|
Re: إحتمالات قيام ثوره مماثلة لثورة أكتوبر ضع (Re: عبير سويكت)
|
( السودان بلد شهد الكثير من الثورات والانقلابات التي لم تثمر بتغيير يسعد الشعب ويرتقى به إلى مصاف الدول الغنية ، والسبب في ذلك أن الشعب الذي يعانى من الجوع والفقر والمرض قد أكرمه الله بهبة العقل والفهم والذكاء ، ومن كان له عقل فإنه لن يعيش في أمل انتظار هذه الثورات والانقلابات لأنه لا خير يرجي منها ، ما الذي يهم الشعب السوداني أولا وأخيرا المجيء بثورة أو انقلاب ؟ ، ثم ما الذي ستجلبه الثورة أو الانقلاب المنتظر من عائد إيجابي علي البلد من تغيير اجتماعي واقتصادي وثقافي وأمني وتعليمي وصحي ، ورخاء ، ونماء ،، لأن البلد ليس في حاجه إلي تغير سياسي اسمي مع تبادل في الكراسي الرئاسية من غير أن يكون في طياته تغيير حقيقي ملموس حول الأفضل لأن أي ثوره أو انقلاب قد يأتي حاليا لا يمكن تفسيره إلا بصراع بين الحكومة والمعارضة ونزاع علي تقاسم السلطة لا غير . فالشعب لا يهمه من سيحكم البلاد ) .
الأخت الفاضلة / عبير سويتكت التحيات لكم وللقراء الكرام أهلا بكم في خندق العقلاء أخيراَ .. تلك الحقائق المذهلة عن الأوضاع السودانية أصبحت راسخة في أذهان الأذكياء من الشعب السوداني ,, والآن أنت قد أصبحت عضواَ في نادي المجموعة الواعية التي ترى أن العبرة ليست بالمسميات الفارغة التي أهلكت السودان منذ اليوم الأول لاستقلال البلاد .. وقد توصل الشعب السوداني أخيراَ إلى تلك الحقيقة الجازمة بأن البلاد تعيش منذ الاستقلال في حلقة مفرغة .. وهذا الوطن المنكوب لم يأخذه دوره الطبيعي في التقدم والنماء والازدهار .. والعناصر السياسية في الساحة السودانية ( كما جاء في مقالكم ) همها الأول والأخير الاهتمام بمصالحها وليس الاهتمام بمصالح الشعب السوداني .. فتلك الجماعات السياسية منذ استقلال السودان تتصارع من أجل الكراسي والمصالح الذاتية ولم تهتم يوما قط بمصالح الشعب السوداني الذي يعاني من الفقر والجوع في ظلال كل التجارب ( ثورات سياسية أو انقلابات عسكرية ) .. والتجارب أثبتت أكثر من عشرات المرات بأن الشعب السوداني قد خرج خاسرا خالي الأيدي من كل تلك الثورات والانقلابات .
ثم نختلف معكم قليلاَ حين تفضلين التمسك بالحكم الحالي من منطلق ( عصفورة في اليد ولا ألف طائر ) .. فنسألكم : بالله عليكم أية عصفورة في اليد ؟؟؟ .. والشعب يشاهد الإخفاقات تلو الإخفاقات لنظام نال كامل الدعم من الشعب السوداني عند مقدمه .. ذلك الشعب الذي رقص مع النظام في الحلبات لسنوات طويلة على أمل الإنقاذ والإصلاح .. فإذا به يخون العهد وينشر الفساد في الأموال والأخلاق .. ويتمادى في تجويع الشعب السوداني ولا يبالي إطلاقا بالغلاء والمعاناة التي يواجهها الشعب اليوم .. وهنا نجد الشعب السوداني يتمسك بالصبر الطويل .. وذلك ليس ضعفا وخوفاَ ولكن لعدم توفر البديل .. فالأحزاب تمثل الموت الأكيد ،، والمعارضة تمثل الزقوم المرير ،، والعساكر يمثلون ذلك الهلاك المبين .. وليس أمام الشعب السوداني إلا التمسك بالصبر الطويل .. ولكن ليس من منطلق ( عصفورة في اليد ولا ألف طائر ) ..
المطلوب أن يبرز في الساحة السياسية السودانية ذلك المنقذ الذي ينادي من أجل الشعب السوداني قبل أن ينادي بالمصالح الشخصية الذاتية .. ذلك البطل الذي يخرج الشعب من دائرة الجوع والفقر والمعاناة والشقاء .. ذلك القائد الذي يعد الشعب بالرخاء في كل مسارات الحياة ثم يلتزم بالوعود .. ذلك القائد الذي يفدي نفسه للوطن الكبير .. ذلك القائد الذي لا يتحدث عن أراضي الاختلاسات في مناطق كافوري وغيرها .. ذلك الحاكم الذي لا يتباهى باختلاس حقوق الشعب السوداني من الأراضي والأصول والأموال .. ذلك النظام الذي يعيد الحقوق العامة للبلاد .. ذلك الحاكم الذي يبكي قبل بكاء الشعب عند زيادة قيمة الخبز والسلع والخدمات الضرورية .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: إحتمالات قيام ثوره مماثلة لثورة أكتوبر ضع (Re: منال عبد الكريـم)
|
نحن في السودان لم نقبل بالحكم العسكري رغم أن نظام عبود رفع رؤوسنا وشرفنا بين العالمين وفي الداخل لاينكر ما قام به من واجبات الدولة في التنمية والاعمار إلا مكابر ولا يشك في وطنيتهم عاقل فقد كانوا حقا من أبناء الشعب الأبي حملوا كل صفاته وقيمه ولو لا كبت الحريات وقلة طول بال إخوتنا الجنوبيين لبلغت بنا تلك <الطغمة العسكرية> شأوا أرفع في التنمية الداخلية والعلاقات الخارجية ولما فقدنا شبرا من أراضينا، فقد كانوا جادين في وضع أسس التنمية المستقبلية للسودان بناء على رؤيتهم وحدهم كسودانيين (وبس) أقحاح غير مؤدلجين وحق لهم أن ينفردوا بالحكم لأن الديمقراطية منذ قبل الاستقلال أضاعت أربع سنوات في الفاضي و بوأد هذه الديمقراطية العاجزة لم يكن من المنطقي السماح بحرية التحزب والعمل السياسي لأن الغاية من الحرية هو التنمية ولم تتحقق في الديمقراطية الطائفية ديمقراطية الاشارة والذين كان <تمكينهم> يرونه في استمرار حالة الجهل والأمية لسواد الشعب لتسهيل حكم الاشارة ولو لم يأت نظام عبود لما سمعتم بالتلفزيون ولما استمتعتم بفضائياتكم العامة والخاصة اليوم ولما سمعتم بمصانع السكر والفاكهة والنسيج وثوفير المياه والصحة والتعليم المجانيين ولما وصلت السكة حديد لنيالا و واو! ولكن يا حسرة فقد اندلعت ثورة أكتوبر بسبب تصعيد تمرد الجنوبيين للحرب مع النظام العسكري الذي لم يروا فيه غير طغمة عسكرية شمالية لاخضاع الجنوبيين وما دروا أن هذه طبيعة النظم العسكرية لا تميز بين أجزاء الوطن ولا قبائله ومنطقها هو أنها لا يمكنها تنفيذ أهدافها التنموية إلا بإخضاع الجميع ومنعهم من عرقلة مشاريعها وهذا شيء طبيعي ولو كان عبود أكثر حصافة لضم في مجلسه العسكري بعض الجنوبيين وهو أمر فطن إليه الانقلابيون من بعد عبود مستفيدين من هذا الخطأ.. وللأسف وبعد أربع سنوات من أكتوبر 1964 عادت الطائفية لقديمها وانشغالها بالمماحكات والمكائد التنافسية فيما بينها وانشغلت بذاتها أكثر من مطالب شعب الاشارة ولم تنجز شي رغم الفوز الكبير في الانتخابات بل لم تكن للحزبين الحاكمين أصلاً برامج مسبقة في الانتخابات لأن الانتماء الحزبي كان يكفي وحده للفوز بالانتخابات أو أن طموح الناخبين كان قانعاً فقط بجو الحرية المتوفر في الديمقراطية، ولكن بلغ بهذه الطائفية من السفه السياسي قمته في أواخر 1968 حينما خدعهم الاخوان المسلمون في جبهة الميثاق الاسلامي وزينوا لهم مؤامرة الاقدام على طرد حزب سياسي مثلهم رغم اختيار الشعب لعدد من أعضائه بالبرلمان مما جعل الحزب الطريد من الديمقراطية يدبر انقلاباً عليها في مايو 1969 يقيادة النميري وقد قدم النميري <وحده> بعض الخدمات للبلد من خلال التخلص من اليسار حيناً والتحالف مع اليمين حيناً آخر والعكس مع محاربة الطائفيين الذين لم يتركوه في حاله حتى قامت انتفاضة ابريل 1985 وعادت الطائفية كما كانت ولم تتعلم من دروس الماضي ولم تنجز شيئاً كالعادة، غير أن دهاء وخبث الاخوان المسلمين الذين سبق أن زينوا للطائفية حل حزب سياسي ممثل في البرلمان وطرده منه، مستغلين بذلك توافق الحزبين الطائفيين معهما في النزعة الدينية، قد استثمروا هذه المرة تناقضات حزبي الطائفية وتنافسهما السياسي ونفذوا انقلابهم المشئوم وظلوا يحكمونكم إلى اليوم بسبب غباء الطائفية التي ما زالت بين ظهرانيكم، فما لم تتعلموا أيها الشعب السوداني الفضل وتبلغوا الرشد السياسي الذي بلغته الشعوب المستنيرة في العالم الغربي الذي يمارس الديمقراطية على أساس البرامج التنافسية في خدمة البلاد والعباد وليس الأشخاص والزعامات فلا فائدة مرجوة أبداً من أي ديمقراطية مستقبلاً حيث تتكرر دورات الطائفية والانقلابات العسكرية بلا نهاية؛ فهلا سألنا أنفسنا عن تلك الديمقراطيات الغربية وخلوها من الانقلابات العسكرية رغم أنها تملك أقوى الجيوش في العالم؟! والاجابة في بساطتها هي أن الشعب هناك مستنير ويعرف حقوقه الفردية والقومية تماماً وأهمها من بعد ذلك الحرية في ممارستها من أجل الرقي والتنمية ولا يمكن لعاقل هناك أن يسمح لأي مجموعة أو فرد أو جهة فرض شيء عليهم بالقوة والقهر، بل ولا يجرؤ أي مقامر على القيام بفرض أي سيطرة عليه؛ وبهذا يقاس رقي الأمم والشعوب حيث لا تعرف الانقلابات العسكرية إلا لدى الشعوب المتخلفة وكل بلد تشهد هذه الانقلابات ولو مجرد محاولات مثلما حدث في تركيا مؤخراً فهي بلا شك بلد متخلف بكل معنى الكلمة بمعنى الفقر والمرض والظلم وانتهاك حقوق الانسان وهلم جرا وتبعاً لذلك تكثر فيها الانتفاضات والثورات بلا طائل وتظل تدور في حلقة مفرغة إلى الأبد بينما تنعم الشعوب المستنيرة بخيرات بلادها وبلدان هذه الشعوب المتخلفة المغلوبة على أمرها.
| |

|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|