خلال الحلقة النقاشية عبر تقنية الاتصال المرئي اول امس استعرض المترجم التركي محمد حقي، تاريخ الترجمة من العربية للتركية في العصر الحديث، ولتجربته الشخصية، حيث ترجم عددًا من أعمال أعلام الثقافة العربية إلى التركية، كالمعلقات السبع، وطوق الحمامة لابن حزم، ولنجيب محفوظ، وجبران خليل جبران، وأدونيس، ومحمود درويش، وغيرهم، لافتًا إلى أن الترجمة إلى التركية تمت في أكثرها عن وسيط لغوي آخر … نظرًا لعدم وجود محرر عربي متخصص في دور النشر لاختيار العناوين للترجمة، ولذلك يتم الاختيار من الأدب العربي المترجم إلى لغات أخرى. وبدوره استعرض المترجم الأردني صفوان الشلبي، الحائز على جائزة الشيخ حمد للترجمة من التركية للعربية العام 2015 تجربته ، مؤكدًا أن جائزة الشيخ حمد كانت دافعًا مهمًّا لإسهامه في الترجمة التي بدأها بالمصادفة، موضحًا أن تاريخ الترجمة بين اللغتين العربية والتركية لم يكن قديمًا؛ لأن النخبة المثقفة قديمًا كانت تعرف اللغتين في كلا الجانبين، فلم تكن هناك حاجة ماسة للترجمة، والتي بدأت مع الكتب الدينية، حتى ثمانينيات القرن الماضي لتنتقل بعد ذلك إلى الأدب، فتمت ترجمة كُتاب عزيز نسين، أورهان كمال، أورهان باموق، والشاعر ناظم حكمت، وغيرهم، مشيرًا إلى أن أدب تركيا الجمهورية أبرز كذلك أصوات نسائية لها وزنها ، وربما لم يترجم لها الكثير، مؤكدًا أن الترجمة الأدبية تحتاج لاهتمام ذاتي ، حيث لا بد من فهم النص وأغراضه، ولهذا فإن الجائزة تظهر الإبداع في الترجمة. وأشار د. علي مقدادي المترجم والمحاضر بالجامعة الأردنية لعمق الروابط التاريخية بين الحضارتين العربية والتركية، مؤكدًا أن الترجمة أداة سلام وتواصل بين الشعوب، وهو ما تقوم به جائزة الشيخ حمد مشددًا على ضرورة إلمام المترجم بالمعرفة اللغوية في لغة المصدر ولمعرفة المصطلحات وتاريخ الكلمات واستخداماتها، وضرورة أن يكون لديه معرفة حضارية ثقافية بتاريخ تلك الأمة التي يترجم عنها، وأن يكون ملمًّا بالأماكن والمعالم. وفي تعقيب لمدير وكالة الأنباء العربية في رومانيا، المترجمً مازن الرفاعي قال ان الترجمة وواقعها بين اللغتين العربية والرومانية، ما زالت ضئيلة وتقتصر لحد كبير على الترجمة الدينية رغم صعوبتها، مثل ترجمة معاني القرآن، وكتب التراث الإسلامي، والتي تهتم بها المراكز الإسلامية، في حين ما زالت التراجم الأدبية ضعيفة، فيما تسهل الترجمة الصحفية، وكذلك الترجمة كمهنة، مشيرًا إلى أن القارئ الروماني ما زال لا يعرف الكثير عن الأدب العربي، بخلاف الرموز المعروفة في الأدب العربي الحديث، كنجيب محفوظ، ودرويش، وجبران. وشهدت الحلقة عدة مداخلات إعلامية حول عدد من القضايا المتعلقة بالترجمة بين اللغتين العربية والتركية والرومانية وابدوا رغبتهم حيازة نسخ من الكتب المترجمة والفائزة بالجائزة كما طرحنا السؤال المستحق التدارس حوله ماذا اضافت الجائزة للقاريء هنا وهناك كنقل للمعارف والثقافات وربما العادات والتقاليد .. وما يمكن ان يكون جسرا متدفقا يغذي شعوب العالم من معين يتعطش له عالم اليوم … ومن قبل ومن بعد .. فأن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تحقق انجازات سيأتي اؤكلها وما اعداد المشاركين الكثر في جولات المنافسة إلا دليلا قويا .. عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 08 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة