يبدو ان (القنصلية)السودانية بجده بالمملكة العربية السعودية ما زالت ترقد في فراشها الوثير دون ان تعي حجم معاناة المغتربين من اجل ارتياد مقرها الحالي والذي يقبع في منطقة لا يمكن الوصول اليها الا بشق الانفس وذلك لبعد تلك المنطقة عن الاحياء الشعبية االتي يقطنها معظم السودانين ..ناهيك عن اولئك الذين يركضون من اطراف نائية تقبع حول المدينة قبل ان تعانق الشمس وجنات الثرى بغية اللحاق بأرتال الصفوف الاهثة خلف النوافذ !! ورغم الذرائع التي تدثر بها المسؤولين حيال رحيل القنصلية من مقرها القديم ذا الموقع الجغرافي الفريد حيث يقع هذا المقر في الطرف الجنوبي من قلب مدينة جدة ..وفي شارع ينبض بكل الوان الحياة ..فأن تلك الحجج في اعتقاد الجميع يشوبها نوع من الوهن والضمور ..الا ان الشرائح المتضررة كان يحدوها الامل في انتقال القنصلية الى مقر اخر اكثر تلائما مع حياتها ..غير ان السنوات مضت دون ان يسطع حتى ضوء خافت في اخر النفق !! الاسباب كما تفوه بها المسؤولون بالقنصلية في ذلك الوقت من ايام الرحيل كمنت في ان المباني القديمة قد اصابها رهق شديد حتى تصدعت جدرانها وكاد عرشها ان ينهار في رؤوس العاملين ..مع ان علاج هذه المشكلة لا يعدو مجرد قليل من (الصيانة)حتى تعود المباني الى زهرة شبابها وتبدو مثل (وردة)نبتت في وسط حقول خضراء ..لاسيما وان ملكيتها تعود الى الاوقاف السودانية !! كان الوعد الذي قطعته القنصلية في ذاك الوقت ان مكوثها في مقرها الجديد سوف لا يستغرق اكثر من عامين لانها حصلت على قطعة ارض في احد الاحياء الراقية بوسط المدينة وهو حي (الحمراء)لتشييد مقرها الدائم .. الا ان السنين كانت تحبو مثل طفل غرير دون ان تبدو في الافق اية بارقة لتحقيق هذا الوعد ..ثم جاءت افادات اخرى تؤكد على الغاء هذا الوعد لان السلطات السعودية وعدت بتوزيع اراضي شاسعة على الخط السريع تكون بمثابة مدينة تضم كل القنصليات من ضمنها القنصلية السودانية بغض النظر عن هذه الوعود التي ربما ولاسباب كثيرة سترقد طويلا في جوف الزمن كان الاحرى والاصوب ان تبادر قنصليتنا بنقل مقرها الى منطقة اخرى اكثر تلائما مع قدرات المواطنين في عملية التنقل والارتياد وحمل المعاناة عن كاهل المرتادين ..ذلك لان المقر الحالي يفتقر الى كثير من الخدمات مثل المواصلات ذات الاجر الزهيد بجانب الاكتظاظ الدائم في المنطقة بحكم انها احد الاحياء الراقية التي يسكنها السعوديين حيث لا تجد فيها اماكن لايقاف السيارات . الحقيقة ان المقر القديم للقنصلية رغم الادعاءات الباطلة عن دنو اجله بسبب تصدعه وانهيار الاسقف فأنه وكما نراه ما زال يتمتع بعنفوانه ..ويبدو للناظرين في الوقت الحالي مثل عروسة جدلت ظفائرها ليلة عرسها ..مما جعلت المآقي تكتظ بالدموع كلما رأته بتلك الحالة الانيقة ..والمباني نفسها تمنح الانسان شعورا بأنها تريد ان تبكي لأن احضانها لم تعد مرفأ جميلا تنثر الفرح في القلوب ..وهي في مكانها تجهش بالبكاء لأن مساحتها التي كانت تكتظ يوميا بالرواد اصبحت خالية من تلك الوجوه الكغتربون في مدينة جدة يتطرقون لهذا الموضوع في كل مكان ..وهم في انتظار (الفرج)الذي ربما سيبدد تلك المعاناة .. ومع انني لم احظ بلقاء القنصل العام الجديد منذ اطلالته فأن اقرانه الذين رضعوا معه من اثدتء المرحلة الجامعية في مدينة (القاهرة)رموا في مسامعنا احاديث جميلة تنم عن فرط مثاليته مما يدعونا الى التفاؤل بأن هناك من يقدر على علاج هذه المشكلة التي تؤرق اجفان المغتربين .
احمددهب المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة