شهد يوم أمس الأول الإثنين الموافق 22 مايو أحداثاً تمثل محطة انطلاق تاريخية لسودان ما بعد الحوار الوطني بفلسفته الجديدة، وترسم لوحة سريالية لمآلات المستقبل القريب: الحدث الأول: تقديم رئيس مجلس الوزراء نائب رئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح أول خطاب له أمام البرلمان، والذي التزم فيه بوضع حد للحرب، وتنفيذ خطة جمع السلاح وتوفير الضمانات للمعارضة، وطالب وزراء حكومته بـ"نظافة اليد وصون المال العام ومنع ما يفضي إلى الإثراء بغير حق، وإعلاء شأن المؤسسية بحسبانها حامية من النزوات الشخصية التي تخنق القرار المؤسسي وتحيله إلى مطية لحكم الفرد". الثاني: أداء القسم وتسلم الفريق د.محمد عثمان سليمان الركابي مهامه وزيراً للمالية والتخطيط الاقتصادي كأول وزير مالية عسكري، والذي تعهد باستكمال برامج الإصلاح الاقتصادي التي بدأها سلفه بدر الدين محمود وبأسرع ما يمكن. وقال: إن هدفه الأول هو إرضاء الله ثم إرضاء الناس، وتابع "نستشعر المسؤولية أمام الله وأمام المواطن ونسعى لنكون على قدر التحدي ببذل الجهد وإعمال الرأي لنعبر بالسودان إلى مصاف الرفاه وتحقيق طموحات المواطن". الثالث: اعتذار رئاسة الجمهورية لوزير العدل الذي منع في اللحظات الأخيرة من أداء القسم مع الوزراء لشبهة تزوير شهاداته العليا، أبوبكر حمد عبد الرحيم، وعين محله العقيد (م) د. عباس محمد طه، لزيادة نصيب العسكريين في الحكومة. الرابع: انعقاد فعاليات المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للإعلام السياحي بالخرطوم بتنظيم من المركز العربي للإعلام السياحي الذي تأسس في 2008 بالقاهرة كمؤسسة أهلية وساهم في إنشاء مؤسسات عربية مماثلة في السعودية والإمارات ولبنان والمغرب والسودان والكويت وسوريا وسلطنة عمان وليبيا وتونس والجزائر واليمن والأردن وقطر. الحدث الخامس وهو الأهم، ولم تتطرق إليه الأحداث سالفة الذكر من قريب أو بعيد، تناولته الصحافة باستحياء، هو استفحال وباء الكوليرا بولاية النيل الأبيض، وراح ضحيته العشرات إن لم نقل المئات، وآلاف المصابين، وربما تمدد للولايات المجاورة، حيث اعترفت الولاية بلسان واليها د.عبد الحميد كاشا، بخروج الأمر عن السيطرة، وطالب النائب المستقل عن دائرة القطينة بالبرلمان، خليل محمد الصادق، بإعلان حالة الطوارئ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة