نقلت القنوات الإخبارية أن الهيئة العامة للآبار والمياه الجوفية بالخرطوم ترجع أسباب الانقطاع المتكرر لمياه الشرب بالولاية إلى الكثافة السكانية العالية والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وهذا عذر أقبح من الذنب، فلو سلمنا بأن الكثافة السكانية هي السبب، فعلينا ان نسأل ولماذا توجد كثافة سكانية بالخرطوم؟ الإجابة: توجد كثافة بالخرطوم لضعف الخدمات في مناطق الهامش من علاج وتعليم وأكل وشرب وأمن وخلافه. وهذا ناتج عن خلل في توزيع الثروة بدأ منذ الاستقلال الملعون وحتى اليوم. أي انعدام العدالة. شنت الحكومة حروبها على كل المواطنين في الجنوب والشرق والغرب وما بينهم، دمرت القليل الذي كان من خدمات، شردت الأسر والقبائل، وجعلت حياتهم جحيما لا يطاق من انعدام فرص البقاء احياء ناهيك عن إشباع الحاجات التي تعتبر بالنسبة لهم من الرفاهية كالتعليم والماء النظيف والدواء وخبز العيش. النسوة الفقيرات اللائي نزحن إلى الخرطوم من مناطق الهامش ولم يبعن أعراضهن بل عملن في اعمال شريفة كبيع الشاي والقهوة والأكل، لاحقتهن أجهزة المحليات، بل وبلغ التجبر بأحد المعتمدين أن وصفهن بالقبيحات اللائي شوهن جمال العاصمة (اي جمال هذا بالله عليكم؟). بل واصدر المعتمد قراراً بمنع بائعات الشاي من العمل، لولا أن ( ردمناه في ذلك الوقت) فتراجع عن قراره. وهو ابن مزارع بسيط ركب في موجة مستجدي النعمة من الكوزنة وهو لا يفقه من رحمة الإسلام وأخلاقياته شيئاً، فأرأد أن يتجبر ففر وأدبر. هذه هي الأسباب الحقيقية لعدم توفر الماء والكهرباء وارتفاع الأسعار والجهل والفقر والمرض. إنه عدم العدالة والفساد والفسوق او الظلم الذي جبلت عليه أرواح هؤلاء وفي آذانهم وقر فلا يستمعون قولاً ولا يتبعون أحسنه. وقد انقلب السحر على الساحر، فالمظلومون جاءوا إلى الخرطوم ليس من باب السياسة، بل من باب الحاجة، وهي بلدهم، فإن كنتم تعدونهم أجانب فاتونا بما يثبت احتكاركم لها وأتونا بكتاب أو عهد لكم إن كنتم فاعلين. إن مأساة هذه الأرض في أمثال هؤلاء القوم الفاسقين الذين حكمونا ولا زالوا يتصارعون، حتى لعن الله هذه الأرض بما عليها كما لعن أصحاب السبت فيوم يسبتون تاتهم حيتانهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، كذلك يبلوهم الله بما كانوا يفسقون. الا ترى أن هذه الأرض بها ماء في كل مكان وأهلها عطشى، وبها تربة خصبة وأهلها جوعى، وبها اراض واسعة واهلها مشردون.. فإن لعنتها أكبر من لعنة أهل السبت التي اقتصرت على الأسماك. اللهم أخرجنا من هذه الرقعة الظالم أهلها وأجعل بيننا وبينها ردما.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 08 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة