في عام 1989 بسبب اختلاف بسيط في وجهات النظر بين الصادق المهدي والرئيسي المصري الاسبق حسني مبارك ، اعلن حسني مبارك دعمه لانقلاب الاخوان المسلمين ظنا منه انه نظام عسكري من الممكن الالتفاف عليه ، وكان هو شخصيا اول الضحايا حيث تعرض لعملية اغتيال سواء كانت مدبرة او تمثيلية كان ممكن يروح فيه على حد قولهم ، والتاريخ يعيد نفسه السيسي يعود بنفس السيناريو ويؤيد انقلاب اخواني كامل الدسم في السودان ظنا منه انه يمكنه التخلص من حكومة حمدوك التي تتسم بالشفافية وتعاملت مع المصريين بندية في الكثير من المواقف وخاصة موضوع سد النهضة. ويظنون انه بامكانه السيطرة على برهان وحميدتي وجماعتهم ولا اظن ذلك ، لأن الانقلاب كيزاني ولديهم ثأر مع السيسي الذي تسبب في القضاء على الحلم الاخواني في مصر
والزيارة التي قام بها احد رجال الاعمال المصريين إلى بورتسودان لها ما قبلها ولها ما بعدها في هذا الوقت بالذات ، هل يمكن لطفل صغير ان يصدق ان هذه الزيارة في مثل هذه الاوقات ليس من أجل الاستثمار أو التجارة ، انما لها ابعادا سياسية ومخابراتية خطيرة ، الهدف منها تهديد الامن القومي السوداني ، ونحن كمان " الغشامة كاتلانا " نصدق ابن آوى. وفعلا نفذ البرهان الخطة بهذا الانقلاب سواء يدري او لايدري إن هذه نهاية بلد اسمها السودان بعد ان انحاز إلى الهمج.
هذه الايام اعمال جهات معلومة التي نعرفها جميعا تجري على قدم وساق من اجل تفكيك السودان وان تذهب ريحه ومصر تحصل المزيد من الاراضي لتوطين اهلها الذين ضاقت بهم الارض بما رحبت ، والامارات تسعي للاستيلاء على الذهب السوداني رخيص الثمن حتى تحقق المزيد من الارباح وهي غنية لتجمع المزيد من المال من دم الفقراء، والسعودية لاترضى قيام حكم ديمقراطية في دولة مجاورة يمكن ان تصيب العدوى شعبها ويطالب بالديمقراطية التي يتمتع بها شعب فقير وهو الغني لايستمتع بها. وهم لايدرون ان الانقلاب اخواني سيأتي وبالا عليهم.
والضغط على العسكر بواسطة امريكا او غيرها او اسرائيل والعمل على انهيار الاقتصادي واطلاق يد الجنجويد وعسكر البشير ليمارسوا المزيد من الضغط على هذا الشعب المنهك الذي خرج من 30 عاما عجافا. وقد مات من الجوع والمرض والعطش والضغط والاذلال من الكيزان واذيالهم الذين كان همهم المال على حساب ارواح هؤلاء الابرياء. وحتى الان يحاولون العودة من الباب الخلفي ، ومارسوا الضغط على البرهان الطامح للحكم بدعم من مصر الي تستضيف المجرم قوش وغيره من بلطجية النظام البائد وقد استولت على الكثير من الاراضي والمنتجات بطرق غير مشروعة بواسطة هؤلاء الاوغاد امثال المخلوع البشير واخوته وعبدالباسط حمزة وبقية الجوقة.
ومحاولة اضعاف السودان والعمل على تفكيكه بالحصول على مكاسب مؤقتة سيجلب عليها المزيد من الاضرار المباشرة وغير المباشرة ، ومن اهم هذه الاضرار وهي تعلم مصر إن السودان سينقسم إلى عشرات الدول وممكن اكثر وخاصة التي على ضفاف النيل الشرقية والغربية ، ويمكننا ان نذكر الاخوة المصريين اذا لا يدرون ، وهي النوبة في الشمال و عرب الشمال و الخرطوم ، الجزيرة ، شرق الجزيرة ، النيل الازرق ،النيل الابيض ، السلطنة الزرقاء و نهر عطبرة
وهذه الدول كل واحدة منها ستطالب بحصتها في مياه النيل يعني الحصة الحالية ستنقص ، ولن يكون هناك التزام بالاتفاقيات السابقة ، لأن هذه الدول ليس لديها اي اتفاقيات مع مصر او اثيوبيا او غيرها من دول حوض النيل ، كما لاتنسى الاخوة في دولة جنوب السودان وهي دولة بترولية يمكن ان تقيم سدود مثل سد النهضة وغيره ، من أجل التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء والزراعة والرعي، وكل هذه ستنقص من حق مصر لذلك نرجو من الاخوة المصريين ان لا يركبوا في مركب الشر ، وان العسكر الذين يعولون عليهم من الضعف بمكان ولن يستطيعوا السيطرة على البلاد ، لأنهم يتبعون للنظام البائد ، ولن يجدوا من يقف معهم لأن قيادات النظام السابق في السجون اما بقية عناصر الاخوان المسلين اكتفى معظمهم بما سرق حتى يضمن حياة سهلة في السودان او غيره.
للمرة الاخيرة ندعو الاخوة المصريين ، ان تقفوا مع الثورة السودانية دون مقابل لأنكم اكثر المتضررين من تفكيك السودان. ومصر تعاني في حدودها الشرقية لأن اسرائيل عدو استراتيجي ويهدد وجودها ، وتعيش معاناة شديد نتيجة الصراع في ليبيا, لأنها لن تستطيع ان تكبح الاطراف الليبية لأنهم كل يوم بوجه.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/05/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة