شعب البجا من أقدم الشعوب في إفريقيا، فهم مذكورون في النقوش الفرعونية القديمة حينما كان البجا يصدون هجمات المصريين على أراضيهم ومناجم ذهبهم. واستمر شعب البجا كمقاتلين أشداء استطاعوا تدمير مملكة الحبشة، ولكنهم تهاونوا دهراً حتى فقدوا سيادتهم على أنفسهم وأصبحوا تابعين لنخب الشمال منذ أن انساقوا وراء خدعة المهدية بدلاً من أن يستفيدوا من أكذوبة المهدي ويشكلوا مملكتهم في ذلك الوقت، انخدعوا وتبعوا المتمهدي الدجال وانضم الكثير منهم إلى المهدية فقاتلوا وقتلوا ولم يستفيدو شيئا من المهدية التي أورثت تركتها لغيرهم، ولا ألومهم على ذلك ففي ذلك الزمان كانت المفاهيم بسيطة، ولكن اللوم سيقع عليهم اليوم إن ظلوا قابلين للخداع والاستغفال، وهم ويملكون كل مقومات بناء أقوى مملكة على ساحل البحر الأحمر، لا تقل قوة عن السعودية، ولا عن الإمارات العربية على الخليج، بما يملكه ذلك الإقليم من موقع استراتيجي، تتقاتل عليه روسيا وامريكا لإنشاء قاعدة عسكرية ويتم دفع أموالها لنخب الشمال وشركاتهم، هذا فضلاً عن باطن أراضيهم المثقلة بالذهب والمعادن النفيسة، بل ويقال أن هناك كميات هائلة من النفط الذي لا يراد أن يعلن عنه في تلك المناطق حتى الآن حتى لا يطالب به أهل البجا. ورغم كل ذلك فهم يملكون كميات هائلة من الثروة الحيوانية والسمكية، ولكنهم حتى الآن يعانون من الانقسامات الداخلية المصنوعة ويعانون بالتالي من الضعف ليس ضعفهم في بناء مملكتهم الخاصة بل حتى المطالبة بحقوقهم، وقد استطاعت النخب الشمالية خداعهم عبر فلنقايات من بعض مثقفي البجا للأسف الشديد. إن البجا يستطيعون تأسيس أقوى مملكة على البحر الاحمر بعد وضع ميثاق قبائلي فيها كما حدث في المملكة العربية السعودية، وفي الإمارات العربية وفي سلطنة عمان، وهي ممالك وسلطنات وإمارات يمكن الاستفادة من تجاربها السابقة. فإقليم الشرق لو تشكل فقط من بورتسودان لكفاه أن يكون أقوى مملكة وليس مجرد دولة جمهورية. وأرى أن من الافضل للبجا تكوين مملكة لأن النظام الملكي يتفق تماماً مع تكوينهم الاجتماعي والثقافي اكثر من النظام الجمهوري. لا أعرف كيف يرتضي شعب أن يكون من الدرجة الثانية، وهو يملك كل مقومات بناء دولة يعيش فيها كمواطن سيد نفسه من الدرجة الاولى. فمثلاً: أوردت قناة العربية في مايو من الشهر الماضي الخبر التالي:(أعلن مجلس نظارات البجا في شرق السودان، اليوم الثلاثاء، أن إقصاء مناطق الشرق في أي تسوية سياسية سيكون له عواقب وصفها بالوخيمة على البلاد). والحق أن هذا الإعلان المضحك يعكس مدى عدم شعور اهل البجا بقيمة ما يملكونه من مقومات، حتى انهم ينادون بعدم إقصائهم. اي إقصاء هذا وأنت الذي تملك كل عناصر فرض سيادتك عبر دولتك الخاصة: (عنصر الشعب، عنصر الإقليم، عنصر السلطة ذات السيادة) بالإضافة إلى الثروات والموقع الاستراتيجي؟؟؟!!!. فعلا: (الله بيدي الحلق للما عندو اضان). أنا لو كنت بجاوي لما استجديت حقوقي كما فعل مجلس البجا، بل (فوراً) أجريت استفتاء تقرير المصير وشكلت دولة مملكة البجا، ثم بعد ذلك إذا أرادت نخب الجلابة في الشمال الاتفاق حول مصالح ما (كفتح الميناء للبضائع وخلافه) فعليهم أن يجلسوا ويجروا مفاوضات مع دولة مملكة البجا ويدفعو كم مليون دولار، تماماً كما فعلوا هم مع الجنوبيين بعد الانفصال وجعلوا الجنوبيين يدفعون ملايين الدولارات لعبور البترول إلى بلاد مملكة البجا ومنها إلى دول العالم، ليحصل الشمال على ملايين عبور البترول الجنوبي ولا ينال إنسان البجا ولا حتى دولار واحد من مرور البترول بأراضيه ومينائه. (يااا للسخرية). إن الفرق بين العلم والجهل واسع، فالإنسان المتعلم يعرف كيف يدافع عن حقه، أما الإنسان الجاهل فيتم سرقة حقوقه بل وقد يقدمها هو للحرامي بيده. لقد ظلت نخب الشمال تخدع الشعب المسكين عبر تجارة الدين مرة بالمهدي المنتظر ومرة بالمشروع الحضاري الكيزاني، فسرقوا أموال الشعب البجاوي، وجاءت شلة حمدوك بدورها ومارست الخداع، وسيستمر خداع الجهلاء بسرقة حقوقهم عبر استغلال جهلهم وعبر الفلنقايات من بعض المثقفين المرتزقة. واللبيب بالإشارة يفهم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 30 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة