د. النور محمد حمد الفكر ومعايير القيم (8 (ج)-8) تشريح العقل الرعوي بقلم خالد الحاج عبد المحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2017, 11:25 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. النور محمد حمد الفكر ومعايير القيم (8 (ج)-8) تشريح العقل الرعوي بقلم خالد الحاج عبد المحمود

    10:25 PM March, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ * اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ

    الفكر ومعايير القيم
    نهاية الدين!!
    (8 (ج)-8)
    (والساعة ساعتان:ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: (هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله..وكفى بالله شهيدا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا.." وهذه هي ساعة التجلي الكمالي)
    الأستاذ محمود محمد طه (إذن التطبيق)

    البديل!!
    عندما أبعد د. النور الدين، وحكم بأن وقته قد انتهى وعلينا أن نترك الدعوة له، ما هو البديل الذي قدمه!؟ إلى أي شيء هدانا، كبديل للدين / الفكرة الجمهورية !؟ وبالطبع لابد أن يكون هذا البديل أفضل من الدين، وأقدر على حل مشكلاتنا الوجودية والحياتية، بما هو أكفأ من الدين، وإلا فلا معنى أن يدعونا إلى أن نأخذ به، ونترك الدين.
    حسب نقد د. النور للتجربة التسليكية، وأقواله في هذا الصدد، البديل للدين الذي يريد لنا هو: حياة المجتمع العريض.. حياة الرفاهية واللهو البريء، حسب قوله.. يريدنا أن نعيش الحياة، حسب الواقع، وحسب ما عليه المجتمع العريض.. ولكننا الآن، نعيش أفضل منها، وبكثير، وعن قناعة، فكيف نرجع مما هو أفضل إلى ما دونها؟ ثم نرجو من الله ما لا يرجو غيرنا ــ راجع حلقة الحياة.. وحتى هذه هو لا يضمن أن تكون للجميع.. ثم هي، عند من عاشوها في أعلى مستوياتها، في الغرب، لم تحقق لهم السعادة المنشودة، وهم في أشد الحاجة لمن ينقذهم منها.
    نحن على يقين، أنه لا توجد حياة طيبة، ولا يمكن أن توجد، إلا الحياة التي تقوم على أصول القرآن، وعلى منهاج طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وما دعوتنا إليه، هو أساساً ليس حياة، وإنما هو عيش، فيه البشر والحيوان سواء.. فليس في أقوالك هذه المضطربة، التي لا تكاد تتماسك، شيء يغري أي شخص له الحد الأدنى من العقل.. إن ما تدعونا إليه هذا، هو ما نستعيذ الله منه.. اللهم نعوذ بك من كل ما ينقص من ديننا.
    ومن بدائل د. النور التي قدمها لنا، أن نتحول الى حزب سياسي، هذا مع أنه زعم أن الحزب في الأساس، حزب سياسي، فإذا كان الأمر كذلك، فلا حاجة للتحول، ولا معنى لأن يدعونا أن نكون حزب سياسي.. يقول د. النور: "ما افتكر نحن راح نجترح وضع جديد بيهو نرجع الدين يبقى هو central (مركزي) لحياة الناس.. الدين للأفراد.. يعني يمكن يكون التنظيم عنده خلفية دينية - زي الجمهوريين - لكن ما تعلن عنها كأنها هي خلفية دينية - أعلن عنها كقيمة عصرية مقبولة عند الناس.." الدين للأفراد، هذا ما تقوله أنت في جلبابك الجديد، ولكن الإسلام للناس كل الناس ـ أفراد وجماعات، يوجه جميع مناشطهم.. وهذا ما تعلمه تماماً، قبل أن تخلع جلبابك، وتلبس هذا الجديد.. الجمهوريون ليسوا فقط أصحاب خلفية دينية، وإنما الدين عندهم يشكل جميع أوجه الحياة.. وصاحب الخلفية الدينية، لماذا لا يعلن عنها كخلفية دينية؟! واجبه الواضح والمؤكد أن يظهر هويته، ويعلن عنها، لا أن يخفيها!! وفي الواقع، لا يوجد سبب موضوعي لإخفاء الهوية، وهو نوع من الكذب الضار جداً .. في الواقع، في الأوضاع الطبيعية، لابد أن يكون للإنسان إطار مرجعي.. وهذه هي أزمتك الأساسية، في كل ما تكتب.. ليس لك إطار مرجعي واضح.. فلم تعد أكثر من (طرورة) طافية على وجه الماء، يحركها، الهوى، كيف شاء!! صاحب المرجعية الدينية، لابد أن يكون فخورا بمرجعيته، يدعو لها في وضوح وعلى بينة، شأن الواثق أنه على الحق اليقين.. من يخفي هويته ـ دينية أو غير دينية ـ إنسان، ليس له هوية، هو واثق من أنها الحق الذي لا حق غيره.. وصاحب الهوية الإسلامية/ الجمهوري ـ واثق أن الحق والخير معه، ويدعو له على بينة وفي وضوح، لأنه يحب للآخرين، أن يكونوا على الحق والخير.. وهذا ينطبق على كل صاحب دعوة، هو على قناعة بدعوته.. وإلا فلا معنى لأن ينتمي للدعوة التي هو عليها.. عبارة" أعلن عنها كقيمة عصرية مقبولة عند الناس"، عبارة تدل دلالة واضحة على اضطراب الفكر والقيم، عند د. النور.. وهو يعيش في أذهان الناس!! أن تكون القيم مقبولة عند الناس لا يعني أنها حق، ولا أنها خير.. صاحب الدعوة، يجب عليه أن يعرف ما هو حق، وخير، ينفع الناس، ويدعو له حتى ولو كان كل الناس على خلافه.. عبارة (قيمة عصرية) عبارة خاطئة، ومضللة.. فكل عصر فيه من القيم ما هو باطل، وما هو حق.. ما هو نافع للناس، وما هو ضار.. فتحديد القيمة المطلوبة، في العصر المعين، والقيمة التي يجب استبعادها، يحتاج إلى ميزان.. هذا الميزان في الفكرة الجمهورية هو (ميزان التوحيد) .. وهو أدق وأكمل ميزان.. والذي تستبعده، دون تقديم بديل محدد.. من أهم ميز العصر، بل الميزة الأساسية التي تميزه عن غيره من العصور(المادية)، وهي قيمة باطلة، ديناً وعلما.. وعلى المادية تقوم الرأسمالية، التي توجه حياة الناس، في جميع بقاع الأرض، وهي نظام يقوم على مبادئ كثيرة وخطيرة، ويحتاج الى تغيير جذري.. ومن قيم العصر (حقوق الإنسان)، ومن بينها حق المثلية، وهي في جميع الأديان الكتابية من أكبر الجرائم.. إنك بهذه الصورة تؤله (العصر)، وتجعله صاحب الكلمة الأخيرة، وتلغي دور العقل، في التمييز بين قيم الأشياء..
    المهم إن ما يدعوننا له د. النور، هو أن نكون حزب سياسي، يخفي هويته الدينية.. وهذا جديد عليه هو تماماً، ولم يقل أي سبب واضح لهذا التحول.. ما قاله عن المذهبية وعدم صلاحية البيئة، هي مجرد تبريرات واهية.. ما هو السبب الواضح الذي ساق د. النور إلى هذا التغيير الجوهري!؟ هو حتى الآن لم يقل شيئا عن ذلك!!
    أوضح ما غيب د. النور في جلبابه الجديد هو الله!! فهو عندما يقول: "ما افتكر نحن راح نجترح وضع جديد بيهو نرجع الدين يبقى هو central (مركزي) لحياة الناس" هذا قول جعل الأمر في الوجود يرجع للناس..(نحن)وهذا باطل فهو لا يجعل الأمر لله!! فهو تعالى وعد بأن يجعل الدين (مركزي لحياة الناس)، وبصورة لا يشاركه فيها شيء.. والله تعالى بالغ أمره، رضي من رضي وأبى من أبى!! فوعده تعالى غير مكذوب.. ولكي يتفادى د. النور مثل هذه الحجة، أبعد الله، وابعد النص!! وهو بهذا الإبعاد في الواقع أبعد نفسه.. فإبعاد الله سبحانه وتعالى مستحيل!!
    لقد رأينا د. النور يقرر: "يعني الدعوة للعقيدة أو لأي فكرة دينية هي من التاريخ"!! ولكنك يا دكتور داع لعقيدة وفكرة دينية!! إنك داعية دين، الإله فيه هو العصر، والرسول أنت.. وهو دين يقوم على العقيدة وحدها، وليس فيه أي جانب علمي!!
    يواصل د. النور عن عدم ضرورة أن نقدم أنفسنا كجماعة دينية، فيقول بعد أن أبعد العمل على النموذج الذي وضعه الأستاذ محمود، على اعتبار أنه مثالي جدا، يقول: "بيحصل انك تكسب قطاع كبير من التعاطف لمن تجي في انتخابات وعندك برنامج انتخابي محدد.. الناس ديل يدوك أصواتهم لأنه شافوا فيك قيم.. انك انت transparent (شفّاف) ما قابل للفساد.. Dedicated لل cause (مخلص للقضية) العام بتاع الناس ودا الشيء المطلوب في حقيقة الأمر" .. هذا هو مطلوب د. النور في الحقيقة!! هو عجز أن يقوله بصورة مباشرة، ولف ودار كثيراً ظناً منه أنه يمكن أن يجوز على الناس بهذا اللف والدوران.. د. النور يقول أن السير على ما تركنا عليه الأستاذ، وهو بالنسبة للفرد (طريق محمد)، وبالنسبة للجماعة (تطوير التشريع) أمر مثالي جداً جداً، لو كان يمكن أن ينتصر، لانتصر على يدي الأستاذ محمود، وبديله هو تكوين حزب سياسي ، يبعد منه الدين.. هذا الحزب يستميل الناس إليه، من خلال برنامج سياسي محدد.. وسيصوت الناس لهذا الحزب، بسبب القيم التي يرونها في الجمهوريين (شافوا فيك القيم)
    أولاً: صاحب القيم، لا يتحدث عن قيمه، ولا يستخدمها لأي غرض دنيوي.. فأي قيم يراد بها غير وجه الله ليست بقيم.. فإن الله تعالى أغنى الشركاء، فقد قال في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشراكة، فمن أشرك بي شيئاً تركت نصيبي لشريكي"
    ثانياً : إن ما تقوله لا علاقة له بالجمهوريين، إنهم طوال تاريخهم، ليست لهم أي علاقة بهذه السياسة التي تدعوهم إليها.. بل كانوا ينقدونها أشد النقد، وهي عندهم من أبشع صور استغلال الدين للدنيا.. هذا الذي تدعوهم إليه هو عمل الإخوان المسلمين، وجماعة الإسلام السياسي.. وكان الجمهوريون طوال تاريخهم ضده تماماً.. والآن، ومن التجربة الطويلة، حتى الأخوان المسلمين، الكثيرون منهم، اقتنعوا ببطلان ما كانوا عليه.. وقد ذكرت الغنوشي، ولكنك لم تتعظ به، وإنما أردته، أن يكون لنا قدوة!! إنك في داخلك أخ مسلم أكثر مما تتصور!!
    ثالثاً: لكم الله يا أهل الأرض الحزينة.. لقد أصبحتم مطمع الجميع.. فها هو د. النو محمد حمد، بكل السباب والتحقير الذي قاله في حقكم، يطمع في حكمكم!!
    رابعا: هذه دعوة د. النور، يستغل فيها الجمهوريين، وهي ضد دعوتهم!! أين هي القيم التي تجذب المصوتين، في دعوة د. النور؟! وهل هي قيم الدين أم قيم العصر؟! ما هو الثمن؟! وهل هنالك ثمن يمكن أن يضحي في سبيله الإنسان بدينه؟!
    د. النور الذي زعم أن الحزب الجمهوري، هو في الأساس حزب سياسي.. وأن دعوة الفكرة الجمهورية، هي (عمل سياسي في الأساس)، هو نفس د. النور الذي قال: "التنظيم الجمهوري تنظيم روحي، وليس حزباً سياسياً.. هذا ما عرفناه طيلة عمر الحركة.. وهو بهذا تنظيم إرشادي، تسليكي، مرجعيته المرشد" ود. النور هو القائل: "فالحالة السودانية، التي تعاني من الانغلاق المستمر الذي نشهده اليوم، حيث لا فرق بين الحكومة وبين من يعارضونها، حالة لا يخرجنا منها العمل السياسي وحده، وإنما يخرجنا منها الفعل الفكري والثقافي اللذين يهديان الفعل السياسي بقبس روحاني أخلاقي مشع.. وبوابة هذين الفعلين، تتمثل في تكثيف جهود الإصلاح الديني، ومواجهة حالة الجمود الديني".. صاحب هذا القول هو نفسه من استبدل الدعوة (لتكثيف جهود الإصلاح الديني)، بالدعوة لترك الدين، لصالح العمل السياسي وحده!!
    لابد من دافع.. فطالما أنه يدعونا إلى ما صار إليه، فمن حقنا أن نسأله ما هو الدافع!؟ وما هو الثمن!؟
    ومن البدائل التي قدمها د. النور، ما أسماه، (التوليف) ـ المادة التي أخذناها في هذا الموضوع، مأخوذة من سودان فور اول، خيط بعنوان (هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني) وأراد بالتوليف الاتفاق بين التنظيمات المختلفة، فهو يقول: " نحن في السودان في حاجة إلى (مقاربة توليفية) نخرج بها من نطاق النظريات الكلية، ونخرج بها، في نفس الوقت، من أسر التاريخ النضالي للحزب الذي ننتمي إليه" .. وحدد بعض الأحزاب التي يرشحها للتوليف، فقال: "إن اللافتات القديمة التي تقسمت تحتها قوى اليسار، كالحزب الشيوعي السوداني، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الناصري، وتنظيم الجمهوريين، والمستقلين، وغيرهم من التنظيمات الجهوية التي ظلت تعمل في انتزاع حقوق الناس، ومصير البلد، من قوى المركز التقليدية؛ بمؤسساتها الاقتصادية والعقدية القابضة، وشبكات مصالحها، لم تعد الآن صالحة كأطروحات، ولا كأوعية تنظيمية حزبية، لكل حزب على حده".. هكذا، أصبحت الفكرة الجمهورية، عند د. النور غير صالحة كأطروحة مثل بقية الأحزاب التي ذكرها!! وهو يريد أن تكون توليفة، من بعضها!! فكيف ينتظر أن تكون التوليفة صالحة، ومكوناتها غير صالحة!؟ هذا لا يستقيم عقلاً!! ولكن كيف يمكن التوليف بين هذه التنظيمات المختلفة!؟ يقول د. النور، أن التوليف ممكن لأنه لا توجد اختلافات جوهرية بين هذه التنظيمات .. فهو يقول: "فاللحظة الراهنة، في ما يبدو، تقتضي أن نعمل جميعا، بذهن مفتوح، على إعادة تعريف الخطوط (الوهمية) التي ظلت تفصل بين مختلف التنظيمات التي ضمتنا، التي تندرج تحت مظلة اليسار السوداني، العريض، وظلت رغم اتفاقاتها في أمور جوهرية، تعمل في خطوط تنظيمية متوازية"
    هل د. النور يرى فعلاً أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين التنظيمات التي ذكرها، أم هو يعرف الاختلافات الجوهرية بينها ولكنه كالعادة يكذب!؟ كلا الأمرين وارد، وإن كنت من جانبي، استبعد، أن يجهل د. النور الاختلاف الجوهري بين الفكرة وبين الماركسية مثلاً، على كل كلا الأمرين قبيح، ولا يليق بمن يكتب في الشأن العام.. إذا كان د. النور، لا يرى فعلاً، أن هنالك اختلافات جوهرية بين الفكرة والماركسية، فمن المؤكد أنه مصاب بعمى ألوان فكري!! يرى جميع الأفكار بلون واحد، يختلف في الدرجة.. فليقل لي د. النور، هل الاختلاف بين المادية الجدلية التي تقوم عليها الماركسية، وبين التوحيد الذي يقوم عليه الإسلام، اختلاف غير جوهري، وفاصل وهمي؟!
    ما يعرفه أبسط الناس، أن الماركسية في جوهرها ترفض وجود الله، فهي فلسفة مادية..هذا، في حين أن الإسلام ، في كل تفاصيله يقوم على اعتبارات وجود الله ـ التوحيد.. في الواقع لا شيء يمكن أن يجمع بين الماركسية والإسلام.. حتى الاشتراكية الموجودة في الطرفين، هي بصورة أساسية في الإسلام ، تختلف عنها في الماركسية.. ما يدل عليه اقتراحك هذا هو أنك لست رجل مبادئ!! وعلى استعداد أن تساوم، حتى في دينك.. ود. النور يزعم أن أمر التوليف، أمر صعب.. والقضية ليست في أنه أمر صعب..وإنما في أنه أمر مستحيل.. وأهم من ذلك أنه أمر لا معنى له ولا جدوى منه، حتى ولو أمكن تنفيذه.. ويرى د. النور أن تجاوز هذه الصعوبة يمكن أن يتم، عن طريق فرض النقلة لنفسها فرضاً، فهو يقول: " والأمل، هو أن تفرض هذه النقلة في الوعي، نفسها فرضا. فإن لم تحدث فإن حقبة من الخراب الكبير، والآلام الفظيعة الممتدة، سوف تخيم على البلاد لأمد، ربما يطول". هكذا ينذرنا د. النور بأننا إذا لم نأخذ بما ذكر فعلينا أن ننتظر الخراب الكبير، والآلام الفظيعة.. انظر الى هذه الربوبية!! فهو يرفض بشارة الله تعالى ونذارته، ثم يخوفنا بعاقبة رفضنا نذارته هو.
    ود. النور عندما ينهانا عن الدعوة الدينية، على اعتبار أنها غير ممكنة، يقدم لنا الممكن الوحيد، اسمعه بقول: "يعني ما بتقدر تعمل عمل دعوي.. لا بتقدر تقدم له النموذج ولا بتقدر تقدم له التضحية ولا بتقدر تقدم له التحقيق.. ما بتقدر تعمل دا. فبيبقى الصورة أن كلام في الناحية دي بيبقى إدعاء ساكت.. فببقى الوضع الوحيد الإنت يمكن أن تعمله هو تمد الجسور للناس.. تستبطن القيم العليا دي وتعرضها في شكل برنامج وتعمل في الحياة اليومية.. يعني ما تتعالى على الواقع.. تعمل مع ناسك.. ديل ياهم ناسك.. ياهم ناس "نداء السودان" وناس ما بعرف ايه و"الجبهة الثورية".. قايم وقاعد بتعمل في الحدود البتقدر [عليها]، ولأنه التغيير بيجي عن طريق الاحتكاك اليومي.. ما في فكر أنت بتطرحو نظريا بعدين الناس كلهم يقتنعوا بيهو بعدين يبقوا طاقة للتغيير.. لمن تجي النقطة الهناك ديك".. عمليا الدعوة قائمة فلا معنى لقول د. النور (ما بتقدر تعمل عمل دعوي).. عبارة د. النور (لا تتعالى على الواقع) عبارة جوفاء لا معنى لها.. فعدم مد الجسور مع التنظيمات التي ذكرها، لا يعني التعالي على الواقع.. فهذه التنظيمات ليست هي وحدها من يمثل الواقع، فالواقع صور عديدة جداً، منها ما يمثل الباطل ومنها ما يمثل الحق.. والعبرة، كل العبرة أن يكون عندنا الميزان، الذي نميز به بين الحق والباطل، فنترك الباطل، ونأخذ الحق وننميه.. وهذا ما يفتقر إليه د. النور تماماً.. إن حديث د. النور عن الواقع ما هو إلا جهالة، إن زعم د. النور بأن مد الجسور، بالمعنى الذي يراه، هو الوضع الوحيد الممكن، ليس أكثر من إدعاء أجوف، لا قيمة له.. ونحن نعتبر كل الناس هم ناسنا بالمعنى الديني، لا السياسي.. هم جميعهم إخواننا، وعلينا أن نراعي فيهم (صلة الرحم) .. رحم العبودية للمعبود الواحد.. وصلتنا بالناس يحددها الدين لا السياسة.. فالسياسة تفرق بين الناس والدين يجمع بينهم.. زعم د. النور، أن التغيير لن يتم عن طريق طرح النظرية، وتوافي الناس عليها، واقتناعهم بها، زعم باطل شديد البطلان، ونقيض الحق.. فالحق الذي لا خلاف حوله، هو أن أي دعوة تطرح نفسها نظرياً ، ثم يتوافى عليها الناس.. يقول د. النور، مناقضاً زعمه هذا ، ومناقضاً دعوته الجديدة، التي تقوم على عدم الدعوة للدين، يقول: " أعتقد أن على الجمهوريين التبشير بدعوتهم فقط. والتبشير يسبق إدارة الأمور بزمن. هذه قصة كبيرة جدا، وتعمل من أجل تحقيقها عناصر مختلفة، وكثيرة، ومعقدة، من بينها قوى رهيبة، يحركها عقل الوجود الكامن في كل شيء".
    يقول د. النور: " نحن لنكون نشطاء، مستبطنين قيمنا.. مش مجرد إننا عايزين نصب الناس في قالب.. الناس ما حيكونوا في قالب"، ود. النور يعلم أن الفكرة الجمهورية هي ما يسوق الناس لتحقيق فردياتهم، وهو القائل: "وما من شك، أن الفردية، أمر مركزي، ومحوري، في الفكرة الجمهورية".. ويقول د. النور : " وجاءت الوسايل بتاعة التواصل الاجتماعي، وثورة المعلومات، لتجعل الكوكب متقارب أكثر من أي وقت مضى.. ولذلك بتبقى فرصة تجميع الناس على الفضاء الإنساني من غير أن تجلب معاك انت ال baggage (الحمولة) بتاعك.. لأنه ال baggage بتاع الإسلام دا controversial (مثير للجدل) يا جماعة".. واضح جداً أن النتيجة التي ذهب إليها، لا علاقة لها بالمقدمة.. فكون العالم توحد، لا تعني بأي حال من الأحوال ترك الناس لدينهم، بالعكس المطلوب هو أن يقدم كل صاحب دعوة، أو دين، رؤيته، لحل مشكلات هذه الإنسانية المتوحدة، بالصورة التي تجعل الوحدة الجغرافية تقوم على وحدة في الفكر، وفي منظور القيم : ولكن د.النور يرى أن الرأسمالية المهيمنة لن تترك الآخرين ليعملوا وفق رؤاهم إلا في حدود ضيقة، يقول د.النور: " فيبقى الحل دا حل كوكبي وليس حل جزئي. يعني لو إنت داير تتحرر من الدين البنك الدولي ما بيخليك، لو عايز تنمية ما بتحصل تنمية، لو عايز تنافس في السوق دا ما بتحصل منافسة".."يعني النموذج الماليزي النموذج الما [بعرف إيه]، حصلت نجاحات، البرازيل إلخ، هي دخلت في البنية دي، في البنية الرأسمالية، سُمح ليها ببعض الشيء لكن بتلقى الـ masses (الجماهير) فقيرة، سواء في الهند أو في البرازيل"..ثم ذهب د. النور لينتقد الرأسمالية نقدا واضحا، تلاه حديث عن صعوبة الحديث عن الدين، وأن الحديث عن الدين لم يعد مقبولا، ثم خلص إلى نتيجة هي مد الجسور مع الآخرين، وقد تحدثنا عنها.. كون الرأسمالية لا تريد التغيير، ولا تسمح به، ينبغي ألا يمنع الدعوة للتغيير، بل على العكس، بسبب المسالب الكثيرة، والكبيرة، والتي أشار إلى بعضها د.النور بحق، يجب العمل للتخلص من الرأسمالية، بتقديم البديل لها، والذي يجب أن يكون أكثر إنسانية، وأكثر مقدرة على حل مشكلات الناس..هذا لا يكون إلا عن طريق الحوار الفكري الحر، على عكس تصور د.النور الذي يدعو فيه إلى الانصراف عن الحوار.. والفكرة الجمهورية، صاحبة مبادرة واضحة للدعوة لهذا الحوار، فهي قد عملت على تحديد مشكلات الإنسانية المعاصرة، وقدمت لها البديل الواضح من الإسلام.. فعلى جميع الأفكار التي تزعم لنفسها العالمية، والمقدرة على حل مشكلات الإنسانية المعاصرة، أن تقدم تصورها لهذه المشكلات، وتقدم الحلول حسب رؤيتها- أو حسب رؤية الفكرة التي تدعو لها.. فالأمر على عكس ما يزعم د.النور.
    خلاصة الأمر أن البديل الذي يطرحه د. النور للدين: لأصول القرآن وطريق محمد صلى الله عليه وسلم، هو الواقع القائم بالفعل..وهذا ما ذكره كثيرا في أقواله..والواقع يقوم على هيمنة الحضارة الغربية، ونظامها الرأسمالي، على جميع بقاع الأرض، وعلى جميع شعوب العالم.. فدعوة د. النور، هذه الأخيرة، التي تقوم على الحكم بانتهاء عهد الدين، وضرورة عدم الدعوة له، عمليا هي تكريس لهيمنة الواقع الرأسمالي البغيض..إما الحضارة الغربية، أو الإسلام..إما العلمانية، أو الدين..ومن يختار أحدهما بالضرورة يستبعد الآخر.. وقد اختار د. النور استبعاد الدين، فهو على ذلك داع لهيمنة الحضارة الغربية ورأسماليتها.. فكون د. النور ينتقد الغرب، ونظامه الرأسمالي، فذاك لا يغير شيئا بالنسبة لخياره.
    في حين ينهانا د. النور عن الدعوة للإسلام ـ القران وطريق محمد .. يمارس هو الدعوة لتشريح العقل الرعوي!! وهذا يعني عنده أن تشريح العقل الرعوي أفضل من أصول القرآن وطريق محمد.. ولما كان موضوع العقل الرعوي اختراعه هو، فإنه يختار نفسه، دون الله ورسوله: " كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى" والتغيير، العملي، من المستحيل أن يتم دون تغيير الأفراد..وهذا ما أهمله د. النور إهمالا تاما، وذهب يستعيض بكلمات مثل الاستبطان والتواصل، وهي كلمات لا تفيد أي شيء في التغيير.. فتغيير الفكر، وتغيير القيم، من المستحيل أن يتم دون منهاج.. وليس للحضارة الغربية أي منهاج للسلوك الفردي، يمكن أن يؤدي إلى التغيير.. بل إن الحضارة الغربية، وفلسفتها العلمانية، هما موضوع التغيير والعقبة أمامه.
    لقد قرأت لدكتور د. النور، حديثا طيبا، في نقد الحضارة الغربية من الأفضل أن نذكره به هنا.. يقول د.النور: "إن العالم متخلف فكريا، وأخلاقيا تخلفا مزريا. تجربة العيش في أمريكا فتحت ذهني على حقائق مذهلة، فيما يتعلق بالتخلف الفكري، والأخلاقي الذي يوجه مسارات هذا العصر. لقد عرفت الآن، كيف أن النظام الرأسمالي الغربي، نظام موغل في الشمولية، خاصة في نسخته الأمريكية. هذه قوة غاشمة، لا عقل لها. ولا تتردد لحظة، في سحق أي جيب تشتم منه رائحة ما يهدد مصالحها" خطاب طه.. أما الآن، فقد بدل د. النور وغير، وأصبح جندياً يخدم أغراض هذا النظام، الذي كان يدينه بصدق ووضوح وقوة.. وسبحان مغير الأحوال، ومقلب القلوب!!

    المسيح والحياة:
    لقد رأينا أن د.النور يعيب على الحياة في الفترة التسليكية، أنها خالية من الرفاهية ومن اللهو البريء، وهو لا يحن إلى هذه الحياة.. وفي النص الذي أوردناه أعلاه، وصف د.النور حياة الحضارة الغربية السائدة بالفساد الأخلاقي، والجهل، وهيمنة الرأسمالية.. وعن الرأسمالية ومساوئها قال: "حتى في أمريكا نفسها صاحبة القدح المُعلَّى في الموضوع دا، 45 مليون شخص ليس عندهم health insurance (تأمين صحي). كل الناس from hand to mouth (من الإيد للخشم، أو من الشُمَّارة للخُمَّارة).. يعني بتشيل المرتب بي جاي وبتشيلو تكتبو فواتير للناس بي هنا. وتقعد بعد داك تناضل وحياتك كلها لهثي وإرهاق وأنك أنت ما عايش كإنسان. أنت جاري بس، جاي بس to survive (لتحيا) لحدي ما تقع تموت. فيبقى الحل دا حل كوكبي، يعني هناك إشكالية حقيقية"..من يسمع قول د. النور هذا، يظن انه بعده، سيتحدث عن ضرورة تغيير هذا الواقع، ولكنه بالعكس، تحدث عن إمكانية عدم تغييره!! على كل، المبدأ الأساسي عند د.النور هو الاستجابة للواقع، وعدم التعالي عليه!! والواقع هو ما وصفه من الحياة في أمريكا، ومساوئها التي ذكرها.. فهو لا يريد لها التغيير. بل يجعلها الواقع الذي ينبغي أن يتغير الناس للتوافق معه، ويرى أن خلاف ذلك مستحيل.. يرى أن التغيير مستحيل، ويبعد الدين، من أن يكون وسيلة هذا التغيير.. وعلى ذلك اذا حدث تغيير، فإنه يكون في إطار الواقع وليس تغييرا جذرياً يقضي على النظام الرأسمالي، ومسالبه، ويأتي بما هو أفضل منه، كما هو مطروح في الفكرة الجمهورية، ونظامها الاشتراكي الديمقراطي.. أما تغيير الأفراد من الداخل، وهذا هو التغيير الأساسي فهو يتجاهله تماماً.

    فما هي الحياة التي يتصورها للمستقبل!؟
    في الفكرة الجمهورية، التطبيق مرتبط بالساعة والمسيح (الوقت).. ويلاحظ أن كل الذين يعملون على تحويل الفكرة الجمهورية إلى عمل سياسي، يتجاهلون أمر المسيح هذا، مع أنه لم يرد قط أن الفكرة ستنتصر أو تطبق بعمل سياسي..قد رأينا د.النور يقول بأن الفكرة لن تجد من هو أكمل من الأستاذ محمود، مع ذلك لم تنتصر أو تطبق على يديه.. وهذا تزييف للفكرة فد. النور يعلم تماماً أن الأستاذ محمود لم يدعُ الى نفسه، وإنما دعا الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. كما لم يقل أن الفكرة ستنتصر على يديه إنما قال بوضوح أن من ينصر الفكرة ويطبقها هو المسيح.. ومن أجل ذلك وضعنا نص الساعة ساعتان في مقدمة هذه الحلقات الأخيرة.. وقد جاء في النص: " والساعة ساعتان:ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: (هو الذي أرسل رسوله، بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله.. وكفى بالله شهيدا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.."..(هذا هو إذن التطبيق).. وهو لما يأتي بعد، ولن يكون هنالك تطبيق للإسلام، إلا بعد إتيانه..والمأذون، وفق هذا الإذن هو المسيح وهو الساعة.. هذا هو الشرط الضروري لتطبيق الإسلام، وهذا أمر يعرفه كل جمهوري.. فكل جمهوري يعمل على التطبيق قبل إذن التطبيق، هو إنسان مخادع، وعمله هذا مخالف لما جاء به الأستاذ محمود، فينبغي ألا ينسبه للأستاذ محمود ودعوته.. ومن البداهة، أنه ما لم يتأذن الله تعالى بالتطبيق، فمن المستحيل، أن يقوم الدين في الأرض..الإذن الذي تم، هو إذن التبشير، وهو الإذن الذي قامت عليه الدعوة.. وهو إذن قائم الآن، ولا شيء ينسخه .
    من كل ما تقدم، يصبح واضحاً أن أي دعوة باسم الفكرة الجمهورية، تتجاوز إذن التطبيق، أو تحاول أن تخفيه هي دعوة باطلة، وليست من الفكرة الجمهورية في شيء.. ود.النور في كتاباته هذه الأخيرة، أخفى موضوع المسيح، وإذن التطبيق، اخفاءً تاماً.. ثم ذهب ليتحدث عن صعوبة بل واستحالة تطبيق الفكرة حسب الواقع.. ولو كان د. النور موضوعياً، لذكر موضوع إذن التطبيق كما هو، ثم بعد ذلك ناقش موضوع الاستحالة أو عدمها.. ولأن د. النور أخفى موضوع إذن التطبيق، فإن كل الأسباب التي ساقها في عدم إمكانية التطبيق، خارج الموضوع، ولا قيمة لها فهي رد على صاحبها.
    والآن، هل يؤمن د.النور محمد حمد بمجيء المسيح، ليقيم الدين، ويملأ الأرض عدلاً بعد أن ملأت جوراً وظلماً كما ورد في القرآن وفي الأحاديث النبوية؟
    يجب ملاحظة أن الأيمان بالمسيح، هو الأيمان بالساعة في مستوييها، والإيمان باليوم الآخر.. لقد كان لدكتور النور موقف غريب جداً من الإيمان بالمسيح.. فهو لم ينكر الإيمان بالمسيح صراحة، كما لم يؤمن به صراحة!! كيف ذلك؟! هو يزعم أن المسيح قد جاء فعلاً!! أسمعه يقول: ((ولو نزل المسيح فجأة بيننا، فعلام التعب؟ وقتها سوف يؤمن كل شخص، وسوف تخضع أعناق البشر، والشجر، والحجر، والمدر. فما حاجتنا وقتها إلى التخطيط أو التنفيذ؟. هل أقول لك شيئا، ربما تجده، أو ربما يجده غيرك، ممن سأبعث لهم بهذه الرسالة، غير ملائم بعض الشيء، وهو أنني أصبحت أحس أن الحياة بعد نزول المسيح، بالصورة التي ظللنا نرسمها لها، أو قل، على وجه الدقة، التي ظللت أرسمها لها أنا، حياة مملة جدا، بل وسخيفة.
    "كثيرا ما أميل إلى الاعتقاد بان المسيح قد جاء. وقد بلغ رسالته، وذهب راضيا مرضيا. تجسيد رسالته سوف يحدث في الزمن عن طريق توافي العقول البشرية، على ما بشر به. فالمسيح، كما أراه الآن، أشبه ما يكون، بحقنة إلهية، جرى حقنها في شرايين الحياة المعاصرة، وهي حقنة بطيئة المفعول بقياسات عمر الفرد، ولكنها سريعة المفعول بقياسات عمر الحياة على الكوكب. أفهم "الانتظار" الآن على أنه مراقبة مفعول هذه الحقنة في البشر".. أرجو تأمل هذا النص ملياً، وهو يعطي صورة حقيقة لصاحبه.. من أين أتى د. النور بهذا التصور؟ ألا توجد أي نصوص قرآنية، أو من الحديث النبوي، أو حتى من الكتب السابقة، تعطينا تصوراً عاماً لعودة المسيح؟! الواقع أن النصوص في هذا الصدد كثيرة ولكن د.النور لا يريد الرجوع للنصوص، ويتعامل مع أخطر الأمور بمزاجه الخاص، ويجعل من هذا المزاج الأمر الذي يقوم عليه الدين.. النقطة الأساسية التي انطلق منها د. النور في تصوره هذا الشائه هي أن الأمور لا تتم فجأة، فهو قد قال: "ولو نزل المسيح فجأة بيننا، فعلام التعب" وقد قال قبل ذلك: " ومعلوم أن التطور يحدث في الزمن. ألم نقل، إن الله لم يخلق العالم فجأة؟ ".. لا لم نقل هذا!! أين قلناه؟ وما هو النص الذي قلنا فيه ذلك؟ على العكس من ذلك؟؟ ما قلناه أن الله خلق العالم كله بالأمر"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".. فالخلق تم في عالم الأمر، في اللّا زمن.. ومن هنالك بدأ وتنزل في عالم الخلق في الزمن..وعلى عكس ما تقول أنت، أي تحول كبير يتم فجأة، بقفزة.. يقول الأستاذ محمود: "والنفخ كله مستمر، ولكنه يتصعد في طريق لولبي، يدور على نفسه دورة كاملة كلما رقى سبع درجات من درجات تصعيده، وتعلو نقطة نهاية الدورة فوق نقطة بدايتها سمتاً، به تكون قفزة في الترقي نحو الله.".." ..قفزة"..دائماً في سلم التطور تكون هنالك قفزة..على كل، الساع/المسيح، في القرآن لا تأتي إلا بغتة..يقول تعالى: "ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً" ومن اجل ذلك قيل" فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح فيرد الأشياء إلى ربها"..( لحظة ).. فدكتور النور يبني على فهمه الخاطئ، ما هو أشد خطأ منه..ولقد ذكرنا أن د. النور لا يؤمن بالتطور، وأوردنا نصه في ذلك، فالحركة عنده ليست لولبية، وإنما هي دائرية.. ويتحدث د. النور بأن المسيح جاء، ولم يشعر به أحد غيره، فهو وحده، من دون جميع البشر علم بحدوث هذا الحدث الخطير.. ألم أقل لكم أنه متفرد!! ويقول د. النور: " إذا جاء المسيح فجأة فعلام التعب" وهذا تصور عجيب جدا فهو يتصور أن بمجرد ظهور المسيح، يتم حل جميع المشكلات تلقائياً دون الحاجة إلى تخطيط أو تنفيذ!! وهذا تصور خاطئ جداً، ولا يوجد أي سبب للزعم به.. فالأمر الواضح أن التطبيق يبدأ بعد مجيء المسيح، فمجيء المسيح هو إذن التطبيق.. الإذن وليس التطبيق نفسه.. ويقول د. النور إذا جاء المسيح فجأة" وقتها سوف يؤمن كل شخص، وسوف تخضع أعناق البشر" نعم، سوف يؤمن كل شخص وتخضع أعناق البشر..فهو كأنه يشير إلى الآية الكريمة "إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ"..ولذلك بعد المجيء يؤمن كل البشر.. وبعد الإيمان يبدأ التطبيق، وهو سيتم سريع جداً، لكنه يتم في الزمن.. فكل من هو لم يكن مسلماً يبدأ ببداية تقليد المعصوم أو لم يبدأ التقليد، فهو يبدأ من بداية التقليد.. وكل دولة تعمل على تطبيق الدستور الإسلامي- دستور الأصول، وسوف يكون هنالك اختلاف في الزمن- زمن التطبيق..من دولة إلى أخرى.. من المؤكد أن النصوص الواردة، من المستحيل أن تفيد بأن المسيح قد جاء، ولم يشعر به غير د. النور..فمثلاً، المجيء مربوط بالصعقة، يقول تعالى: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ *وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" فهل هذه الصعقة تمت، ونحن لم نشعر بها؟ أم تجاوزها د. النور، حسب فلسفته في تجاوز النصوص، ليأتي بما هو مخالف لما أتى به الله تعالى.. ومعلوم، أن المسيح حسب ظاهر النص، يملأ الأرض عدلاً.. وفي الواقع الأرض لازالت مملوءة ظلماً وجوراً.. ومعلوم أيضاً أن بظهور المسيح يتم ظهور الإسلام، فيؤمن به كل من في الأرض- وهذا بالطبع لم يحدث حتى الآن.. وفي الآية أعلاه، "وضع الكتاب"، يعني وضع المصحف موضع التطبيق، ولاشيء من هذا حدث.. وعند ظهور المسيح، يكون الأمر من الوضوح، بحيث لا يختلف فيه اثنان.. جاء في الإنجيل قوله: ((فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا.. ها هو في المخادع فلا تصدقوا. لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب، هكذا أيضا مجيء ابن الإنسان، آتياً على سحاب السماء بقوة وجد كثير، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت)) متي 24-26.
    فالأمر ليس متروكاً لمزاج د. النور الشخصي.. ومجيء المسيح هذا، هو أكبر، وأخطر، حدث كوني!! وهو ما ظل الكون كله، يعمل على تحقيقه، منذ أن قال تعالى لملائكته"إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً".. فما تحرك متحرك، ولا سكن ساكن، إلا في سبيل هذا الأمر.. وهو أمر يعمل له كل من في الأعالي، وكل من في الأداني "وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "..فإذا جاء د. النور محمد حمد ليطفف هذا الأمر الخطير، فإنما يدل ذلك على عدم جديته، وعبثه في أخطر الأمور.
    لماذا اختار د. النور هذا التصور لمجيء المسيح؟ إذا ربطنا الأمر بعدم إيمانه بالكرامات، ربما يكون بنى تصوره على عدم إيمانه بالغيب.. فالأمور عنده لا تتم بصورة مخالفة لمألوف الناس ولذلك انصرف عن النصوص التي تتحدث عن مجيء المسيح، لأنها تقوم على خلاف مألوف الناس، وهذا ما يرفضه.
    أخطر ما قاله د. النور، في هذا الموضوع، هو ما قاله عن تصوره للحياة، بعد مجيء المسيح، فهو قد قال: "أنني أصبحت أحس أن الحياة بعد نزول المسيح، بالصورة التي ظللنا نرسمها لها, أو قل على وجه الدقة ظللت أرسمها لها أنا، حياة مملة جداً، بل وسخيفة" !! ..(مملة جداً بل وسخيفة)..هل هنالك استهزاء، بأمر الله، أكثر من هذا الاستهزاء !! .. كيف تكون أكمل حياة بشر بها الدين مملة جداً بل وسخيفة؟! إذا كان هذا هو تصورك للحياة في مرحلة الإنسانية، أو مرحلة الإسلام الأخير، فماذا تكون الحياة عندك، قبل هذه المرحلة؟!
    واضح جداً، أنك تعاني من أزمة شديدة في الإيمان، وضمور أشد في الخيال، إن وضعك يا د.النور محير جداً، محزن، ومخيف.. لقد ظهرت جميع الأعراض الأساسية، للداء المهلك!! أنت في أشد الحاجة لتدارك أمرك.. ومن المؤكد أنك أسرفت على نفسك إسرافاً شديداً، ولكن رحمة ربك أوسع من إسرافك، إذا تعرضت لها.. يقول تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".. فإن يرد الله بك خيراً، يعينك على نفسك، ويهديك للتعرض لرحمته، فتتوب إليه تعالى، وترجع من قريب.. احذر التبرير والتسويف، في الواقع لا يوجد أي وقت، فأنت تسابق الموت، ولا أحد يدري متى يكون الموت.. فأسرع بالعودة إلى ربك، فلا يوجد أي واجب أهم من هذا.. وفقك الله، وأعانك على نفسك، ونصرك، فإنه نعم المولى ونعم النصير.



    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة: 4/3/2017م

    ملحق: أقوال الأستاذ محمود محمد طه عن السياسة والدين
    1- (نحن ما عندنا فرق بين السياسة والدين!! هي حاجة واحدة!! الدين الإسلامي يعتنق كل مناشط حياة الإنسان، وينظّمها!! ما في حاجة فيه تخرج عن تنظيمه!! السياسة، المعيشة، أي حاجة تفكر فيها، أو تعملها، أو تقولها، يجب أن تكون مستقيمة مع الدين!!)..

    2- (الحزب الجمهوري دعوته بتنبع من مفهوم إسلامي.. هو في الحقيقة زي "حزب ديني"، إذا صحت العبارة دي.. كل أفكاره في السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع بتنبع من مفهوم "الإسلام")..

    3- (الدين والسياسة عندنا نحن من بداية نشأة الحزب حاجة واحدة.. موش الدين في منطقة، والسياسة هي شطارة وفهلوة، ودبلوماسية، وغش)..

    4- (إنجازنا في الناحية السياسية هو أنه السياسة والدين شيء واحد.. السياسة موش فهلوة وشطارة ودبلوماسية.. السياسة هي تدبير أمور الناس وفق الحق. أنحنا في الوقت الحاضر بنتكلم في السياسة، وبنتكلم في الدين، بنَفَس واحد..)..

    5- (أنا قبيل قلت ليكم أنه في جميع مراحل حركتنا من الأربعينات وإلى اليوم ما وقف نشاطنا.. وقفت الأحزاب، وقفت الهيئات في المجالات المختلفة الي حكمت البلد وسيطرت على البلد، نحن نشاطنا ما وقف، لأنه نحن في حاجتين بتعرف عننا: في صدق شديد في أمرنا دا، وفي عدم تطلع للسلطة.. نحن ما طامعين في أي سلطة!! السلطة لو جات عند بابنا دا، إذا كان ما على شروطنا اللي نحن عايزنها، اللي هي التزام الفكر الإسلامي بالصورة البندعوا ليها، ما بنتعرض للسلطة.. ومن أجل دا ما وقف نشاطنا)..

    6- (نحن دعوتنا إلى عودة الأصول النسخت في المرحلة لتكون هي شريعة الكوكب دا كلّو)!!

    7- (نحن عملنا دا كلو قايم لتحكيم ما أنزل الله)..

    8- ("الدعوة الإسلامية الجديدة" قائمة على أساس تقديم الإسلام كحل لمشكلة تنظيم الجماعة في تشريعه، وكحل لمشكلة الفرد في منهاجه.. والإسلام بوصفه أنّ عنده شريعة للفرد، وشريعة للجماعة، في آن واحد)..

    9- (النبي كان صوفى فى معنى ما إنه زاهد!! وفى معنى إنه صاحب قيمة: بِنْظر إلى قيم الأشياء!! ما بقدّم الفاضل على المفضول!! عنده الدنيا وسيلة الآخرة!! لا يمكن أن يضع أي أمر من أمور الدنيا قِدّام أمر الآخرة)!!

    10- (الدولة لا تكون حقاً إلا إذا أصبحت تعبيرا عن المشيئة الإلهية.. وهيهات)!!

    11- (المسيحية لم تكن دين ودولة، بالمدى البيهو الإسلام دين ودولة)..

    12- (عندما جاء الإسلام وضع نفسه ضد مسألة رجال الدين بصورة حاسمة.. مافي رجل هو رجل الدين بالمعنى البيهو المسيحية فيها رجال دين.. والصورة الحاسمة دي تتوكّد في أنه نبينا _وهو النموذج الكامل ليهو_ كان هو بيملأ منصب القائد في الحرب، والحاكم، والقاضي، والمشرّع.. جميع مرافق الحياة يملاها.. والعهد سار بيها بالصورة دي، أنّه المسلم هو الذي تكون شخصيته متكاملة في النواحي كلها، ويعرف دينه، ويعرف دنياه)..






    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 04 مارس 2017

    اخبار و بيانات

  • حوار الصراحة مع قائد حركة جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد النور
  • بيان من المركز الموحد لإسقاط النظام الي جماهير الشعب السودانى
  • الجمعيّة الخيريّه الفرنسيّه لمساعدة أهالي جبال النوبه تنعي نيرون فيليب أجو
  • خبر عاجل يرسم البسمة على وجوه ألالاف الأسر قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان
  • جلسة نقاش مركز الايام حول قانون النيابة العامة (2-2)
  • طالع قائمة اسرى القوات الحكومية المفرج عنهم من قبل الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان - ال
  • قانونيون:تدخلات السلطة التنفيذية والفساد تهدد عمل النائب العام
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان –ش بالمملكة المتحدة وجمهورية أيرلنداتنعى القائد نيرون فيليب أجو
  • مجمع الفقه: قانون الزواج لم تتم إجازته والوثيقة المُتداولة مضروبة
  • أبرز عناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم السبت
  • مزارعون يرفضون سعر الحكومة التركيزي لشراء القمح
  • الصحة : تزايد الإقبال على فحص ( الإيدز)
  • حزب الامه الاصلاح والتنميه بشمال كردفان : بكري خير من يتولي منصب رئيس الوزراء
  • الوطني: سلسلة النفرات تستهدف تقوية البناء القاعدي
  • مقتل(8) أشخاص وجرح (10) آخرين بشرق دارفور
  • رجل يطفيء سيجارة في عين طبيب بمستشفى أم درمان
  • وكيل الزراعة لـ (التيار): لدينا الآن مليون طن فول سوداني للتصدير
  • رئيس الوزراء يدعو الحركة الإسلامية لمناصحته
  • كمال عمر: البشير لا يقل عن مانديلا وتجربة الإسلاميين فريدةٌ
  • رئيس الوزراء: تولي المناصب في الإنقاذ تحمل للمزيد من المسؤوليات
  • كتلة نواب الجزيرة سوف نسقط أي تعديل يمس جهاز الأمن والمخابرات
  • رئيس المجلس الوطني : السودان أكثر الدول تعاونا في مجال مكافحة الإرهاب
  • سفير جوبا يناشد بفتح الحدود غرفة طوارئ لإرسال الإغاثة لجنوب السودان
  • هيئة علماء السودان تدعو رئيس الوزراء للتعجيل بمحاربة الفساد
  • الكونغرس يُطالب ترامب بتعيين مبعوث خاص للخرطوم وجوبا
  • عبد الحميد موسى كاشا: المؤسسة العسكرية صمام الأمان للسودان
  • الحكومة: قطاع الشمال وزَّع الماشية المنهوبة من جنوب كردفان على حامياته
  • ألية تنفيذ إتفاق حماية الأطفال بالحركة الشعبية - السودان تعقد ورشة عمل مع منظمة الأمم المتحدة للأطف
  • قريبا جدا قناة المقرن الفضائية
  • بيان المكتب القانوني بحركة/ جيش تحرير السودان قيادة مناوي


اراء و مقالات

  • لماذا يتشارك البدن والروح في صلاة المسلمين؟! بقلم محمد وقيع الله
  • المعلم العراقي حزين في عيده بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • السودان ما بين توريط أوباما ومجهول ترامب بقلم أمين زكريا-قوقادى
  • السودان الانقاذى المغولى بقلم نور تاور
  • شئنا ام ابينا ... فقد تحققت استراتيجية الانقاذ الاساسية. بقلم صلاح الباشا
  • المخدرات والجريمة في السُوداناً بقلم حماد وادى سند الكرتى
  • الإسرائيليون يتطرفون ضد غزة جهلاً بقلم د. فايز أبو شمالة
  • النوبة البرابرة: تاريكم أمازيغ وكده بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • تقاطعات الخطوط بين الإسلاميين و العلمانيين في السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • (كمان مرة).. كيف يعمل الجهازالسري لحماية النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح/ بقلم جمال السراج
  • ( خطوات تنظيم) بقلم الطاهر ساتي
  • الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها من أبرز أسباب معاداتها !! بقلم د. عارف الركابي
  • عمان: إنضمام حمامة السلام الى سرب صقور الحرب بقلم د. غسان السعد/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
  • أيها الدواعش النفاق آفة و ليس ذريعةً للقتل و الإجرام بقلم حسن حمزة
  • سياسات بديلة للتجديد بقلم يوسف بن مئير
  • الكيكة صغيرة .. والأيدي كثيرة! بقلم عثمان ميرغني
  • شنْقَلة الرَّيكَة..! بقلم عبد الله الشيخ
  • دموع بألوان مختلفة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • طاقية بكري!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين (هوس الفضيلة) والأوْبة إلى الله! بقلم الطيب مصطفى
  • مابين الشعبي والوطني (زواج تراضي)!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • أحزاب تستحق مثل الجواب بقلم مصطفى منيغ
  • الكلام ليك يا المطير عينيك بقلم نورالدين مدني
  • بطوله زائفه .....عفوا بقلم صفيه جعفر صالح
  • الملف الليبي أ ضواء حول ليبيا بعد ثورة الربيع بقلم بدرالدين حسن علي
  • النبي ادريس بين الحقيقة والاسطورة بقلم .د.محمد فتحي عبد العال
  • تدويلُ قطاع غزة حلٌ ممكنٌ وطرحٌ جادٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    المنبر العام

  • بيان المكتب المركزي للمرأة بالحزب الشيوعي الكندي بمناسبة 8 مارس 2017م المصدر
  • عبد العظيم حمدنالله يقود خلية (الإبداع ) في جمعية سفر
  • وزير الدفاع السابق ، في حكومة سوار الذهب يشتكى عضو بالمنبر الى القضاء القطرى .... يا لسخرية الاغدار
  • الي جميع لجان العصيان وجميع الداعمين لها خارج وداخل الوطن .
  • عاجل : الحركة الشعبية انطلاق اضخم عملية لاطلاق سراح اسري الكيزان ... ( صور )
  • المرايا العارِيةُ
  • ســقوط الأبـــاطـــرة
  • أنفُ الجِدارِ
  • طالب ثانوي يهرب من اهله وينضم لداعش ... ( صورة )
  • عاجل عرض للشعبي أبراهيم السنوسي مساعدا لرئيس الجمهورية
  • من أصدق ماقرأت
  • رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلاح .. وأحمد .. وعبد الكريم (كيكى)
  • توم مِلز في كتابه يسقط قناع «بي. بي. سي»: وهم الحيادية
  • ورقتي في لقاء نيروبي : علمانية الدولة أم دينيتها؟- د. النور حمد
  • ‏من لاجيء إلى دراسة الطب و أخيرا مترجما لماركيز و اكثر ‏من عشرات الكتب للعربية:‏
  • الادارة ألأمريكية الجديدة تصدر تقريراً يدين حكومة الإنقاذ لإنتهاكات حقوق الإنسان
  • مرافعتي عن “علمانية الدولة” في ملتقى نيروبي-مقال لرشا عوض
  • العصيان الجايي ... متين؟ أو ... لكي لا ننسى
  • دعوة :المؤتمر العام السادس لفرعية حزب الأمة القومي بولاية أريزونا
  • البوست الاخباري الشامل ليوم 4\مارس تجربة جديدة
  • شباب ينظمون حملة للعلاج في الهند بمواقع التواصل السودانية
  • قناة فضائية المقرن سودانية جديدة -تحتاج دعمك
  • غابرييل لافين عازف العود الأمريكي في مهرجان العود الثاني بالسودان
  • اصغر حبوبة منبرية ي بكرى ماقادرة تدخل المنبر(صور)























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de