في عام ٢٠١٠ واثر الانتخابات التي كان من المفترض ان تجرى في ذلك العام -وقد حدث ذلك بالفعل- اجتمع بي مجموعة من الثوار الشباب ضد نظام الكيزان. فوجهتهم بلقاء ياسر عرمان وأنا لا اعرف عن عرمان سوى انه قيادي في الحركة الشعبية. بالفعل توجه الثوار للقاء عرمان، ثم عادوا إلى وقد أصيبوا بالاحباط فياسر عرمان لم يكتفِ بعدم لقائهم بل خرج من مكتبه أمامهم دون حتى ان يسلم عليهم. كان عرمان قد باع وقبض فهرب من الترشح رغم أن كل ابناء الهامش كانوا مخدوعين فيه. بعد ثلاث سنوات نفس هؤلاء الثوار الذين اضطهدهم عرمان قادوا تظاهرات متفرقة، وقتل منهم من قتل. فخرج عرمان بتصريحات تشيد بالثوار الذين رفض حتى السلام عليهم في مكتبه. الثوار الشباب كبروا ولم يعودوا شبابا الآن، ولكن ظهر ثوار شباب آخرون، جيل جديد قاد ثورة ديسمبر وخدعهم مجموعة مرتزقة أمثال عرمان والقحاطة وتجمع الوهميين الذين منحوا العسكر شرعية وجودهم في الحكم اليوم بوسيختهم الدمورية. وها هم يتفاوضون اليوم لنيل كعكعة أخرى، ثم يحاول عرمان الانتقام من (انفلات عقار من عقاله وتحرره من قبصة عرمان) مستغلاً تصريحاته ضد الثوار. وهذه هي عقلية عرمان الذي قبل سنتين أخذ يتغزل في العسكر عله يجد منهم الرضى -ربما كبديل لحمدوك- فرغم مؤهلاته الضعيفة لكن يحمد له انه يمتلك ثقة عالية في نفسه. ربما كان ذلك الخطأ الوحيد والجسيم الذي لا يمكن ان نغفره للدكتور قرنق رحمه الله الذي صنع عرمان من العدم. قبل أشهر اخذ عرمان يجري اتصالات بالثوار ليلتقوا به، فاستشاروني في ذلك ومنعتهم من الذهاب إليه. لقد أدرك الثوار من يخبرهم بالحقيقة ومن يستغلهم كمغفلين نافعين. وكنت قد كتبت قبل سنتين أن من مساوئ هذه الثورة أن الجيل الجديد تعلم مما حدث أن الارتزاق السياسي هو لعبة الاذكياء الذين يستغلون المغفلين النافعين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 09 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة