المرأة نصف المجتمع فكم من امرأة عربية بمثابة مدرسة تربي الاجيال فخلدها التاريخ ولعل في مقدمتهن - و ليس على سبيل الحصر - السيدة خديجة بنت خويلد زوج المصطفى ( صلى الله عليه و آله و سلم ) مواقف اصبحت فيما بعد سيرة عطرة فهي قدمت تضحيات عظيمة من مال في سبيل نصرة الاسلام و المسلمين بالإضافة إلى حماية نبينا الكريم في اوائل دعوته السرية تلك هي الانموذج الامثل للنساء و تضحياتهن الجليلة و القائمة تطول من تلك النماذج العظيمة التي نذرت نفسها لخدمة الدين و المذهب فحازت بذلك عناية السماء و رسولها الكريم فقال بحقهن ( رفقاً بالقوارير ) و اليوم نرى المرأة تتعرض لأبشع هجمة بربرية شرسة و كأن هذا الكائن البريء إنما وجد من اجل اشباع الغريزة الجنسية فقط و لا دور له في الحياة وهذا ما رفضه الاسلام جملةً و تفصيلاً عندما اعطى المرأة حقها فلم يتركها عرضة الاضطهاد و الحرمان من كافة الحقوق و الامتيازات بل وقف بوجه كل طاغٍ يسعى لتحجيم دورها القيادي في المجتمع حالها كحال الرجل وصفوها بنصف المجتمع لكن هذه المقولة لم تجد الأُذن الصاغية الرافضة و المناهضة لكل مظاهر العنف التعسفي الذي تتعرض له نساء الاسلام ، فدولة اسلامية تحرم عليها قيادة المركبات وعدم الدخول في العمل السياسي ، و دولة تنظر لها أنها لأجل اشباع الغريزة الجنسية فقط ، و دولة تنظر لها نظرة احتقار و تمييز عنصري فتملأ بها السجون و المطامير المجحفة و دون مسوغ قانوني يشرعن سجنهن او تعذيبهن ومما زاد في الطين بله ما افرزته الاحداث المأساوية هو ظهور ما يسمى بداعش الذين أسسوا لقوانين الجاهلية البالية بفرضهم لقوانين و تشريعات مجحفة جعلت المرأة تساق في الطرقات و تباع بالأسواق وعلى مرأى و مسمع ألائمة المتأسلمين شأنهم في ذلك شأن ما فعله المغول عندما احتلوا بلاد الاسلام فكانوا يعيثون الفساد و سبي النساء و انتهاك اعراضهن و بالجملة حتى أن الولد لا يُعرف له اباً لكثرة ما تعرضت له المرأة من عمليات الاغتصاب على ايدي جيوش الكفر و الفساد وقد نقل ابن الاثير في الكامل بالتاريخ تلك الاحداث الاليمة عندما نعى الاسلام و المسلمين وما حلَّ من مآسي و نكبات و بالجملة لا يمكن وصفها و فوق الخيال وهو يصف حال التتار بقوله : ( و أما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها ولا يحرمون شيئاً ، ولا يعرفون نكاحا بل المرأة يأيتها غير واحد من الرجال فإذا جاء الولد لا يُعرف اباه ) وهذا ما يسمى بنكاح الجهاد الذي أشتهر بفعله الدواعش في هذا الزمان الذي اخذوه من اجدادهم التتار ؟ وقد علق رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (45) بتاريخ 23/5/2017 من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري فقال السيد الصرخي : (( المغول وكما وصفهم ابن الاثير وهذه هي حقيقتهم فبربكم الامرد اخبرونا ما هي القواسم المشتركة التي جمعتم بها دين هؤلاء و الاسلام و المسيحية و جعلتموها في محور موحد ضد الاسماعيلية و الفاطمية و الشيعة و الروافض ؟ فهل يوجد اوضح من هذا التدليس و النفاق و الزندقة وكما وصفكم الذهبي بالزندقة )) فلهذا نقول أن داعش و المغول هما وجهان لعملة واحدة ، عملة انتهاك الاعراض المشرعن من قبل أئمتهم المارقة ارباب فتاوى القتل و انتهاك الاعراض .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة