دشنت مجموعة دعم جامعة الأحفاد ببريطانيا أولى فعالياتها بلندن يوم الأحد الثالث عشر من شهر نوفمبر الجاري 2016م في قاعة أبرار، حيث شهدت القاعة حضوراً مكثفاً طغى عليه الجنس اللطيف فأضفى عليه بهجة وحبوراً وشذى عطر أجواء المكان. مجموعة دعم جامعة الأحفاد ببريطانيا هي منظمة طوعية من بعض السيدات المقيمات في بريطانيا ومنهن من درسن في جامعة الأحفاد أو درست بناتهن فيها. وتعمل المجموعة على دعم الأحفاد بالتعاون الوثيق مع مؤسسة وإدارة الجامعة ورابطة الخريجات. وتهدف المجموعة لتقديم الدعم المعنوي والإعلامي للأحفاد لمساعدة الجامعة لتحقيق أهدافها التعليمية بصورة مثالية. كما تقوم المجموعة بمبادرات لتحقيق أهداف محددة. كما تستقطب المجموعة الدعم المادي عبر كل القنوات المتاحة. أشرف على الفعالية الأستاذ نجيب خليفة وقدمت المتحدثين والمتحدثات الإعلامية البارزة جدية عثمان وقد اشتمل البرنامج بالاضافة للمتحدثين والمتحدثات على فاصل غنائي من الفنان المبدع هيثم الأقرع وترديد لكورال الأحفاد أدته مجموعة من الحاضرات. تحدثت في الأمسية الأستاذه تهاني عزالدين رئيس المجموعة، ثم جدية عثمان وتم عرض فيلم عن مدرسة التنمية الريفية. بعد ذلك أجرت جدية لقاء مع ضيفة الشرف، السيدة آسيا مالك أول حفيدة للشيخ بابكر بدري. تحدث بعدها الأستاذ فتحي صادق جميل ثم الأستاذة سلمى بابكر ثم الدكتورة إليزابيث هودكنز. بعد ذلك تحدث الأستاذ سليمان صالح عن البعد الوطني لمؤسسة الأحفاد التعليمة حيث عمل هو وخمسة من أفراد أسرته معلمين ومعلمات فيها ونلخص هنا حديث الأستاذ ضرار لما فيه من معلومات هامة.
إن الأحفاد مؤسسة تعليمية وطنية قومية وعالمية وقد أنشئت بدوافع وطنية جعلتها رسالتها. فالأحفاد وطنية لأنها تدرس مقرر وطني خاصة التاريخ والثقافة على عكس المدارس الحكومية التي شيدها الاستعمار، وكانت تستوعب الطلاب الذين فصلهم الاستعمار من مدارس الحكومة مثل خور طقت وحنتوب العام 1951، كما قامت بتوظيف المعلمين الوطنيين الذين منع الاستعمار توظيفهم في مدارس الدولة وكانت الدولة هي المخدم الوحيد آنذاك. كذلك تقوم الأحفاد بتكريم الوطنيين كل عام. ولأن التعليم يجب أن يرتبط بالمجتمع فالأحفاد مرتبطة بالمجتمع بإقامتها للأسواق الخيرية والنشاطات المسرحية والثقافية والفنية. وكذلك لأن التعليم يجب أن يرتبط بالتنمية والبيئة فتقوم الأحفاد بعمل دراسات اقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية من مركز دراساتها، حيث تسفيد من ذلك الجهات الحكومية والدولية. والأحفاد عالمية لأن لها علاقات بجامعات ومؤسسات عالمية ولأنها تنظم لطالباتها ومعلماتها زيارات عالمية منها (زيارات لفرنسا والاتحاد السوفيتي العام 1958). إن فكرة الشيخ بابكر بدري أن تكون الأحفاد مؤسسة قومية لكل السودانيين والسودانيات وليست ملكا لأي أحد أو جهة، لذا جمع لها التبرعات من كل أرجاء السودان وهذه أول نواة للوحدة الوطنية في السودان واستمر العمل على وحدة السودان بالرحلات التي تقوم بها طالبات الأحفاد للمناطق النائية ـ وكما قال العميد يوسف بدري "إن العلاقات الدولية هي أهم مصدر للدعم" فقد تم تكوين مجموعة دعم الأحفاد في بريطانيا. إن تعليم البنات لم يجد أي إهتمام من جانب الإدارة البريطانية التي تركته للإرساليات المسيحية، وقد كان المقرر مخصصاً للبنات الأجنبيات المسيحيات تقريباً. وأسست الكنيسة الكاثوليكية أول مدرستين للبنات العام 1900م، واحدة في الخرطوم وأخرى في أم درمان. واستمر احتكار الإرساليات لتعليم البنات حتى العام 1915م، حين أنشأت الدولة أول مدرسة أولية حكومية للبنات في الخرطوم. وأسس الشيخ بابكر بدري،رائد تعليم المرأة، أول مدرسة للبنات في رفاعة العام 1907م بعد نضال مع الإدارة البريطانية حتى وافق على طلبه أخيراً السير جيمس كاري مدير التعليم آنذاك، الجدير بالذكر أن الشيخ بابكر بدري ارتبط بعلاقة وثيقة، أساسها التعليم الوطني، مع المؤرخ محمد صالح ضرار الذي كان يقوم بنفس عمل الشيخ بابكر بدري في نشر تعليم المرأة والنهوض بها في شرق السودان. انتقلت مدرسة الأحفاد للبنات إلى أم درمان العام 1931م. ولم يقتصر دور الأحفاد في أم درمان بل كان لها مدرسة في كوستي، كما أن أول مدرسة متوسطة أهلية للبنات في مدينة بورتسودان أنشأتها احدى خريجات الاحفاد وعملت معلمة فيها ألا وهي الأستاذه كلتوم عمر موسى الأمير يعقوب العام 1961م، ولم تكن وقتها بالمدينة أي مدرسة متوسطة للبنات غير مدرسة كمبوني. كان تعليم الفتيات في الماضي يتم في المدارس القرآنية المعروفة باسم الخلوة، التي تدرس علوم الدين فقط. ولم يكن الهدف من هذه المدارس هو إعداد الفتيات للالتحاق بالنظام التعليمي النظامي العام، إلا أنه بجهود الشيخ بابكر بدري (رائد التعليم النسوي في السودان)، الذي كان مفتشاً للتعليم، قامت الحكومة بإنشاء خمس مدارس ابتدائية للبنات بحلول العام 1920م. وتعد جامعة الأحفاد للبنات التي أسسها العميد يوسف بدري ويشرف عليها الآن البروفيسور قاسم يوسف بدري، الشعلة المضيئة في تاريخ وحاضر ومستقبل تعليم المرأة في السودان والتي وضع لبنتها الأولى في رفاعة الشيخ بابكر بدري كمدرسة أولية في العام 1907م، ثم انتقلت إلى أم درمان قبل أن تتطور لتصبح الآن جامعة مكتملة تتلقى فيها أكثر من ثماني ألآف طالبة شتى ألوان العلوم والتخصصات الأكاديمية والمهنية مثل تدريب المعلمات للتدريس في المناطق الريفية. "ويكيبيديا". وقضى الحضور وقتا طيباً في الفعالية خاصة مع ضيافة الأحفاد ذات السبعة نجوم ونحن بدورنا نتقدم بالشكر للآئي قمن بهذا العمل الجليل مع تمنياتنا لهن بالتوفيق في أداء رسالتهن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة