في ٢٠١٢ في القاهرة عقدنا لقاءات كثيرة لتوحيد جهود الشباب في كيان واحد بعيد عن الإنتماءات السياسية " الحزبية" و الدينية، و الإثنية للدفع بعجلة العمل المعارض حيث كانت القاهرة المحطة الاهم بالنسبة للمعارضة السودانية.
في احد اللقاءآت حضره عدد من السياسيين، و مجموعات الشباب من احزاب مختلفة، فتداخل احدهم ناصحاً لنا بأن لا تنتظموا في كيانات لأنه يسهل ضربكم، و إختراقكم.
لثقتنا العالية في ما يقول صرفنا النظر، و لم يطرأ في بالنا سؤال عن ما هو البديل، و كيف سنواجه نظام بلا تنظيم، و رص للصفوف، ثم ماذا بعد سقوط النظام.
وجدنا الوعد في الإجابة بيان بالعمل بعد سقوط النظام، و كيف فضح الواقع المرير امرهم، و هم كانوا اكثر تنظيماً، و دقةً، و الاكثر إستعداداً، حيث دارت العجلة بكل سهولة، و يسر تجاوزاً للثلاثين العِجااف، لأجل حصد المنافع، و الإمتيازات التي لا تخدم قضية الثورة.
لعمري هذا هو الخلل الذي ارادوا له ان يتمكن حتى تتم السيطرة علي الثورة، و ركوبها لطالما هم الاكثر تنظيماً.
ثم ذات الشخص بعد نجاح الثورة و تربعت الاحزاب، و النخب علي سدة الحكم، و الكراسي العبثية، المعطونة بدماء الشهداء، و المحروسة بدولة الجنجويد، وصف الشباب الثائر بالشطط، و الغلو في برنامج كباية شاي التابع لجريدة عثمان ميرغني، و اردف ان العسكر، و الدعم السريع هم شركاء الآن، معارضتهم غير مقبولة، و الشطط سيضيّع ما انجزته الثورة.
يومها ايقنت ان كل ما في الحكاية هو صراع حول السلطة لهؤلاء النخبويين، و احزابهم.
لثقتنا انه كل دقيقة تمر تعني تمكين للجنة المخلوع الامنية، و ترسيخ لدولة الجنجويد بصورة اقذر، و اقبح من النظام البائد نفسه.
للأسف برغم خبراتهم الطويلة في العمل السياسي الفاشل منذ ميلاد الدولة السودانية إنقلب عليهم الشريك بعد ان قضى وطره، و ذلهم بلا رحمة.
اما الشباب اصحاب الشطط، و الغلو برغم قلة خبراتهم لم يستسلموا لمعادلة الامر الواقع التي فرضت لجنة المخلوع الامنية، و نعاجه، و دولة الجنجويد، و اثبتت الايام انهم علي صواب، و الدليل الجميع يُريد اللحاق بهم بعد درس قاسي في الاخلاق قبل المبادئ.
شئنا او ابينا احزابنا السياسية في وحل الشموليات، و السوء لا يميّزها من المؤسسة العسكرية إلا الزي، و البوت، و جميعها نشأت تحت رعاية المستعمر، مشبعة بثقافته الإستعلائية، لتلبي حاجاته، ثم لحقت بها احزاب اليمين، و اليسار توابع إنتاج الحرب البارة التي لا نزال نغرق في وحل جهلها و تخلفها.
مخطئ من يُبرئ ايّ حزب سوداني من المسؤلية، و المشاركة في التردي الذي ضرب كل مناحي الحياة في بلادنا.
اعتقد شباب ديسمبر لقنوا النخب، و الاحزاب درساً قاسياً وهذا بمثابة تنبيه لهم قبل التحول الديمقراطي الذي ستصبح الكلمة فيه الي الشعب.
بفضل تدفق المعلومات، و ثورة الإتصالات سيتجاوز الوقت كل القابعين في محطات التاريخ، المنتظرين ان يأتي الفرج من القبور، و سينهض جيل الشباب، و ستبنى هذه الدولة التي عشعش فيها البوم، و سكن رغماً عنهم، و نخبهم، و جحافل جهلهم.
لا ندعي ان الثورة ليست بحاجة لهم، برغم ما ذكرنا لهم إسهامات مقدرة فيها بغض النظر عن النوايا، فلنا بظاهر المحصلة التي انتجت واقع ثوري نعيشه بكل تفاصيله اسقط رأس النظام، ولا يزال لم يبلغ الغايات بعد.
لماذا الإشادة بموقف الحرية و التغيير بعد خطاب البرهان؟
بكل بساطة البرهان لم يستيقظ من نومه ليجد نفسه امام الكامرات ليتلو خطابه العبثي، بل هناك جهات كثييرة خططت، و دبرت للأمر بكل خُبث، و دهاء.
في ظنهم ان الموقف الجوهري للممانعة هو عدم الجلوس مع عسكر اللجنة الامنية، فإنسحابهم بهذه الطريقة مبرراً للقوي الرافضة بالعودة للتفاوض لطالما تواروا عبثاً الي الاعلى، و بذلك ستجد هذه الملهاة الدعم الدولي، و الإقليمي علي حساب الثورة، و بهذا قد ضربوا الثورة في مقتل.
لا يدري البرهان انه فقط هرب الي الامام.
البرهان، و دولة الجنجويد جاءوا بهذه الفكرة الخيبانة من عقلية خربانة لا تعرف الشعب السوداني، و فكرت لهم، ناصحة من وراء حدود المحاور، و الديكتاتوريات.
ان تأتي متأخراً خيراً من ان لا تأتي..
ها هم اتو بعد ان تأخروا كثيييراً فلابد من دعمهم، بعد الدرس اعتقد ستبدأ عملية الإصلاح، و لو لم يحدث فسيُدفنون الي الابد.
اخيراً من ينظر لهذه الثورة من زاوية واحدة بأنها ضد العسكر، و النظام البائد يبقى واهم.
هذه الثورة زواياها متعددة، قامت ضدد النظام، و كل ما هو قديم، و بالي، و عقلية النُخب المتعجرفة، المتسلطة، الإستعلائية، التي لا تزال تستدعي التاريخ ليتلصص علي حاضرنا، و مستقبل اجيالنا القادمة.
هذه الثورة إنتظمت جيل تفصله سنين ضوئية عن جيل النُخب الذين ينظرون الي حاجات هذا العصر، و مطلوباته بعين الرفاهية، و الترف.
لقد اتانا الخطر من مأمنه، فيجب ان تبقى " عيوننا مفنجلة" و تبقى قحت جننا البنعرفو بدل يركبنا جن جديد يعيدنا الي مربع قحت الاول!!!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 05 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة