*لن أستعرض ما طرحه راشد أنور في المنتدى الأدبي السوداني مساء الثلاثاء الماضي خاصة وأن القضية المطروحة للنقاش مشحونة بتعقيدات تأريخية لابد من النظر إليها في إطار زمانها ومحيطها المجتمعي انذاك‘ وسأكتفي بحديثه عن بعض الممارسات البشرية التي تسببت في بعض الجرائم البشرية التي للأسف مازالت تحسب على الأديان. *كانت محاضرته عن تقارب الأديان السماوية لأنها جميعاً من ذات النبع الإلهي الواحد‘ وعن العنف الذي لم يسلم منه الناس في مختلف مراحل تنزيل الأديان السماوية‘ رغم أن كل الأديان جاءت بالرسالة الهادية إلى طريق الخير والمحبة والسلام والعدل والإخاء الإنساني. * أشار إشارات واضحة إلى إلى إرتباط حركات العنف الدينية بالنزاعات البشرية حول السلطة والعصبيات الإثنية التي أججت العنف حتى وسط أتباع الدين الواحد. *إعترف راشد بأنه دخل هو شخصياً في حالة غلو ديني في مرحلة سابقة من حياته جعلته يرتكب بعض التجاوزات السالبة في محيطه المباشر‘ لكنه لم يستسلم لهذه الحالة وجاهد نفسه واجتهد في الخروج من حالة الغلو بالإطلاع والتدبر والإحتكاك الحضاري المجتمعي. *مرة أخرى ليس من المهم هنا الخوض في تفاصيل السرد التأريخي الذي أتحفنا به راشد للمتغيرات التي سبقت وواكبت الرسائل السماوية من الرسالة الإبراهيمية وحتى الرسالة الخاتمة ‘خاصة فيما يتعلق بالملابسات البشرية للعنف في ظرفها الزماني والمكاني انذاك. *ختم راشد محاضرته مؤكداً أهمية البحث عن معالجات عملية لمحاربة تنامي تيارات الغلو والعنف وكراهية الاخر التي تجتهد في تجنيد الشباب من الجنسين وتحولهم/ن إلى قنابل موقوتة لخدمة أغراضها الدنيوية باسم الدين. * قال أنه من أنصار ربط الشباب ببرامج ثقافية وفنية ورياضية تغذي في دواخلهم ثقافة وأخلاقيات السلام والمحبة والخير والعدالة والإخاء الإنساني والأخلاق السمحة. *المداخلات أثرت الموضوع خاصة في جانبه العملي المتعلق بالحلول وحدث شبه إتفاق على ضرورة إحياء المناشط الشبية التي بدأت في سدني عبر برنامج Youth Tallent Show ,مع تعزيز دور الاباء والأمهات وأولياء الأمور تجاه حماية الأجيال القادمة من الإنجراف في تيارات الغلو والعنف وكراهية الاخر ومن الإنحراف في مزالق الجريمة والإنحراف الأخلاقي. *أكدت المداخلات أيضاً أهمية تكثيف الجهود للتصدي لكل مظاهر القهر والعنف وتعزيز قيم وممارسات الديمقراطية والتعايش الإيجابي بين كل مكونات الأمم والشعوب بعيداً عن جميع أنماط الهيمنة وإدعاء الحكمة والوصاية على الاخرين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة