خذلنا السياسيون والأحزاب فكل همهم السلطة ، ساقوا لنا من الأوهام ما جعلنا نُصدِّق أنهم حريصين علي السودان وشعبه . لكن اليوم نكتشف أن جميع الأحزاب أقعدونا على خازوق يصعب الخروج منه إلا بالتخلص من هذه الأحزاب ومقاطعتها . آه يا وطن.. وآه يا شعب، كلهم تآمروا عليك، وسلبوا كرامتك وانتهكوا عرين حريتك وحرماتك، وأذلوا ركائز وطنيتك، وكسروا شوكة هيبتك. شباب ثورة ديسمبر اليوم حالهم يبعث على الألم ويدعو للأسى، حيث تحول هؤلاء الشباب الطامحون بتحقيق شعارات ثورتهم بفعل ما اقترفه السياسيون من خطايا وأخطاء إلى أمواتٍ غير أحياء.. نعم ربما وجد البعض منهم ضالته في التطبيل ، وهناك الآلاف منهم حائر إلي أين يذهب ، ومن بينهم من يفكر في ركوب قوارب الموت أملاً في الحياة بعيداً عن الأهل والوطن !! وهناك من يركض بحثاً عن وظيفة لا يكفي مرتبها إلي مصروف المواصلات !! وهناك كثير من الشباب فقد الامل في إيجاد وظيفة وبيت و زوجة يلاعبها وتلاعبه . السودان مرشح لكل أنواع الكوارث الاجتماعية والمجاعة الصامتة وحتى المواجهات المسلحة بين أبناء الوطن الواحد هي سيناريوهات لا يمكن تغييبها.. فإن حدوث الانفجار والمواجهة ضمن التوقعات القائمة ومن الخطأ إغفالها ، ولا يظهر بأن هناك "صمامات أمان" كافية تمنع حتى اللحظة وقوع الكارثة. لم أسمع في حياتي هذا القدر من مظاهر الشكوى الحزينة على ألسنة الكثيرين من أبناء وطني ، حيث الكل يسأل بوجع واستنكار: إلى أين تأخذوننا يا من أنتم بأيديكم مقود السفينة ؟! لقد أفقرتم بسياساتكم مستور الحال، وجرحتم حياء الكريم، ولم ترحموا عزيز قومٍ ذلَّ!! ارحموا هذا الشعب ولا تُحمِّلوه أكثر من طاقته، فالتاريخ لن يرحم كل من أساء إليه، فالمجد هو تاجٌ لكل من رفع هامته، وضحى من أجله. اليوم وكل يوم يزداد تعنت السياسيين أكثر ماذا تريدون؟ هل تعملون لعدم أيجاد الحلول لأهداف توصل السودان إلى الهاوية ؟ أليس لديكم خوف على السودان كي تستمروا بهذه الا مبالاة . البلد مشلول كليا... أيها السياسيون لقد وصلنا إلى الهاوية الهالكة. أصحوا وضعوا المصالح الشخصية جانبا انه (سوداننا) الذي تذهبون به نحو الهلاك ولن يرحمكم التاريخ إذا لم تستجلبوا الحلول قبل فوات الأوان ماذا تنتظرون. نستحلفكم بجميع الأنبياء . استحلفكم بدين محمد دين المحبة. ان تنهضوا وتعملوا لأجل السودان. لم يعد الأمر يحتمل اكثر فالقادم من الايام اسوء إذا لم يعالج. وسوداننا اكبر منكم جميعا ولن يرحمكم. في هذا التوقيت الصعب التي تعيشه الدولة السودانية ينتابني شعور بأن الشعب ينتظره شيئاً ما مجهولاً قادماً، وقد يبدأ من العاصمة الخرطوم ومن ثم ينتقل إلى بقية اطراف الدولة السودانية المشلولة ، كل الصور التي اشاهدها في الساحة السودانية تجعلني اقول إن الدولة السودانية أصبحت صومال ثاني مما جعل الشعب يبكي ولكن لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب ولن ينفع التحرك في لحظتها فتلك ساعة الفوضى . لا أتمنى أن يحدث ذلك وندعو الله أن يحفظ السودان لكن الأمر ليس بالتمني ، نحنو نتفرج على كل الذي يحدث في السودان حيث أصبحت الدولة في حالة افلاس تام في ظل صراع الساسة المنافقون علي تقسيم الكعكة والمطبلين ولكن ان غداً لناظره قريب ، النار تتدحرج ولا نعرف أين تقف ، أعتقد أن الوضع اليوم يحتاج إلى لملمة كل أبناء الوطن ونزع الخلافات والانقسامات حتى نحافظ على الدولة السودانية من التقسيم إلي دويلات . نملك كل شيء وكل القوة لتغيير هذا الوضع ولكننا نترك جوهر الموضوع ونختلف في ما بيننا..! الاتفاق والتكاتف ونبذ العنصرية هو المطلوب ، ترك الخلافات بيننا هو المطلوب ، قطع الأيادي التي تفرقنا هو المطلوب . أعود لأقول حمانا الله من صوملة الدولة السوداني لكن حين تأتي الصوملة لن يكون هناك وقت لمعالجتها الوقت متاح اليوم وغداً لا نعرف ماذا يجري..!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 31 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة