:: منذ الخميس الفائت كنت بالبحر الأحمر لمناسبة إجتماعية، ولكنها - للأسف - تحولت إلى (رحلة عمل)..وبما أن النائب لرئيس الجمهورية سوف يكون هناك صباح الغد لإفتتاح النسخة العاشرة لمهرجان السياحة، فنأمل أن تضع مراسم الرئاسة والولاية في برنامج النائب الأول زيارات لمواقع (مهمة جداً)..وبالمناسبة، الشركات هي التي كانت تدفع تكاليف هذا المهرجان حتى (النسخة الثامنة)..ولكن تكاليف مهرجان هذا العام تقترب إلى ( 20 مليون جنيه)، بيد أن تبرعات الشركات الراعية لم تتجاوز (مليوناً)، فمن يسد العجز..؟؟ :: لو زار النائب الأول لموقع أحدث منطقة صناعية في السودان، وهي على بعد كيلومترات من بورتسودان، سوف يعلم - وكذلك الوفد المرافق - من أي البنود تصرف حكومة البحر الأحمر على هذا المهرجان..فالمنطقة الصناعية التي شيدتها حكومة طاهر ايلا بأحدث المواصفات، ثم مدتها بالكهرباء والمياه والطرق بحيث تكون البنية التحتية الجاذبة للمصانع ونواة المنطقة الحرة المرتقبة ، تحولت إلى (أوكار مهجورة)..لقد شرد السواد الأعظم من أصحاب المصانع، ولم يعد بالمكان غير ( الظلام المخيف) ..!! :: وكذلك، لو زار النائب الأول موقع تصنيع وتركيب قوارب الصيد، سوف يعلم من أي البنود تصرف حكومة على حامد على هذا المهرجان .. مشروع قوارب الصيد الذي كان ينقذ به نهج طاهر سنوياً مئات الأسر من (الفقر والعطالة) يصلح بأن يكون نموذجاً للتنمية المنشودة.. فالمئات من الأجراء في مراكب الصيد كانوا يمتلكون القوارب بالدعم والتمويل، وكانوا يعانقون بعضهم - في موقع التصنيع والتركيب - بفرح، ثم يبحرون بقواربهم إلى حيث الكسب الحلال ..وتحول هذا الموقع إلى محض ذكريات ..!! :: ثم، فليكن في برنامج النائب الأول زيارة لأحدث طريق رصفته (حكومة بريمة).. سنوياً، قبل وبعد إفتتاح المهرجان، كانت حكومة طاهر ايلا ترهق الوفد المركزي الزائر بالرحلات الطويلة إلى حيث محليات الولاية ليدشنوا مئات الكيلومترات من الطرق التي تربط بين المحليات وعاصمة الولاية.. ولم تدع حكومة ايلا محلية إلا ربطها بعاصمة الولاية، ثم لم تدع مساحة في مدائن الولاية الكبرى وإلا وقد تم رصفها أو تجميلها..فليسأل وفد النائب الأول عن أي طريق أو مساحة خضراء - بالعاصمة أو بالمحليات - بحاجة إلى تدشين، ولن يجد ( مترا)، وناهيك عن الكيلومتر ..!! :: ثم البرنامج (المهم جداً)، وقد كان أعظم مشروع في البلاد وليس في البحر الأحمر، وكان يستهدف سنوياً أكثر من( 8000 تلميذ)، وبه نجحت حكومة طاهر ايلا في تقزيم نسبة التسرب في مدارس الريف إلى ما تقارب (الصفر)..ورغم كثافة التلاميذ ، كانت هي الولاية الوحيدة التي فيها نسبة الإجلاس والكتاب (100%)، ثم تساوت -عداد الطالبات مع أعداد الطلاب في إمتحان الشهادة رغم أنها من الولايات التي ثقافة مجتمعها كانت ترفض أوتتحفظ على تعليم البنات..فليسأل النائب الأول حكومة على حامد عن مشروع (الغذاء مقابل التعليم)، ولن يجد غير ذكريات المشروع ثم عودة التسرب إلى المدارس ..!! :: وقبل كل هذا، هل تضع حكومة على حامد برنامج تجوال للوفد الرئاسي في أسواق المدينة وشوارعها وكورنيش البحر الأحمر، أو كما كانت تفعل حكومة طاهر ايلا، ليسمع الوفد من الناس مباشرة ويشاهد ردود أفعال الجماهير؟.. للأسف (لا)، لن تتجرأ حكومة على حامد على مغامرة كهذه، لأنها - هي ذاتها - مخبوءة عن الجماهير .. بالوعي والإرادة، نجح طاهر ايلا في تشكيل روح الأمل والعمل في مجتمع البحر الأحمر .. وللأسف، لن يجد وفد النائب الأول (تلك الروح).. لها الرحمة والمغفرة ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة