|
Re: تعالوا إلى كلمة سواء بقلم الطيب مصطفى (Re: الطيب مصطفى)
|
( ذلك أيضا ما جعل أحد حكام الخليج يعترف متحسراً ، بعد فوات الأوان ، ويقول : ( لقد كان صدام حسين جبلاَ لطالما عصمنا من الفرس ،، فأزحناه بأيدينا بالتعاون مع الأعداء لنسلمه ونسلم أمتنا لعدو مغتصب ،، ذلك العدو الذي خدعنا وجعلنا نهدر أموالنا ونشن الحرب على أنفسنا ) .
• ( كلام بمنتهى التناقض وبمنتهى السذاجة ) • وتلك هي مصيبة الدول العربية حين تنسى الحقائق التاريخية . • فذلك الصدام الذي يراه جبلا عاصما هو الذي وقفوا بجانبه يوماَ معاضدين في محاربة الفرس . • وقد صرفوا الأموال الهائلة في مساندة ذلك الصدام الديكتاتوري المتهور . • فإذا بالصدام الذي وقفوا بجانبه يطعنهم من الظهر عندما اشتدت سواعده . • وذلك حين أحتل دولة الكويت جهارا نهارا متحديا كل الأعراف الدولية . • وبالتالي فإن التحسر على صدام حسين مجرد فبركة لا معنى لها . • فذلك الصدام لا يستحق دمعة حسرة واحدة من العرب . • ولكن طبيعة الشعوب العربية هي الفوضى والانفلات إذا وجدت سانحة . • وبالتالي فإن الضرورة تفرض تواجد تلك الحجارة القاسية التي تمنع الفلتان . • وهي حجارة لا بد أن توضع فوق أوراق الهمج لمنعها من التبعثر . • وتلك الحجارة في حد ذاتها قاسية وقاتلة ومهلكة للحرث والنسل . • ولبلادة الشعوب وعدم توخيها للحكمة فقد أزيلت تلك الحجارة من الكثير من الدول العربية . • وعندها تبعثرت الأوراق بطريقة فوضوية هائلة . • وتلك النتائج تتمثل اليوم في العراق واليمن والصومال وسوريا وليبيا وتونس ومصر . • والشعوب في تلك البلاد تعاني في كل الأحوال . • تعاني كثيراَ حين تتواجد تلك الحجارة القاسية التي تمنع الفوضى . • كما تعاني أكثر وأكثر في غياب تلك الأثقال التي تعني الكبت والقتل . • وهي تلك الشعوب الجاهلة التي تشجب حين يحتل صدام للكويت . • وفي نفس الوقت هي تلك الشعوب الجاهلة التي تتحسر حين لا يتواجد صدام !! . • فالشعوب العربية لا تتحمل الواقع المرير ومن عادتها الشكوى في كل الأحوال . • فإذا تواجدت الديكتاتوريات فالشعوب العربية تنادي بووب وألف ووب . • وإذا انتشر الفوضى في البلاد فالشعوب العربية تنادي بووب وألف ووب . • فلا يعجبها العجب كما لا يعجبها الصيام في رجب !! . • وهنا في السودان ندرك جيدا مقدار الثقل والمعاناة بفضل تلك الصخور الجاثمة فوق الصدور . • ولكن في نفس الوقت ندرك جيدا مقدار الفوضى المتوقع حين تزال تلك الصخور . • وعدم التحرك يمثل حكمة الصبر في شعب يعاني من كل الظروف ثم يتوخى الحذر . • والساحة السودانية من أكثر الساحات فوضى إذا فقدت عدة الكبت والردع . • وتجري على الشعب السوداني تلك المقولة الشعبية المشهورة : • ما الذي يصبركم على الأوجاع ؟؟ .. فيقال يصبرنا الأشد من الأوجاع !! .
| |
|
|
|
|