الماضية،نقد الله التي لا ترفض لسائل طلب يفتقدها الناشطون والسياسيون بشدة (كما في الليلة الظلماء يفتقد البدر) ويقول الناشطون انهم يتصلوا عليها في أوقات حرجة عقب رفض السلطات الامنية لقيام فعالية تضامنية اوتعبوية وبعد اكتمال كل الترتيبات لكن سارا تعيد اليهم التفاؤل وقوة الارادة بتدخلها الحاسم والسريع بنقل الفعالية الي دار الامة وتوجيه المعنيين للقيام باللازم بالرغم من ضيق الوقت،هذا الالتزام والانحياز الكبيرلنقد الله يدفعنا لكي نردد لسارا كما يقول الشاعر محمد الحسن سالم حميد في رائعته(مناقيش العدالة) مِنِّي متعشِّمْ طلوعِكْ...كُلِّي مستنيك تعودي ويغسل السّاحات رجوعِكْ ...منتظر بقّة شموعِكْ ...تشتلي الضّو في الضّهابة يرجع الطير المهاجِرْ...يملأ في الفجّاج ربوعِكْ...في كلام النّاس بفتِّشْ بين عوينات المدارِسْ...في صدى آذان المساجد...ورنّة أجراس الكنائِسْ ونمشي فوق دربِكْ نباصِرْ ...في الرِّمال والشّوك نحاصِرْ ...بي شُعَاع بكرة المسافة ..تنهزِمْ ريح العوارِضْ. وفي الليالي السياسية والتي علي قلتها كانت نقد الله وبمجرد ان تقف علي المنصة بطلتها البهية،وثوبها الابيض ونبرة صوتها الهادئة تلفت انتباه الجمهور قبل أن تسود حالة من الصمت المهيب سارا(كلاما دغري وواضح بدون أي طبطبة ولا لف ولا دوران) هذه الجسارة في الحديث يردد صداها مكبر الصوت (الساوند سيستم) في قت يطلق فيه الحضور أذانهم وعقولهم لمتابعة تلك الكلمات السحرية القوية الممزوج بحرارة التصفيق، كلنا نتذكر كلماتها القوية والصادقة في ندوات حزبها ونداء السودان وقوي الاجماع الوطني وحملة أرحل لمقاطعة انتخابات 2015م وفي الساحات والميادين وفي مدني والقضارف والابيض وسنار التي وصلتها برفقة رئيس حزب الامة القومي في زياراته الاخيرة لتلك المدن، قصة نجاح الامينة العامة لحزب الامة القومي هي إمتداد لنضالات المراة السودانية التي تعاني من قيود قانونية وبيئة تشريعية معادية للنساء لكن نقد الله تعتبر امتداد لفاطمة احمد ابراهيم وخالدة زاهر وسارا الفاضل وغيرهن من الكنداكات في بلادي،اللاتي سجلنا أسماءهن منذ سنوات طويلة بحروف من ذهب في شتى المجالات،واللاتي يعملن من اجل نقلة نسائية واجتماعية تغير واقع المرأة ويفتح امامها وأمام مجتمعاتنا آفاقا جديدة، وامكانيات أخرى تعمق دورها ومسؤوليتها المنزلية والمجتمعية الكبيرة في ظل القوانين التي تظلمها والاضطهاد المنزلي ضدها والظلم والغبن الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا،وعدم المساواة سواء بالعمل أو الراتب ومنع المناصب الكبرى عن المرأة التي تطارد حتى في رزقها.فضلا ممارسة العادات الضارة بحقها مثل زواج الطفلات والختان. وقت سيرتك يجبوها: وتقول السيرة الذاتية المنشورة بصحيفة حريات الاليكترونية ان سارة عبد الله عبد الرحمن نقد الله أطلقت صرختها الأولى بتاريخ 16/12/1954 بمدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، والدها الأمير عبد الله من مؤسسي حزب الأمة واحد قيادات الأنصار المرموقين، وعمها الأمير محمد نقد الله وهما الوحيدان اللذان نالا الإمارة في كيان الأنصار من المهدية فى مرحلتها الثانية ، والداتها السيدة زينب عوض جبريل، تلقت ساره تعليمها بأم درمان، حيث درست المرحلة الابتدائية بمدرسة ودنوباوي. والوسطى بمدرسة الأحفاد وجلست لامتحان الشهادة السودانية بمدرسة أم درمان الثانوية، والتحقت بجامعة القاهرة فرع الخرطوم في العام 1974 ونالت البكالريوس في علوم الرياضيات في العام 1978 م وحققت نجاحاً باهراً وكانت الأولى على دفعتها، وتم منحها شهادة تقديرية من الجامعة ونالت درجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية بجامعة الخرطوم مدرسة العلوم الرياضية في العام 1983 وشاركت في عدة كورسات أحدها في إدارة شئون الأفراد 1980.بمعهد SPIE(إيطاليا- روما) وآخر في علوم الكمبيوتر للتنفيذيين- ديسمبر 1985م مناصب: عملت محاضرة بكلية العلوم التطبيقية والحاسوب بالجامعة الأهلية وشغلت منصب نائب عميد كلية العلوم التطبيقية والحاسوب في الفترة من ( 2000- 2007م) ومن ثم رئيساً لقسم الفيزياء والرياضيات و أحيلت للصالح العام بقرار جمهوري وكانت أول مفتش لميزانية 1985م ومفتش الخدمة في أبريل 1983م و مفتش شئون الخدمة 1979م و في الوظائف المتعاونة والطوعيةعملت محاضرة متعاونة بمدرسة العلوم الرياضية جامعة الخرطوم 1980- يوليو 1986م وأصبحت رئيسة اللجنة الإدارية لمجلس إدارة هيئة مياه المدن 1986- 1989 م و عضو مجلس إدارة جريدة صوت الأمة 1985- 1989 وأيضاً عضو مجلس مؤسسي جامعة أم درمان الأهلية 1985. وعضو مجلس أمناء جامعة أم درمان الأهلية 1989- 1994م وعضو مؤسس وسكرتيرة هيئة أساتذة جامعة أم درمان الأهلية 1989- 1995م محاضرة متعاونة بجامعة الأحفاد للبنات 1990- 1994م. كانت عضو جمعية أمهات السلام 1986- 1989م وعضو جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية 1986 وعضو جمعية الإمام المهدي الخيرية 1986- 1989م وعضو الجمعية العربية لمكافحة التصحر 1985م وعضو الجمعية العربية لحقوق الإنسان وممثلة التجمع النسائي في السكرتارية العليا للتجمع الوطني الديمقراطي منذ 1991 وحتى 1998م، وأيضاً عضو اللجنة الثقافية لمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي 1998م. اسهامات أسهمت كثيراً في مجال تنمية المراة وقامت بوضع برامج لمحو أمية المرأة الوظيفية والإشراف على تنفيذها من خلال أمانة المرأة بحزب الأمة، نفذت العديد من المحاضرات والسمنارات وورش عمل في مختلف مدن السودان للنهوض بمستوى المرأة منذ عام 1985م وحتى الآن بجانب المساهمة في ترقية المرأة الريفية بفتح مراكز تدريب مثل مركز الصحوة بالجزيرة أبا ومركز الصحوة بالفاشر، وتم تكريمها من جامعة الأحفاد للبنات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (برنامج الحكم الراشد) في مارس 2006، في إطار الاحتفال بمرور مائة عام على تعليم المرأة في السودان، وذلك تقديراً لجهودها الفعالة واعترافا بفضلها وعطائها في مجال صنع القرار مناصب داخل الحزب ولديها اسهامات كبيرة في العمل السياسي داخل حزب الأمة، وعملت مقررة المكتب السياسي وأمينة المرأة للحزب وبعد ذلك عضو الهيئة العليا للقيادة التي قادت العمل السري للحزب بالداخل في فترة العمل الاستثنائي (يونيو 1989- أغسطس 2000م وكانت الناطقة الرسمية للحزب اكتوبر 2000 حتى أبريل 2004م ورئيسة لجنة السكرتارية للإعداد للمؤتمر العام السادس 2002- 2003م وأصبحت مساعدة رئيس الحزب 2004م ورئيسة المكتب السياسي للحزب 2009م وكنت عضو أمانة التنظيم بالحزب 1986م- 1989. وكذلك عضو لجنة الانتخابات للحزب وعضو لجنة الدراسات والبحوث ثم انتخبت أمينة المرأة لحزب الأمة 1986- 1989م،فضلا عن تمثيلها للحزب في كثير من الوفود داخل وخارج السودان ثم امينة عامة للحزب.- تمثيلها للحزب وقد مثلت الحزب في التجمع النسائي الوطني الديمقراطي،المؤتمرات، ورش العمل والاجتماعات الهامة ومؤتمر الزحف الصحراوي في الأرض الجافة- المركز العالمي للفيزياء النظرية- الخرطوم- ديسمبر 1985م وايضاً مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان- 1986م ،المؤتمر العام لحزب العمل المصري- القاهرة 1987م.؛المؤتمر الشعبي لوقف الحرب العراقية الإيرانية- بغداد 1987م ،مؤتمر البعد الإنساني في التنمية- تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي- الخرطوم- 1987م. ؛اجتماعات قيادة الداخل والخارج بحزب الأمة- فبراير 2000م – القاهرة مؤتمر تفعيل دور المرأة السودانية في السلام الذي خرج عنه إعلان ماسترخ- هولندا أبريل 2000م،مؤتمر الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية بعد الفترة الانتقالية في السودان- منبر السودان المدني وحركة عموم إفريقيا- كمبالا – يوليو 2000م. شاركت في مؤتمر الزحف الصحراوي في الأرض الجافة- المركز العالمي للفيزياء النظرية- الخرطوم- ديسمبر 1985م،كما شاركت في مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان- 1986م،المؤتمر العام لحزب العمل المصري- القاهرة 1987م،مؤتمر البعد الإنساني في التنمية- تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي- الخرطوم- 1987م،وشاركت في اجتماعات قيادة الداخل والخارج بحزب الأمة- فبراير 2000م – القاهرةمؤتمر تفعيل دور المرأة السودانية في السلام الذي خرج عنه إعلان ماسترخ- هولندا أبريل 2000م فضلا عن مشاركتها في اجتماعات الهيئة العليا للتجمع الوطني الديمقراطي- سبتمبر 2000م- مصوع –إرتريا،ورشة عمل محاربة ختان الاناث تحت رعاية منظمة يونيفيم –الخرطوم 2001م ورشة عمل مناقشة النوع في الدول الاسلامية –جامعة هاملبولد-برلين بالمانيا نظمها المعهد الملكي الهولندي بالتعاون مع مجموعة البحث والتدريب في التنمية اللبنانية،بالاضافة الي ورشة عمل لتدريب مدربين في مجال التعايشالسلمي لاديان نظمها المؤتمر العالمي للاديان من اجل السلام كما شاركت سارا في ورشة عمل نحو دخول النوع في مناهج الجامعات –جامعة الاحفاد للبنات وجامعة مانشستر بالتعاون مع المجلس البريطاني بالخرطوم في 2001م بجانب مشاركتها في حلقة نقاش عن الحقيقة والعدالة والمصالحة في السودان 26-29 مارس 2007م – سمرست Somerset بانجلترا، نظمتها منظمة كونكورديس انترناشيونال. أوراق وبحوث قدمت نقد الله العديد من الاوراق العلمية والدراسات والبحوث سواء كان داخل انشطة حزبها او قوي المعارضة او بحوث اكاديمية بالجامعات لكن في هذه المساحة نشير الي نمازج من أوراقها وهي التشتت العشوائي لجزيئات كيلر،بجانب دراسة عن المراة في الاسلام فضلا عن ورقة مهمة شددت من خلالها علي ضرورة مشاركة المرأة في أماكن اتخاذ القرار،ورقة عن التنظيمات السياسية النسائية السودانية بالتركيز على المرأة في حزب الأمة،ودراسة عن المشاركة السياسية للمرأة السودانية بجانب ورقة عن اتفاقية سيداو من منظور إسلامي،بالاضافة لاعدادها استراتيجية للمرأة السودانية،وورقة عن رؤية حزب الأمة للسلام في السودان، اهتمامات نقد الله لم تكتفي بذلك بل دفعت بدراسة عن كيفية وقف الزحف الصحراوي من وجهة نظر رياضية. ختاما: عملت مع سارا كماقلت أعلاه في لجنة تأبين الاستاذ التجاني الطيب بابكر في العام 2012م،وحاليا أعمل معها في لجنة الذكري الاولي لتأبين الاستاذ محمد علي جادين،التي انتخبة نائبة لرئيسها ،وخلال تلك الاجتماعات التي تعقد مساءا كانت سارا مستمعة جيدة للمتحدثين مهما كانت اعمارهم ومستوياتهم المعرفية والاكاديمية،فضلا عن تطويرها للافكار التي تطرح والموائمة والمزج بينها،سارا التي نتمني لها الشفاء العاجل نقول لها كما قال حميد في رائعته(بين الموجة والخزان حلم انسان)تمرقي صبوحة للجيران...قدح فوق ايد ...يلاقوك شُفّع الكُتّاب...نُضاف وظُراف ويغنولِك...فيا حزن البلد عوك كَرْ...سِنِّي على النضال إيدي...سوِّكي بالهُتَاف فَمِّي...شوارعِكْ لَيْ...دَويها عَلَي..اذا ما اخر العلاج الكَيْ ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة