هدّدت النيابة العامة بالمملكة العربية السعودية المواطن الذي قبضت عليه شرطة الرياض، ، الذي اعتدى لفظيا وأساء إلى طبيب سوداني في مقطع صوتي متداول، بعقوبة رسمية تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامة تصل إلى مليون ريال. جاء ذلك بعد أن واكب حساب النيابة العامة في موقع “تويتر”، أحداث الاعتداء اللفظي والقبض على المواطن المتسبّب في ذلك، من خلال تغريدة أكدت من خلالها، أنه وفقا للمادة السابعة من نظام مكافحة الرشوة، فإنه “من يستعمل القوة أو العنف أو التهديد في حق موظف عام ليحصل على قضاء أمر غير مشروع، يُعاقب بالسجن مدة تصل إلى عشر سنوات وبغرامة تصل إلى مليون ريال” .واكثر من اثلج صدري قيام معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة شخصيا باستقبال الطبيب والاعتذار له ، ونحن نتقدم بالشكر الجزيل لمعالي الوزير على هذا السلوك الحضاري .
كل هذا الاحترام الذي يحظى به الطبيب السوداني المؤهل المحترم في شتى انحاء العالم سواء في المملكة العربية السعودية او غيرها يعتبر وساما في صدر ملائكة الرحمة الذين بذل السودان فيهم جهدا كبيرا حتى يصلوا لهذه المرحلة ، لكن للأسف الشديد حدث الكثير والكثير جدا من عمليات الاعتداء الجسدي واللفظي على الاطباء السودانيين داخل بلدهم ، ولم يتكلف ابوقردة أو مامون حميدة او غيرهم المسؤولين في وزارة الصحة أو غيرها بمجرد كتابة رسالة اعتذار أو استنكار من الجهات الرسمية لمثل هذه السلوكيات غير المحتضر تجاه الذين يقومون بإنقاذ ارواحنا ورفع الالم رغم المعاناة ونقص الاجهزة والادوية والمعدات والعمل في ظروف غير مواتية من اجل اداء واجباتهم على اكمل وجه.
الاطباء وغيرهم من المهن الطبية والتمريضية يبذلون قصارى جهدهم دون النظر للمال من اجل خدمتنا والعمل على راحتنا ، ويقضون الساعات الطوال وقد تمتد لأيام ولايذهبون إلى منازلهم من اجل صحتنا وسلامتنا واستقبال الحوادث والحالات الطارئة ، لايستحقون منا ذلك ، ويجب ان نحملهم فوق حدقات عيوننا ونشكرهم ونعمل بشتى السبل لرد الجميل اليهم.
الطبيب والممرض والصيدلاني وفنى الاشعة والتخدير والمختبر وغيرهم من المهن في شتى مكان في العالم يبذلون جهودا خارقة من اجل خدمة الناس، ويجب الا يجدوا غير التقدير والاحترام ، لأن هذه المهن صعبة وشاقة وتتعلق بارواح الناس ولاتحتمل الخطأ ، لذلك يجب ان توفر لهم كافة سبل الراحة حتى يؤدون اعمالا بالصورة المطلوبة ، وحتى إن حدثت اخطأ يجب أن نغفر لهم ، ولا نسأل عن التعويضات ، لأنه لايوجد طبيب في العالم يتعمد الحاق الضرر بأحد ، وان وجدنا شخص لم يعجبنا في هذه المهن ، نقول نحن بشر ولايجب ان نعمم.
وماقام به معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ينم عن تحضر وتقدير للمسؤولية وقمة التواضع ، لأننا في العالم العربي لم نعهد مثل هذا التصرف الراقي ، من شخص في قمة الهرم يتنازل ويتواضع ويقوم بالاعتذار لموظف يعمل تحت امرته. ونرجو من مسؤولينا التعلم من مثل هذه السلوكيات المتحضرة ، حتى يشعر الجميع بالأمان وهم يعملون و أن حقوقهم وكرامتهم محفوظة ، ولايخافون على انفسهم من المتفلتين والذين يمكن أن يأخذون من كرامتهم .والشعب السوداني على الرغم من أنه متعود على المساواة في حياته العامة ، الا انه في السنوات الاخيرة دخلت علينا اشياء غريبة لم نسمع بها من قبل ، حيث قمة العجرفة والتعالي من اناس غير مؤهلين ولايدرون حتى مهامهم الوظيفية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة