( ولكم في رسول الله اسوة حسنة يا أولي الالباب ) تشير هذه الآية إلى عدة معاني انسانية و اخلاقية فهي ترسم الصورة الصحيحة للقائد و السياسي المسلم لما يقع على عاتقه من رعاية شؤون الامة و إدارة مؤسساتها بالشكل الايجابي وهذا ما يجعله أمام منعطف خطير ، فكما يُقال الامة بقائدها فإن صلح القائد عاشت الامة بنعيم الدنيا و الاخرة ، أما إذا كان القائد فاشلاً منحرفاً اخلاقياً و منغمساً بملذاته و شهواته فيقيناً ستكون الامة ضحيةً لتلك الانحرافات السياسية وما اكثر الضحايا في زماننا هذا و العراق من أكثر ضحايا الفساد السياسي الذي يُعد البذرة الاولى لتكوينية داعش فبسبب هذه الغدة السامة ظهرت داعش في العراق ، و لانها ولدت من رحم فاسد فاختطت لها منهاجاً و فكراً هو امتداداً طبيعي لخط فساد أئمة و فقهاء مارقة شرعنوا الفساد الاخلاقي للقادة الفاسدون الذين عاصروهم في العديد من الحقب الزمنية ومن هنا بدأت جذور الانحطاط الاخلاقي و الانحراف السياسي تتغلغل في مفاصل الدولة الايوبية و الزنكية بسبب الممارسات المشينة لقادتها في هتك سنن و تعاليم الاسلام و اباحة القبائح و المنكرات بدءاً من قمة الهرم السياسي و انتهاءً بقاعدته الهمج الرعاع فلذلك نرى تمسك الدواعش بسلاطين و ملوك تلك الدولة رغم انحرافهم و فسادهم الذي يندى له جبين الانسانية و التاريخ فأين هؤلاء القادة و السلاطين من خُلُق رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ؟ فهل كانوا حقاً المرآة التي عكست اخلاق و منهج رسولنا الكريم ؟ أسلة و استفهامات كثيرة تطرح نفسها لكنها لا تجد جواباً واحداً عند داعش الذين يبررون مفاسد قادتهم و ملوكهم بدعوى انهم ولاة الامر ولا يجب محاسبتهم فيا أيها الدواعش هل قادتكم غير مشمولون بقانون المسائلة الالهي الوارد في قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) و قول نبينا محمد ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) ؟ فهل يمتلكون صك الغفران فلا حساب عليهم ؟ فإن كان حقاً ما تدعون فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين و خير شاهد على فساد هؤلاء الملوك و السلاطين ما ورد في الكامل في التاريخ لابن الاثير (10/101) حيث يقول ( وكان الملك العادل و ملك انكلتار يجتمعان بعد ذلك و يتجاريان حديث الصلح و طلب من العادل أن يسمعه غناء المسلمين فاحضر له مغنية تضرب بالجنك فغنت له فاستحسن ذلك ) فهل كان هذا فعل نبينا الكريم ؟ هل كان هذا فعل الخلفاء الراشدين ؟ مالكم يا دواعش الفكر التكفيري كيف تحكمون ؟ وهذا ما أثار موجة غضب و ردود فعل عند عامة المسلمين كان ابرزهم الداعية الاسلامية الصرخي الحسني جاء ذلك خلال محاضرته (34) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 14من نيسان 2017 حيث قال الصرخي :(( هذه جلسات السمر و الطرب و الخمور و الفجور كانت في زمن الدولة الصلاحية الناصرية القدسية ، فهذه الجرائم ليست من القادة أنفسهم بل من أئمة الضلالة ممَن يوسوس لهم ونحن لا نريد أن نعفي هؤلاء القادة من المسؤولية و لكن نريد أن نتحدث عن أصل التكفير و التقتيل و السلب و النهب وعن المشرع لهذا الامر )) حقائق ينقلها التاريخ وعلى لسان ابن الاثير فهل يستطيع الخط الداعشي نفيها و انكارها ؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة