مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته نسج من الخيال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 10:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2016, 11:18 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته نسج من الخيال

    11:18 AM October, 22 2016

    سودانيز اون لاين
    Frankly-ارض الله ومعمورته
    مكتبتى
    رابط مختصر

    Quote: مبارك الفاضل يرد على فتحي الضو.. الأكاذيب ونسج الخيال

    كتبه: SMC Writerفى: 40 قبل دقايق

    استغرب كثيراً من الطريقة التي يتناول بها بعض ادعياء المعرفة والثقافة منازلة مخالفيهم في الراي فبدلاً من مناقشة مواقف واراء من يخالفك في الراي ومقارعته الحجة بالحجة تتجاهل ذلك وتقوم تتفلسف وتتفنن في الاساءة لشخص من تختلف مع آراءه ومواقفه
    فتحي الضو وهو من موءسسي حزب قوات التحالف السودانية التي تأسست في اريتريا في عام ١٩٩٤، فجاة تذكرني بمناسبة موقفي من الحوار الوطني الذي يعارضه، فكال لي السباب في المقال أدناه ونسج من الروايات والاكاذيب ما يناسب عقله المريض ليدعم إساءاته ويشفي غليله من النقد الموضوعي والعلمي الذي قدمته عن كتابه الذي اسماه رفع الاقنعة في مركز الدراسات السودانية قبل سنوات عدة وكان ذلك حينها بدعوة من صديقنا الدكتور حيدر ابراهيم شملت شخصي الي جانب صديقي الدكتور الشفيع خضر لتقديم تقييم للكتاب بحضور نخبة من المثقفين. الحقيقة عندما قرأت الكتاب دهشت لحجم التلفيق والروايات الكاذبة التي وردت فيه بدون اي أسانيد او إشارة الي مصادر،وحتي دون ان يكون الكاتب حاضراً تلك الجلسات التي صورها في رواياته ومنها اجتماعات جرت في البيت الابيض مع سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرءيس كلينتون وقتها. ثم أدهشتني تلك الأحكام المطلقة حول القوي السياسية التاريخية التي خلص اليها فتحي الضو من خلال روايات من نسج خياله وهو صحفي صغير ومغمور لم يصل الي مرتبة هيكل او حتي بشير محمد سعيد. لقد نسج روايات ومعلومات ووقائع اجتماعات قال انني شاركت فيها وروي ما قيل فيها دون ان يكون هو شاهد عليها ودون اي سند او مصادر. لقد استعرضت الكتاب في حوالي الساعة او اكثر وكنت اقرأ فقرات منه وأعلّق عليها واردد كذباً كاذب بعد كل فقرة منسوجة من وحي خيال الكاتب دون سند
    عندما انتهيت من استعراض الكتاب وجمت القاعة وظلت في صمت عميق من هول الصدمة. نهض فتحي الضو يتوسل الي وهو يكاد يبكي وظل يردد امام الجميع ( مبارك صديقي مبارك اخوي ) ثم تمم ببعض الكلمات وجلس ولم يستطع العميد عبدالعزيز خالد ان يسعفه حينما تكلم بعده لان فضحي للأكاذيب كان دامغاً والكتاب خلا من اي أسانيد او مصادر. الدكتور الشفيع خضر كان شاهداً معي في المنصة وكذلك الدكتور حيدر ابراهيم الذي لم ينشر الندوة رغم انها كانت مسجلة، اري انه فعل ذلك رأفة بالكاتب لانه أيضاً اعتذر لنا عن طبع نسخة من الشريط عندما أرسلت له مدير مكتبي فيما بعد
    والشهود كثر في تلك الندوة
    هذه الندوة وموقفي من الحوار هي أسباب الهجوم والاساءة المتجددة من فتحي الضو، ولكنني لن انزل الي مستواه او أرد عليه
    رغم كل الاكاذيب التي دبجها عني في مقاله الباءس أدناه. ولكن سأوضح للمجموعة بعض المعلومات الهامة عن هذا الكاتب صاحب الغرض.
    فتحي الضو كان يعمل محرر صحفي صغير في صحيفة كويتية عندما غزا صدام حسين الكويت في عام ١٩٩٠
    انتقل الي القاهرة حيث تجمعت المعارضة في عام ١٩٩١ فاتخذ من اخبار وحوارات المعارضة مادة يرسلها الي صحف الخليج ليعتاش منها،وعندما انتقلت المعارضة الي اسمرا انتقل معها وظللت انا وزملاءي نتجاوب مع طلباته المتكررة لحوارات صحفية ادراكاً منا بانه يعتاش منها وقد كان وقتها ودوداً ومهذباً معنا رغم عضويته في قوات التحالف التي كانت تناصب معظم فصائل التجمع العداء.
    كنت واخرين علي علم بعلاقته مع اجهزة الدولة المضيفة ومع سفارة دولة عربية ولكننا لم نعر الامر اهتمام لأنه لم يكن يستطيع ان يصل الي ما لا نريد له معرفته او نشره
    لقد صوب فتحي كتابه نحو ادانة القوي السياسية التاريخية وذلك يتسق مع موقف حزبه الذي كان يحرض مقاتليه علي تصفية قادة هذه الأحزاب قبل تصفية قادة الانقاذ وهذا ليس سراً بل كل من كان في هايكوتا يعلمه علم اليقين.
    فتحي ختم مقاله بالمطالبة بالمحاسبة والديمقراطية وهذا مطلب مشروع ولكن المحاسبة قبل ذلك تبدأ بحزبه الذي قتل العميد سليمان ميلاد والعميد عبدالعزيز النور والضابط جعفر حلاوين واخرين كثر في حفر التعذيب في معسكراته واستلم الأموال من ال CIA حسب اعتراف زعيمه العميد عبدالعزيز خالد في صحف الخرطوم حديثاً
    لقد حفظ الله حياة اخونا فايز السليك الذي استعصم في العاصمة عندما وصلته اخبار التعذيب والقتل كما كتب الله حياة جديدة لاخونا الضابط الذي وصلنا هاربا في مكتب التجمع الوطني حافياً بالملابس الداخلية حيث اخذوا ملابسه وتركوه عاريا حتي لا يهرب
    كل هذا الجرائم وثقها المرحوم الفريق فتحي احمد علي وزملاءه الان احياء بيننا، كان الاجدر بفتحي الضو ان يكتب عن هوءلاء الضحايا
    بدل من ان يتابع خياله المريض ويواصل هوايته في ترويج كتب وروايات لا تسندها وثائق او أبحاث علمية مستثمراً كره الناس للاسلاميين وحكمهم .
    فتحي الضو استثمر في معاناة أهل السودان واعتاش علي نقل اخبار موتهم وصراعاتهم ثم نال الجنسية الامريكية بدماءهم
    وأخذ يتكسب من معاناتهم بكتب تروي قصص معظمها من نسج خياله، وظل يعيش خارج السودان منذ عام ١٩٨٩ وحتي اليوم وعلي الرغم من ذلك فان له الجراة في توزيع صكوك الوطنية
    هذه زمانك يا مهازل فامرحي ……
    مبارك المهدي
                  

10-23-2016, 10:15 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته � (Re: Frankly)

    Quote: لقد نسج روايات ومعلومات ووقائع اجتماعات قال انني شاركت فيها وروي ما قيل فيها دون ان يكون هو شاهد عليها ودون اي سند او مصادر. لقد استعرضت الكتاب في حوالي الساعة او اكثر وكنت اقرأ فقرات منه وأعلّق عليها واردد كذباً كاذب بعد كل فقرة منسوجة من وحي خيال الكاتب دون سند
                  

10-23-2016, 10:35 AM

الطيب بشير
<aالطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5765

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته � (Re: Frankly)

    .وهو صحفي صغير ومغمور لم يصل الي مرتبة هيكل او حتي بشير محمد سعيد.

    لماذا ورد إسم الأستاذ بشير محمد سعيد بعد (حتى)؟؟

    .
                  

10-23-2016, 11:41 AM

Mohamed Hamed Ahmed
<aMohamed Hamed Ahmed
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته � (Re: الطيب بشير)

    حجتك ضعيفة يا مبارك الفاضل وانت دورك انتهى منذ دقة القصر الجمهوري.
                  

10-23-2016, 04:06 PM

Aamer Hussin
<aAamer Hussin
تاريخ التسجيل: 04-04-2016
مجموع المشاركات: 114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبارك المهدي: فتحي الضو كذّاب ... وكتاباته � (Re: Mohamed Hamed Ahmed)

    مبارك عبد الله الفاضل... (دون كيشوت)!
    فتحي الضَّو

    دون كيشوت أو الرجل الذي حارب طواحين الهواء، تُعتبر الرواية الأولى والأكثر شعبية في العالم (1605م) ومؤلفها هو الكاتب الإسباني ميجيل دي سيرفانيتس. وبحسب اللغة الإسبانية تنطق أحياناً (دون كيخوتة) وتحكي عن رجل برجوازي من الطبقة الوسطى، أدمن قراءة كتب الفروسية وكاد أن يفقد عقله جرائها. وذات يوم بلغ به الهوس حداً قاده لإعادة دور الفرسان القدماء الجائلين، والذين يضربون في الأرض من غير هدى، بحثاً عن معركة بين الخير والشر. فاهتدى إلى ركن مُهمل في منزله، فوجد رمحاً عتيقاً وسيفاً صدئاً، ثمَّ لبس درعاً واعتمر خوذة وامتطى ظهر حصان هرم هزيل. وانطلق ظناً منه أنه سيعيد دور أولئك الفرسان القدماء. وكانت أولى المعارك التي سارع الفارس الهُمام لخوضها ضد طواحين الهواء، والتي لم يكن قد رآها من قبل. فتوهم أن أذرعها بمثابة شياطين وهم مصدر الشر. فبدأ في مهاجمتها غير مصغٍ لصراخ تابعه وتحذيره، فرفعته الأذرع في الفضاء ودارت به وطرحته أرضاً حتى ترضرضت عظامه. لكنه لم يبالِ فذهب إلى خوض معركته الثانية مع قطيع من الخراف، توهَّم أن الغبار المُثار فوق رؤوسها عبارة عن جيش جرار. وأسفرت تلك المعركة عن قتل عدد من الخراف، وسقوط دون كيشوت تحت وابل من أحجار الرعاة، الذين حصبوه بها حتى فقد بعض أضراسه. وهكذا دواليك، يسير بطل الرواية في طريق الأوهام...
    (2)
    إذا كنت – يا عزيزي القارئ – ممن يهوون عادة جلد الذات، أو كنت ممن يغوون استمراء النكد، أو كنت ممن يحبون متابعة الخواء السياسي، فإنت أذن مثلي الآن، تكون قد تابعت ما نضح به إناء السيد مبارك عبد الله الفاضل في مدح العُصبة الحاكمة، ورئيسها الذي أدمن الكذب حتى نعتناه في لوحنا المحفوظ بــ (الكضاب الأكبر) بيد أن ما يشفع لي في خطيئتي تلك، إنني انضممت عنوةً لنادي الثالوث أعلاه، جاء ذلك إثر مقتطفات بعث بها إليَّ صديق – غفر الله له - يدعوني فيها للتأمل فيما قاله السيد المذكور، وهو بالطبع - أي الصديق - لا يعلم أنني قد بنيت سداً بيني وبين ما يقول منذاك اليوم الذي أدركت فيه أنه من فصيلة السياسين الذين يشيدون مجدهم على جماجم الغير، ويخوضون في أمور دنياهم بفؤاد أفرغ من جوف أم موسى!
    (3)
    بهذا المنظور ولست مُتجنياً، لم أعرف شخصاً برع في إدمان الفشل وصناعة الأزمات طيلة متابعتي الحراك السياسي، مثلما برع وأجاد السيد المذكور. وعجبت لمن أضفى عليه مناؤوه لقب (البلدوزر) وهو به سعيد، فقد كنت أظن أن السعداء بالألقاب هم من يُنعتون بعظماء الإنسانية من شاكلة (انيشتاين) أو (نابليون بونابرت) أو (ابن رشد) ولكن بدا لي أن الناعتين لم يجدوا في مسماه نصيباً- كما تقول الأعراب - فوجدوا في صفاته ملاذاً. ذلك لأن السيد مبارك الفاضل يرى في المحنة التي نعيشها مجرد (دافوري) بين فريقي الهلال والمريخ. ولكأن العصبة التي تبارى في مدحها حتى توارى سدنتها خجلاً، ليست تلك العصبة التي بيننا وبينها أنهار من الدم المُراق، ولكأنها ليست العصبة التي بيننا وبينها جبال من الفساد المتراكم طبقاً عن طبق، ولكأنها ليست العصبة التي بيننا وبينها أرتال من الموبقات عجز الناس عن حصرها. لكن ذلك مما لا يراه السيد المذكور، فصار الوطن وقضاياه التي تكأكأت في النفوس، مجرد مسخ ينبغي على مواطنيه التسليم بقضاء مبارك وقدره.. طالما أن الرئيس المشير هو صمام الأمان، وأن عصبته من صنوف الملائكة، والجحيم هم الآخرون كما قال جون بول سارتر!
    (4)
    كان ذلك مدعاة لنا للتأمل ملياً في سيرة ظلَّ الفشل قاسمها المشترك الأعظم. عندما حُظينا بنظام ديمقراطي مكأفاة للشعب العظيم بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع جعفر نميري، وجد السيد مبارك الفاضل نفسه ضمن طاقم الحكومة الديمقراطية في وظيفة وزير، وهي أول وظيفة تنفيذية يشغلها في حياته. وفي واقع الأمر ما كان له أن ينالها لولا إرثه الأُسري، بيد أنه طالما زايد في المنابر ووسائل الإعلام من حين لآخر، بقوله إنها جاءته تجرجر أذيالها جراء نضالاته ضد نظام نميري. ولكن هل أتاك حديث تلك النضالات يا صاح؟ هو بالطبع يعني العملية التي قامت بها قوات الجبهة الوطنية الثلاثية (حزب الأمة، الاتحادي/ الشريف حسين الهندي، الإخوان المسلمين) انطلاقاً من معسكراتها في الأراضي الليبية. لكن الذي لن يستطيع السيد مبارك له ذكراً، هو تصحيف ذلك الدور عندما حمى الوطيس والتفت الساق بالساق. يومذاك كان الدعم اللوجستي الذي كُلف به بمثابة (كعب أخيل) الذي أدى إلى اندحار القوات وهزيمتها. وبرغم الأرواح التي صعدت إلى بارئها، أصبح ذلك في صدارة المسكوت عنه حتى لا يُغسل الدم بالدم!
    (5)
    عدت بذاكرتي لمرارات الديمقراطية الثالثة التي كنا قد توسمنا فيها خيراً، والتي تبوأ فيها السيد مبارك المناصب الوزارية برشاقة الفراش، على الرغم من أنه لم يكن له فيها سهم وافر ولا جذر راسخ، يقوي عضد الذي تاق له السودانيون بعد طول فراق. بل على العكس تماماً حامت الشبهات حول السيد المذكور فوُصم بالفساد، مما اضطر السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء إلى تكوين لجنة تقصي، وهي اللجنة التي لم نر لها فصلاً حتى قيام الانقلاب، فطويت صفحاتها. لكن الذي لن نستطيع له طياً هو أن السيد مبارك يُعدُّ أول مسؤول في النظام الديمقراطي تدرع بذلك العمل البيئس. وليت ذلك كان الفعل الوحيد الذي جاء به نُكرا، فقد ألحقه بما هو أنكى وأمر. فبينما كان القوم يعملون على محاصرة الجبهة القومية الإسلاموية، باعتبارها بقايا سدنة النظام البائد، كان السيد المذكور يسعى إلى مخاصرتها للدرجة التي عنَّ له تفكيره آنذاك بالتخطيط لانقلاب تشارك فيه تلك الفئة الباغية، وهي الفكرة التي تداولها وسعى لها سعياً حثيثاً مع صديقيه قطبا الجبهة الإسلاموية، أحمد عبد الرحمن محمد وعثمان خالد مضوي، ولم يجد حرجاً في طرح سيناريوهاتها على السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك للتخلص من غرماء النظام الديمقراطي وأبناء السبيل والعاملين عليه!
    (6)
    كان السيد الصادق المهدي قد رفض فكرة الانقلاب تلك وذلك مما يُحمد له، ولن يستطيع السيد مبارك لها نفياً. فقد وثَّقنا لها، بل وثَّق لها السيد الصادق المهدي نفسه بعد أن انفض سامر الديمقراطية الثالثة بالانقلاب المشئوم، ولكن مما لا يُحمد له أنه أخفى اسم المذكور وذكر غيره. وأياً كانت وجهة الأوجاع التي عشنا مرارتها، فقد حدث الانقلاب الذي تمناه مبارك، ولكن ليس بيده ولكن بيد الجبهة الإسلاموية، والتي كان يُريد لحزب الأمة أن يكون شريكاً لها في الجريمة النكراء. المفارقة أنه عندما وقعت الواقعة، لم يجد السيد مبارك مشقة في الهروب، وهو الهروب الذي حامت حوله الشبهات أيضاً، إذ حدث في وقت كان الانقلابيون يتابعون فيه دبيب النمل، وتسرَّب آنذاك في المدينة التي لا تعرف الأسرار، أنه تمّ بمعاونة صهره الدكتور غازي صلاح الدين. ويقيني إن كان كذلك، فليس لأسباب المصاهرة، وإنما بما لمبارك من يد سلفت في مد الجسور مع الجبهة الإسلاموية مُنفِّذة الإنقلاب، وهل ينسى المراقبون النعت الذي أسبغوه عليه بحسبه رجل الجبهة الإسلامية في حزب الأمة!
    (7)
    بعد أن مضى الأحباب كل في طريق إثر الانقلاب، بدأ الحادبون في الخارج محاولات تكوين جسم معارض يناهض السلطة الغاصبة مشروعها الثيوقراطي. وهي محاولات كلما أوشكت على بلوغ المراد، كانت عين السيد مبارك الفاضل لها بالمرصاد. تلك وقائع وثقنا لها توثيقاً منهجياً صارماً في كتابنا الموسوم (سقوط الأقنعة / سنوات الأمل والخيبة) وذكرنا فيه تلك الملابسات التي أهدرت عمراً للكرى، لم يكن فيها من همٍ للسيد مبارك سوى غسيل ما التصق بسيرته في الحقبة الديمقراطية الثالثة والتفريط فيها وفق ما سبق ذكره. إلى أن وجد ملاذاً في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكثيراً ما ادّعى التقارب الذي حدث بينها والقوى السياسية الشمالية، لكن ذلك ما كان ليحدث لولا أن الحركة الشعبية كانت تنظر للثقل الذي يرتكز عليه حزب الأمة، وليس من يمثله، أي لم يكن الطريق نحوها مباركاً كما يدعي مبارك. لكن على كلٍ، يعلم الذين تابعوا حراك تلك الفترة المتوترة أنه قام بتسويق نفسه في منابر وأروقة لم يكن يعرف لها سبيلاً من قبل، فهيأت له الخروج من نفق (المحلية) التي كان قابعاً فيها إلى رحاب (الإقليمية) وما كان ذلك ليتأتى لولا الموقع المؤثر والدور الذي يمثله السودان بصفة عامة وحزب الأمة بصفة خاصة في أذهان قادة تلك الدول، بل ويحتم التعامل الراشد مع من يرفع راية قضاياه. على كلٍ من خلال ذلك قضى السيد مبارك وطراً، وغابت الشفافية من بعد في حصادٍ يلين له الحديد!
    (8)
    قفزاً على المراحل التاريخية التي يضيق بها المقال، التأم شمل التجمع الوطني الديمقراطي في العاصمة الإرتيرية أسمرا بالمؤتمر الشهير في العام 1995 حيث قطف منه السيد مبارك ثمرة المحاصصة تحت راية الحزب العريق، فتسنم موقع الأمين العام. وعلى الرغم من بهاء الصورة التي أظهرت التجمع الوطني كقوة ضاربة في مناهضة النظام، إلا أن مشاكسات السيد مبارك وراء الكواليس أقعدت التجمع عن بلوغ مراميه في قضايا كثيرة، وتلك أيضاً وقائع وثقنا لها في المؤلف المذكور. لكن الذي لن يعلمه سوى المقربون، أن خروج السيد الصادق المهدي عبر ما سماه (عملية تهتدون) كان إيذاناً بأفول نجم السيد مبارك وما اجتهد فيه بتزويق صورته وما جناه وفق ما ذكرنا أعلاه. وكنت قد كتبت يومذاك عن المشهد الميلودرامي للمؤتمر الصحافي الذي عقده السيد الصادق المهدي في فندق نيالا بالعاصمة الإرتيرية أسمرا، وسرد فيه وقائع هروبه من السودان. قلت واصفاً تلك الصورة التي ظهر بها السيد مبارك الفاضل، الجالس إلى جوار السيد الصادق المهدي في المنصة، إن تعابير وجهه كانت تنم للحاضرين لكأنما تيتم للتو!
    (9)
    لن أشغل القراء بوقائع لا تغني ولا تسمن من جوع، لكنني أقول قد صدق حدسي آنذاك. فكل الدلائل كانت تشير للمراقبين، أن السيد مبارك كان قد عزم على تعويض العرش الذي افتقده بظهور السيد الصادق المهدي، بعد أن تمدد في مسرحٍ تمدد من لا يخشى الفاقة السياسية. وعندئذ أخرج (الخطة ب) من جرابه، وكانت تعني تيمم وجهه شطر أصدقائه القدامى. وتلك محاولات تزيأت بأزياء شتى كان ديدنه فيها جرّ الحزب للتقارب معهم طمعاً في مشاركتهم السلطة. وهي خطوات وإن كانت مفضوحة فقد تمت تدريجياً، إرتآها بما يمكن تسميته (الهبوط الناعم) بدءاً من اتقافية (نداء الوطن) في جيبوتي، مروراً بافتعال المشاكل في الكيان المعارض (التجمع الوطني الديمقراطي) حتى تضغضع، وانتهاءً بتصدر حملة عودة الحزب إلى الوطن عبر محاولات تهشيم عظام الرافضين لتلك الخطوة من كوادر الحزب. وتلك كلها كانت خطوات آلت إلى بوار. فما كان منه إلا وأن أعلن تكوينه حزب خديج سمَّاه (الإصلاح والتجديد) وهو من شاكلة (أحزاب الأنابيب) التي تناسلت في معمل العصبة الحاكمة. ولم يطل الانتظار على المراقبين حتى أدركوا أنه وسيلته للوصول لقصر غردون، لكن أصدقاءه القدامي الذين مهدوا له ذات الطريق، لم يصبروا عليه فركلوه ركلة مهينة بعد أن استفذ أغراضه، وتبع ذلك انفضاض أزلامه من حوله بعد أن باعوه بثمن بخس، ومن عجب يريد الآن إعادة ذات (الحدوتة)!
    (10)
    كنت قد وصفت في الكتاب المُشار إليه السيد مبارك الفاضل، بقولي إن (خصومته فاجرة وصداقته حذرة) وكنت أتأمل أن يكر البصر مرتين فيما قلت، لكنه عوضاً عن ذلك فهو دائماً ما يمضي في الاتجاه المعاكس. فامتداداً للمتاهة الكبرى التي دخل دهاليزها، كثيراً ما راودته نفسه بالعودة لحزب الأمة، وباءت كل المحاولات العلنية والسرية بالفشل. محاولات أهدرت طاقات قيادة الحزب وكوادره الناشطة في ما لا طائل يجنى من ورائه، بل لو أنها وُجِّهت نحو النظام لكان اليوم من أمره عسراً. لكن ذلك مما لا يشغل بال السيد مبارك وهو الذي لا يحلو له سوى العيش في مناخات التوتر. فالسيد مبارك يظن أن المال الذي اجتهد في جمعه والاسم الذي ورثه من الأسرة، يمكن أن يصنعا قائداً، ولكن القائد تصنعه البصيرة التي ينفذ بها إلى معايشة هموم وآمال وطموحات الناس، والقائد من يملك حاسة سادسة يتلمس بها طريقه في الأهداف والغايات النبيلة، والقائد هو من يستشعر معاناة الذين تولى أمرهم، والقائد هو من يقرأ الأحداث بعين الحكيم وأذن الحليم، والقائد هو من تجرد من الأنانية وحب الذات وصناعة الأوهام. ليت السيد مبارك عبد الله الفاضل تأمل ذلك قبل إقدامه على تجريب المُجرَّب، وهو يخوض معاركه (الدون كيشوتية) بسيوفٍ من عشر!
    آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!
    [email protected]

    المقتبس اعلاه مقال فتحى الضو ردا على ما ذهب اليه مبارك الفاضل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de