دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
أولا ... أن اي إحساس بأن الزمن ومهما إستطال, سوف يجعل الشعب يرضخ ويتطبع على مقاليد الحاضر الإستثنائي, فهو إحساس خائب متوهم ولا يمت للحقيقة بصله. فقد كان الزخم الشعبي المرافق لنعش فاطمه هو كله (إلا من أبى) مناوئا لنظام الحكم القائم, مع أن غلبة ذلكم الحضور من الجيل الذي تربى على أيام الإنقاذ الطويلة الصعبة المدلهمة, ومع أن من توفر لمرافقة الجثمان هم القادرون على الحركة, ومن رتبوا مسبقا إخلاء بعض يوم من أي مسئولية في أي حقل كان, وهم فقط من يقطنون في العاصمة والمدن القريبة المجاورة. فلنا من بعد أن نتخيل حجم المشاركة حين نضيف مدن وأصقاع كل السودان, وتخيل حينما ينضاف لهذا المشهد الداخلي سودانيي الخارج ... لهذا أعتقد أن أول الدورس التي ينبغي وأن تكون الحكومة قد تعلمتها ... أن كونها في مشكلة ... مشكلة صد وتمنع جماهيري لا يمكن لعاقل إغفاله. فتشييع فاطمة بفرضيته القومية ومتسعه على رحاب كل الوطن آنف الذكر, وضع الإنقاذ ولأول مرة في حال مواجهة فعلية جماهيرية مضادة, ولما لم يألفوا من قبل غير الحشود المطيعة والحامدة الشاكرة المطبلة لهم, والمستغرقة في عصبتهم وعصبهم الآيدلوجي ... والأمر كذلك فليس لتلك الحكومة من بد غير أن (تستمع) لصوت جمهرة عريضة من أبناء السودان المناوئين لها, خاصة وأن تشييع فاطمة لم يكن حراكا حزبيا وحسب, بقدرما هو تدافع جماهيري كبير فرضته قامة فاطمة الوطنية العالية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
ثانيا ... فوجئ وفد الحكومة بحصاره وطرده من قبل جل المشيعين, وكانت حينها لحظة حرجة وداهمة, بل كانت لحظة يمكن أن يعقبها ما لا تحمد عقباه, لو (إنفجر) ذلكم الغضب الجماهيري وفرض جحيمه, أو ... لو إستدعى وفد الحكومة قوات الأمن لفك هذا الحصار بالعنف. فحمدا لله أن أعان طرفي النقيض على صبر وإلتزام منعا حدوث مكروه. فقط هنا تتبلور الرسالة الثانية لجهة الحكومة, فإن تحملتم هذا الموقف الكبير المشهود والصعب عليكم, فيرجى من بعد ألا (تقمعوا) الإحتجاجات الأقل التي يمكن أن يقوم بها طلاب دارفور أو المطالبين بإستمرار الدعم الحكومي للسلع الإستراتيجية, أو المحتجين على بناء السدود العشوائية, أو أو أو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
ثالثا ... ينبغي وأن تعلم الحكومة وأن يتسع صدرها ومواعينها الدستورية والقانونية لحق الإحتجاج, فهنا حق أولي قاعدي للناس في عصرنا هذا ... مافي طريقة لمصادرته أو التزلف حوله عبر إي إدعاء كان, بل هو في واقع الأمر حق ديمقراطي من الدرجة الأولى, إن لم تيسره السلطة القائمة فسوف ينتزعه الشعب عنوة وإقتدارا. فما حدث من عزل وحصار وتشنيف ضد وفد الحكومة في تشييع فاطمة, أضحى صرفا عاديا ومألوفا ومتبعا حين ولوج باب حرية التعبير بين الأمم الراقية. بل رأينا المحتجين على أساس (حرية التعبير) يذهبون لأبعد من ذلك, حينما يقذفون ممثلي السلطات بالبيض الفاسد أو حينما يرمون وجووهم بطاسة زبد صناعي ... فياما حا تتلطخوا وياما تسمعوا كلام ... إن لم تستعدلوا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
رابعا ... سمع أهل الحكومة وبالصوت العالي أن (هم الحرامية ) ... وهذا إتهام صعب ضروس, حين يصدع ليس مهما من قاله, ولا كيف تعلن الحرب على من قاله, فهو إتهام موصول بأبجديات البداهة الأخلاقية السودانية والعالمية. فالأكرم لكم ولشعبكم (لكونه المتضرر الأول من فسادكم) أن تفتحوا ملف الفساد على مصراعيه وبكل شجاعة ومسئولية. فدولتكم منخورة وآيلة للسقوط, ليس بسبب المعارضة ولا العقوبات ولا التوازنات القلقة في الشرق الأوسط, إنما بسبب فسادكم ولما فاحت رائحته حتى غشت وأزكمت كل النفوس ... فتواضعوا ... وخدوا جولة متيسرة داخل دهاليز السلطة والسلطان, وسوف تجدون شعبكم على حق ... فأنصفوه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
خامسا ... كيف يطيب خاطر الحكومة, وسيرتها تحمل كل مؤس وداهم وكل خرط أخرق لحق أبلج؟ كيف تنام وعلى ذمتها أرتال من أهل السودان رحلوا بقصف مدافعها أو قضوا نحبهم تحت تعذيبها, أو تيتموا أو ضلوا الطريق بفقدان المعيل, أو كل تلك الخسرانات على صعيد الأرض والمصادر والمساكن والقرى التي كانت ... ولم تعد ... نعش فاطمة بقوته المعنوية ومضامينه السياسية, يضعكم في قيد (الإعتراف) بما تجاوزتم وإنتهكتم وأخطأتم ... فهل تمتلكون الشجاعة التي تجعلكم تقيدون هذا الإعتراف على دفتر التاريخ؟ فهذه أولى الخطوات لأن تجعل شعبكم قابل (وعلى مضض) للتفاهم معكم, وفقط لأنه شعب متسع الحلم وليس كأهل الشام بأية حال ... وهذا من حظكم ... إن تفضلتم عليه بتوضيح وإعتذار ... حتى لا (تفاجئوا) بغل آخر... في مشهد آخر ... والدنيا مسرح مستمر العرض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
سادسا ... هو طريق صعب (مواجهة) تلك الحشود التي حملت نعش فاطمة, فيما الطريق الأسهل هو التصالح معها, عبر مفاهيم ومضامين جديدة وحافظة لحقوق أهل السودان وكرامتهم, وعبر حل سلمي يضع أوزار الحرب ويتوفر لسلطة إنتقالية معنية بحل قضايا السودان وليس وجود الإنقاذ في السلطة, فيما سوف يتولى الشعب من بعد إختيار حكامه عبر الممارسة الديمقراطية وصناديق الإقتراع ... لهذا أرجو صادقا ... أن أرى حوارا وطنيا جامعا مسئولا يغني بلادنا عن كل شر مستطير, لا يهمني (على المستوى الشخصي) أن إزدرت طعمة حوار الوثبة, فقط أرجو وأن تكون الإنقاذ قد تعلمت أكثر من جنازة فاطمة ... لتعلم ... ما الوطن ... وكيف تسهم في أن يكون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
أولا ... وييين كنتوا؟ ولما طولتوا الغياب ... منذ توقيعكم على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية (مجتمعين وتامين ومبسوطين) إلا واحدة ... هي الجبهة القومية الإسلامية آنها, وحتى نعش فاطمة ... فحالكم لا يسر ولا ييسر أي مبتضع سياسي يجعل أمركم رشدا, أو لهذا إنصرف عنكم الناس وجعلوكم في مصاف الحاكم الباطش ... فهنا تقبع تحديات جسام, فما هوية المعارضة أصلا لإحداث التخالف مع السلطة الذي يرمي لجهة المعارضة؟ وما هي محدثات المعارضة التي تجعلها أكثر (ديمقراطية) ممن تقاومهم في السلطة؟ وهل المعارضة جسم واحد متسق معني بوحدة الهم الوطني الديمقراطي, أم أنها على مستوى الفصائل المكونة لها ... غير ذلك؟ فعندكم (هوم ويرك) تقييل ... أرجو أن تباشروه بتواضع, لكون المعارضة في النهاية هي التتمة الجوهرية في نظمية ديمقراطية متطلع إليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
ثانيا ... وأنتم البديل المرتجي, فكيف تسع سلالكم كل هذا البيض وكل هذه الأحجار؟ أي كيف يجتمع عندكم اليمين واليسار, والحركات المسلحة والأخرى السياسية, والطائفية وضدها, وحركات إسلامية كارهة للمؤتمر المؤتمر الوطني, وشعب عرقية من نوع حركة البجة الفلانية وحركة دارفور الفرتكانية وحركة كوش العلانية ... كيف أنتم بهذا جسم واحد؟ وإن يكن صدر كل برنامج سياسي عند تلك الفصائل المعارضة هو الديمقراطية, فلم لا يوحدكم (الجوهر) لتكونوا شيئا واااحدا متحدا, ومع سماحة الديمقراطية سوف يجد كل شخص وتنظيم نفسه لتحقيق أبعاده الذاتية الغير مستوفاه في ذلكم الجوهر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
ثالثا ... إستمطرت الإنقاذ شعبها بوابل الفساد ومن زمن, فهل كأن لم تحن فرصة أو أن يتهيأ موكب معارض للتعبير عن هذا الفساد إلا مع موت فاطمة؟ وإن كان رحيل فاطمة هو الذي أحدث كل هذا الإلهام والحماسة الفجائيين في الذهن المعارض, فلماذا لم تحدثه مصابات دارفور والأنقسنا وجبال النوبة ولما كان هنا الموت بالآلاف المؤلفة؟ في شئ ... مااا ... ياهو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
رابعا ... أعتقد ... آسفا, أن المعارضة ليست جادة في تحمل أعباء ومتطلبات المرحلة, فهنا وطن بين مفترق الطرق, أن يكون أو لا يكون, فكيف من بعد تأذن البوصلات الحزبية بكامل إستطراداتها العادية وكأن الأمر عادي؟ فهذا وقت التضام الحقيقي والفارع والموثوق العرى بين سائر أطراف المعارضة, بل أعتقد أن تأخر وكثيرا قيام حزب أو منبر واحد يضم كل أطراف المعارضة للتتحدث بصوت واحد, ولتستأجر منبرا واحدا, ولما الديمقراطية واحدة. أرمي هنا بالائمة على (الجشع والقصور الحزبيين) وهذا مما طول عمر الإنقاذ ... وطويلا ... ففي هذا الزمن الإستثنائي لا تصلح الأسلحة البالية ولا التصورات الآيدلوجية الملتحقة بالشموس الغاربة. فهذا زمن التجرد الحقيقي لأجل الوطن وحسب ... لا الفكرة, لا الفلسفة, لا الطائفة, لا الحركة, لا لا لا ... فهذا زمن السودان العصيب والذي يقيض وحدة المعارضة مظهرا وجوهرا ... لكن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
خامسا ... رحيل فاطمة ونعشها خلق زخما لا بأس به لجهة المعارضة, أوصيهم بإتباع نفس إسلوب الإحتجاج السلمي في معرض مواجهة وفد الحكومة, فلا شطط ولا عدوان ولا إعتداء, حتى (تكتل) المعارضة الدش في يد الحكومة, بإعتبار أن كل إحتجاجات المعارضة من الآن فصاعدا سوف تكون مسئولة وبلا تهور أو عنف أو تخريب. فهذا هو السلوك الذي يسترعي الإنتباه ولما أضحى ديدن العصر وصوته القوي المسموع والمتردد في كل أركان الدنيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: HAYDER GASIM)
|
سادسا ... أرجو أن يتسع أفق المعارضة لتتخذ مواقف أكثر إيجابية لجهة التواجد الطبيعي في السودان, بغية التواصل مع المواطن السوداني وكما هو وحيث حاله. لإعتقادي بأن هذا هو الوضع الذي يحقق أقصى غايات الإستبصار والموضوعية والواقعية. فمما أضر بالمشهد المعارض هو وجود غلبة من أهله في الخارج, وهؤلاء إيدم في الموية ولهذا لا يتورعون عن تقديم أنجع الحلول وأحسمها بلسانهم فقط ... فيما الواقع ... غير, كما أرجو أن تحاول قوى المعارضة جادة الوصول إلى حل سلمي لسودان لا يحتمل ولا زخة مدفع, فالهيو مكفيهو, كما يكفينا أيضا الدول والمجتمعات التي نشدت التغيير فإنتهت إلى حطام ... لهذا لا أرى غير تغيير يشارك فيه كل السودان, حكومة ومعارضة, شمالا غربا جنوبا شرقا, مسلمين وغير مسلمين, نساءا ورجال, زرقة وعرب ونوبة وبجا وكل الرهط, يمينا ويسار, عمالا ومهنيين ونقابات, أقاليما وقبائل, ريفا وحضر, أغنياء وفقراء, وكل تلك الحلقات المترابطة التي كونت وتكون السودان ... فهنا مشروع أعم وأضم لفكرة المؤتمر الدستوري, أهديها للمعارضة لتنسجها على نولها المعارض وتتخذها معتركا يوميا وإيجابيا صاعدا, بدل إنتظار موت زعيم آخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذي تعلمته الحكومة والمعارضة من رحيل � (Re: عبدالله محمد أحمد)
|
Quote: كلام تمام و لك التحية و الشكر |
شكرا أخي ... عبدالله محمد أحمد
أحاول أن أقول أن (الأسوأ) قد حصل ومضى, لموجب كل التضحيات وكل ذلكم الموت الزؤآم وكل تكلم الخسرانات المبينة على كافة صعد الحياة السودانية, لهذا تجدني أقف ضد كل محاولة لإستمرار حالة الإحتراب السوداني سوداني, فما من خاسر غير السودان ... فلنصلي لأجل السلام وليكون السودان
| |
|
|
|
|
|
|
|