الانصياع لحكم الله يقتضي طهارة ونقاءً في القلب، وتسليمًا لحكمة الله، وانخلاعًا مِن حظوظ النفس وشهواتها، وهو ما لا يتوافر في قلوب قد اجتاحتها الفتنة والنفاق، مِن أجل ذلك كله وغيره كشف لنا القرآن بعظيم قصصه لتكون مسيراً ومنهاجاً نقتدي به فكان قول ابن آدم (هابيل) لأخيه (قابيل) حكمةٌ بالغةٌ لمن يعيها: “لئِنْ بسَطْتَ إليَّ يدَكَ لتقتُلني ما أنا بباسطٍ يدِيَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إنّي أُريدُ أن تبُوْأَ بإثْمي وإثْمِكَ فَتكونَ من أصحابِ النّارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين”. (القرآن الكريم- سورة المائدة/الآيتان 28 و29). وفي القرآن الكريم أيضاً: “منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، ومَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً” (سورة المائدة/الآية 32).ايات صريحة على الابتعاد عن الايذاء والقتل., القتل العشوائي لناسٍ أبرياء أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو يتكرّر رغم ذلك في أكثر من زمانٍ ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر، وفي ذلك دلالة على انتشار الفكر المشجّع لمثل هذه الأساليب الإجرامية ,ويزداد الامر عمقا حينما تعطى الاعذار ويروج لها بصبغة دينية لهذه الجماعات وماتقوم به من ممــارسات وكأنّ الحرام يصبح حلالاً لمجرّد وجود مشاكل اجتماعية أو سياسية في هذا المكان أو ذاك.متناسين إنّ قتل النفس البريئة هو جريمةٌ بكلِّ المعايير، مهما ارتدى الفاعل المجرم من عباءات دينية أو طائفية أو وطنية. فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا تحرير الأوطان يبرّر قتل الأبرياء، ولا الردّ على التطرّف يكون بالتطرّف أيضاً..ولوج الفتن في زمننا بات كثيرا وامسى الاخ عدواً لاخيه بوجود المنحرفين عن قيم التعاليم الاسلامية وتشريع دين خاص بهم طبقاً لإهوائهم ونزواتهم ومصالهم يتكلمون بالهدى والايمان وهم شر خلق الله لهذا تطرق المرجع الصرخي الحسني بمحاظرة جديدة لبحث جديد إسمــه ( #الدولة..المارقة...في #عصر_الظهور...منذ#عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)) مستطردا مايحدث ومستنكرا الامر برواية حذيفة ومتسائلاً.. هل تهجير الناس وقتل الأبرياء حلالاً ؟! اذ يقول (عن حذيفة رضي الله عنه أنّه قال: إذا أحبّ أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر ؛ فإن كان رأى حلالاً كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة ، و إن كان يرى حرامًا كان يراه حلالاً فقد أصابته . رواه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه أقول : الآن نسأل هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن والدين والإنسانية، حلالًا أو حرامًا؟ هل كان حلالًا وصرت تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرت تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس والفرح بما يصيب الأبرياء وقتلهم وتهجيرهم وإثارة الطائفية والفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد ، كل هذا تراه حلالاً ؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا ؟ أو أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟ .) كثير من الروايات والاحاديث ترشدنا وتحذرنا من الخوض في الفتن والالتحاق بها ومن النفاق وأهله خاصة في أوقات الفتن والتي تزداد فيها شوكتهم وتكثر فتنتهم {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.. http://e.top4top.net/p_286w6ml1.jpghttp://e.top4top.net/p_286w6ml1.jpg ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هيام الكناني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة