|
Re: مرافعتي عن “علمانية الدولة” في ملتقى نير (Re: على تاج الدين على)
|
للدكتور..راشد الغنوشى نظر سياسى عميق لمفهوم المواطنة وارتباطه بالدولة القومية من جهة وبالديمقراطية من جهة اخرى مع أن المواطنة لم تكن دائما تعني المساواة في الحقوق مع اختلاف الثروة والجنس. فلقد ظل حق الانتخاب مقصورا على مالكي الأراضي والأرستقراطيين، ولم تستكمل المرأة نظريا -على الأقل- حقوق المواطنة مثل الانتخاب إلا في زمان متأخر، وإن ظلت -عمليا- ضحية التمييز في الأجر حتى أيامنا هذه. السؤال المهم هو: هل هذا الارتباط بين الدولة القومية والعلمانية والديمقراطية من جهة، والمواطنة من جهة أخرى هو من نوع الارتباط المفاهيمي الضروري كما يزعم البعض؟ أم هو مجرد واقعة تاريخية لا تبرر أي مصادرة على المستقبل، فما حدث في الماضي حتى وإن تكرر لا يحمل دلالة ضرورية على أن المستقبل سيكون على نفس المنوال، حتى مع افتراض أن الماضي كان دائما كذلك، وهو أمر مشكوك فيه. 2- تقديرنا أن هذا الارتباط حتى ولو صح لا يحمل أي دلالة لزومية وإنما مجرد حدث غربي، والغرب اعتاد في بحثه للظواهر الاجتماعية أن ينطلق من مسلّمة مركزيته الكونية، فما يصح في تاريخه ومجتمعاته يصح قانونا للبشرية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها! وقد تقدم أن الارتباط بين الديمقراطية والعلمانية هو من هذا القبيل هو في أعلاه مجرد واقعة وليست قانونا، وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقة بين فكرة المواطنة والعلمانية أو المواطنة والدولة القومية. فلقد عرف العالم ومنه أوروبا دولا قومية علمانية لا تعترف لكل مواطنيها بحق المساواة بل قد تقترف في حقهم اضطهادا يبلغ حد الإبادة ، كما فعلت النازية والفاشية، ولم يكتسب السود في الولايات المتحدة، مع أنها دولة قومية علمانية، حقوق المواطنة ولو من الناحية النظرية إلا في ستينيات القرن الماضي، ولا يزال المسلمون يتعرضون وكذلك أعراق وديانات أخرى لضروب بشعة من التمييز والقمع في دول قومية علمانية عديدة. بما يؤكد أن هذا الربط لا يحمل أي دلالة عابرة للتاريخ وإنما هو مجرد واقعة، ومقابل ذلك قامت في الغرب والشرق حكومات ديمقراطية على أساس المواطنة دون أن تكون علمانية بل تتبنى دينا رسميا مثل المملكة المتحدة البريطانية حيث تجتمع في رئاسة الدولة السلطتان الدينية والسياسية، وكذا حكومات غربية وشرقية أخرى. 3- وفي السياق الإسلامي تمتّع أهل ديانات وأعراق مختلفة بحقوق المواطنة أو بكثير منها في ظل حكومات إسلامية عبر تاريخ الإسلام الذي برئ من حروب الإبادة والاضطهاد الديني أو العرقي، بدءا بدولة المدينة التي تأسست على دستور مكتوب اعترف بحقوق المواطنة لجميع المكونات الدينية والعرقية للسكان باعتبارهم" أمة من دون الناس" حسب تعبير دستور المدينة المعروف باسم "الصحيفة" (سيرة ابن هشام) حيث نصت على أن "اليهود أمة والمسلمين أمة" (أي أمة العقيدة) وأن "المسلمين واليهود أمة" (هي أمة السياسة أو المواطنة) بالتعبير الحديث أي شركاء في نظام سياسي واحد يخولهم حقوقا متساوية باعتبارهم أهل كتاب وأهل ذمة أي مواطنين حاملين لجنسية الدولة المسلمة من غير المسلمين. قال عنهم أحد أكبر أًئمة الإسلام الخليفة الراشد الرابع علي كرم الله وجهه "إنما أعطوا الذمة ليكون لهم مالنا وعليهم ما علينا". 4- لقد تمتع سكان المدينة من غير المسلمين بحقوق المواطنة ومنها حماية الدولة لهم، مقابل أدائهم واجباتهم في الدفاع عنها، وكان إخلال بعض يهود المدينة بذلك الواجب، إذ تحالفوا سرا مع العدو القرشي الذي غزا المدينة مستهدفا الإجهاز على نظامها الوليد، هو مبرر محاربتهم وإجلائهم، وليس بسبب دينهم، بينما تمتعوا في مختلف إمارات المسلمين على امتداد تاريخ الإسلام بحقوق غبطهم عليها حتى أهل الإسلام، فلم يكن جزاؤهم غير الكيد للمسلمين بأشد مما فعل أوائلهم، وما فعل صهاينتهم ويفعلون في فلسطين شاهد، وهم أشد الضاربين على طبول الحرب على المسلمين في العالم، مما سيؤول بهم لا محالة إلى نفس المصير. 5- وبينما تمتع كل الأقوام وأتباع الديانات ممن يقيم في أرض الدولة بحقوق المواطنة ومنها جنسية الدولة الإسلامية وبذل النصرة والحماية لهم من كل عدو يستهدفهم، فإن المسلمين الذين لم يلتحقوا بأرض الدولة الإسلامية، مجال سيادتها، لا يتمتعون بهذا الحق بإطلاق، بل إن حق التناصر بين المؤمن وأخيه تأتيه الدولة الإسلامية إذن في حدود ما تسمح به مصالحها العليا ومواثيقها الدولية، وهو ما نصت عليه آية الأنفال التي ميزت بوضوح بين مؤمنين التحقوا بأرض الدولة الإسلامية ومجال سيادتها، فهؤلاء لهم الولاء والحماية الكاملين وليس ذلك لغيرهم.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مرافعتي عن “علمانية الدولة” في ملتقى نير (Re: على تاج الدين على)
|
كتب عبد السلام الطويل ...الحاصل على الاجازة فى الفلسفة فى كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة محمد الخامس بالرباط.. في هذا الإطار يعقد ' برهان غليون : مقارنة بالغة الدلالة بقوله :' بقدر ما كانت العلمانية الغربية اكتشافا إيجابيا خطيرا ومبدعا بما أتاحته من فرص سياسية لفك الإشتباك الذي كلف المجتمع عشرات الحروب , بسبب الصراع علي الدمج بين الدولة والإعتقاد الفكري , تهدد العلمانية المتحولة إلي دين أو عقيدة بتخريب الوعي السياسي وتعميق الخلط بين سلطة الدولة ومذهب الفرد وعقائده وبقدر ما ساعدت العلمنة في الغرب علي خلق شروط استقلال السلطة السياسية واطمئنانها علي نفسها وتطويرها لآليات ضبطها الذاتي , ومن ثم تطور مفهومها , وإنتاجها لدولة ديمقراطية , عملت مذهبة الدولة والسياسة في العالم مجلة الديمقراطية إشكالية العلمانية في الفكر العربي المعاصر 2017/7/3 http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262 2/14 العربي , باسم العلمانية التي تماهت مع الإشتراكية أو الليبرالية أو الحداثة عموما , علي تسعير التنافس الشامل بين نخبتين وسلطتين أهليتين علي السيادة العليا , وعلي المشروعية , في إطار التنازع العقائدي , وليس في إطار الإنجازات العلمية . وهكذا فتحت الباب أمام الخلط أكثر فأكثر , بين سلطة السياسة وسلطة العقيدة وعدم التمييز بينهما , وبالتالي أمام تغذية الدولة الإستبدادية والتسلطية '(3.( ولعلها الحقيقة التي جعلت المفكر التونسي ' راشد الغنوشي ' ينفي أن تكون للإسلاميين أية مشكلة مع الحداثة ولا مع العلمانية بالمعني الغربي .' فإذا كانت الحداثة في الغرب وفي الثورة الفرنسية قد صنعت الديمقراطية , وإذا كانت الحداثة في الغرب تمردا علي الديكتاتورية , وتمردا علي السلطة المكبلة للعقول وفتحا لمجال التقدم وحرية الشعب , فإن العلمانية والحداثة في بلداننا تعني أمرا آخر هو تسلط النخبة الموالية لما وراء البحار والوصية علي المصالح الأجنبية علي الشعب وعلي تراثه ودينه وضميره ', إذن فمشكلتنا ليست مع الحداثة أصلا , فإذا كان الغرب قد اختار الحداثة بمعني سلطة الشعب , وحرية العقل في البحث والمساواة بين الناس وبمعني التعدد السياسي والتداول علي السلطة عبر الإقتراع , وإذا كان الغرب دخل الحداثة أو العلمانية من بابه الخاص أي التراث اليوناني والروماني والمسيحي , فنحن أريد لنا أن ننسلخ عن كل ماضينا وعن ضميرنا وكل معتقداتنا . وكأن الحداثة ليس لها إلا معني واحد , وليس لها من باب إلا الباب الذي دخل منه الغرب أي إنه إذا كان الغرب قد تمرد علي الكنيسة فنحن لابد لنا أن نتمرد علي الدين , إن مشكلتنا ليست مع الحداثة وليست مع العلم ولا حتي مع العلمانية , إننا إذا إزاء حداثة مزيفة معناها الأساسي تسلط للأقلية المنعزلة علي الشعب وعلي الثروة وعلي الدين وعلي ضمائر الناس والعقول باسم الديمقراطية والحداثة والعلمانية والمجتمع المدني وأحيانا باسم الإسلام ذاته '(4.( وفي نفس السياق يذهب ' محمد مهدي شمس الدين ' إلي أن ' الحضارة الإسلامية يمكن أن تنشئ مجتمعات مدنية , وبتعديل بسيط يمكن أن نسميها علمانية , وفي الوقت نفسه تكون دينية أو مبنية علي الشريعة , فإذا كان مفهوم المجتمع المدني يعني أن المجتمع يكون قادرا علي بناء مفاهيم ومقولات في تنظيم السلطة وتداولها وفي إدارة الشأن العام وفقا للمعطيات الموضوعية البحثة , فإن المجتمع في الإسلام يمكن أن يكون علمانيا أو مدنيا وفي الوقت نفسه مستندا إلي الشريعة ..'(5 (وغير بعيد عن هذا التصور فقد دعا ' محمد أركون ' إلي تطوير المجتمعات الإسلامية وفقا للنموذج العلماني انطلاقا من أن ' الإسلام يسمح بالعلمنة والتمييز بين الديني والزمني علي عكس ما يتوهم الجميع '(6 ,(مشددا رفضه لكل علمانية عقائدية متطرفة وداعيا , بالمقابل , إلي علمانية جديدة ومنفتحة (7.( لا يكل غليون من التذكير بأكثر من صيغة بأن العلمانية تعد في الأصل ' نظرية إجرائية سياسية ' تقضي بأن تتقاسم سلطة الدولة وسلطة الكنيسة الحكم علي الإنسان لصالح المجتمع ( المسيحي ) ولوقف النزاع المزمن داخله , حيث اعترفت الدولة في هذه التسوية للكنيسة والدين بالسلطة علي الروح , واعترفت الكنيسة مجبرة للدولة بالسلطة علي الجسد والعدل المادي . وبهذا المعني ' لم تكن العلمانية تهدف إلا إلي كسر القيد الذي كان الدين قد فرضه علي تيار الحياة , ومن ضمنه حركة الإجتماع السياسي , فمنعها من تكوين الدولة والسياسة المدنية , وأكرهها علي البقاء في إطار الكنيسة كنظام للجماعة وللمجتمع الديني الذي يجد تعبيره المدني المواكب والموافق في التنظيم المدني الإقطاعي , أي في غياب الدولة المركزية .. وهكذا ساعدت العلمنة علي فض الإشتباك بين أطراف النزاع الإجتماعي , وتحييد بعض المجالات , وإنقاذها منه , وخلق أرضية مشتركة لنمو روح الأمة والجماعة والمعرفة الموضوعية . وبإضعافها للسلطة الكنسية المؤسسية ساعدت العلمانية علي إعادة إشعال جذوة الإيمان الشخصي , وحررت الضمير الشخصي المسيحي ودعمت الشعور بالمسئولية الفردية , لقد كانت التعبير عن نهاية عصر محاكم التفتيش , وتحرير الإنسان من سلطة كنسية خانقة ' وهكذا ترتفع العلمانية إلي مستو ي ' عقيدة في الإصلاح الديني ' أعادت ثقة الإنسان بعقله وصالحت بينه وبين الحقيقة الدنيوية .. وقامت بالتالي بإطلاق الجهد الحضاري البشري الذي كاد أن يموت , كما أطلقت قوي العلم والإيمان نفسها , وفتحت أبوابا جديدة للأمل في الحياة والمستقبل , وفي إحياء الأمم وتجديد الدين ' وكان من نتيجة ذلك أن الدين أصبح يعني الصدق في المشاعر والإعتقادات والمواقف في قضايا الحياة , وقضايا الدين معا . وبهذا المعني أدت العلمنة إلي تنقية الشعور الديني وجعل المعاملة الحسنة أصل الدين في مقابل المظاهر الطقوسية المظهرية . إن العلمانية بهذا المعني , تنأي عن أي مضامين سلبية إلحادية أو إقصائية للدين , كما أن تطور الموقف مجلة الديمقراطية إشكالية العلمانية في الفكر العربي المعاصر 2017/7/3 http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262 3/14 العلماني يساهم في ' إعادة بناء وتجديد الضمير الديني ', أكثر من ذلك فإن الإسلام يمسي , من وجهة نظر غليون , دينا علمانيا بالمعني ' العميق والحقيقي ' للكلمة , وهو ما عبر عنه الإسلام ' بتمجيده لمواهب الإنسان المبدعة , واستخلافه له وحثه علي المغامرة والنظر في كل شئ , ومراعاة حاجات الجسد والروح دون تمييز ' و ' وضعه للعقل في موازاة الوحي , وليس كنقيض له أو عدو .. ولهذا السبب لم تصل القطيعة بين الأرض والسماء أو ما جري التعبير عنه في الأدبيات الإسلامية بـ ' الفصام النكد ' إلي منتهاها '(8 ..(ولهذا أيضا لم يأت تحرير العقل في الإسلام وتفجير الإهتمام بالعالم والثقة به , وإضفاء طابع الخير عليه من خارج الدين كما لم يضطر الفكر الديني من أجل إنجاز هذا التحرير إلي وضع الدنيا في مواجهة السماء , والعقل في مواجهة الوحي , ولهذا السبب لم ' تبرز العقلانية والعلمانية والإنسانوية في الإسلام كمذاهب خاصة وقائمة بذاتها ', ومستمدة من نقد المعرفة النصية أو بناء معرفة مختلفة جوهريا عن معرفة الوحي , لقد كانت هذه القيم جزءا مندمجا في المنظومة الدينية ذاتها '(9 .(وبصيغة أخري ' فان المشكلة الرئيسية في المجتمعات العربية الإسلامية لا تكمن في سيطرة النزعة الثيوقراطية (Theocratie( كتعبير عن النزوع الدائم لتأليه السياسة أو إضفاء الطابع المقدس عليها , ولكن من الميل الأكبر والسائد عمليا إلي الأوثوقراطية أو (Autocratie (أو سيطرة الفرد الواحد المطلق والمتماهي ذاتيا وجسديا مع السلطة , وهو ما تعبر عنه بدقة كلمة ' السلطان '(10.( أما عن نتائج كلا النمطين من الثيوقراطية والأوثوقراطية , فيمكن إجمالها في أنه بينما تقود الثيوقراطية , أو استخدام الدين للدولة إلي تقويض مفهوم السلطة السياسية ذاته , وحرمانها من منطقها الخاص , منطق السياسة والتسوية والمساواة القانونية بين المواطنين , دون البحث عن درجة الإيمان والمساءلة عن النيات , تقود الأوثوقراطية إلي حرمان المجتمع من حقيقته الإنسانية , وقدرته علي التسامي فوق واقعه المادي المباشر , أي إلي التسوية الكاملة بين جميع الأفراد في العبودية أمام السلطان الأوحد , وتخلق الدولة الإستبدادية التي ليس لها لا دين ولا قانون ولا شريعة سوي إرادة الحاكم الفرد ومزاجه . الواقع أن نخبة متميزة من المفكرين العرب أمثال : محمد عابد الجابري , ومحمد جابر الأنصاري , وعبد الإله بلقزيز وعبدالوهاب المسيري يؤكدون أن إشكالية العلمانية إشكالية مغلوطة أو مزيفة لا تقبل الانطباق علي حالة العلاقة بين الدين والدولة في العالم العربي المعاصر حيث تبدو : إشكالية فصل الدين عن الدولة عندنا مصطنعة منقولة عن الغرب : إن مشكلة الدولة في العالم التابع هي بالضبط أنها بلا دين ولا عقيدة , إن أصل المشكلة عندنا .. لا يكمن في سيطرة الدين أو السلطة الكهنوتية علي الدولة واعتدائها عليها وعلي اختصاصاتها , وإنما ينبع علي العكس تماما , من مصادرة الدولة للدين وسيطرتها عليه واحتوائه وتوظيفه في استراتيجياتها الخاصة , ورفضها السماح لغيرها بمثل هذه الممارسة . فالدولة العربية أصبحت تري في احتكار التفسير الديني جزءا أساسيا من شرعيتها , كما هو الحال بالنسبة لاحتكار ما يسميه الإجتماعيون السياسيون العنف الشرعي '(11.( وتبعا لذلك فإن الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية لا ينبغي أن يكون فصلا ميكانيكيا إقصائيا , وإنما يجب أن ينبني علي أساس وظيفي تحكمه علاقة توافقية من حيث دور كل واحد منهما , أي تمييز كل واحدة منهما في علاقتها بالأخري علي مستوي الأدوار والوظائف إنه الفصل الذي حكم التجربة الحضارية العربية الإسلامية , وهو ما أكده باحثون ومفكرون من مشارب مذهبية ومعرفية مختلفة مثل : حسن حنفي وراشد الغنوشي ووجيه كوثراني وخالد زيادة وعبد الله حمودي .. فراشد الغنوشي يؤكد ' أن الأمة المسلمة وجدت أولا ثم بعد ذلك أوجدت الدولة .. فرغم أن الدولة الإسلامية في صورتها النموذجية لم تعمر طويلا , إلا أن تاريخ ازدهار الأمة كان أطول من ذلك بكثير نظرا لقدرتها الأهلية الفائقة علي البقاء رغم فساد الدولة وتوالي الهجومات الوحشية الكاسحة , كما يشهد عليه إرثها الحضاري الفائق الثراء حتي في أشد عصور إلاستبداد السياسي '(12.( وفي نفس الإطار يشير وجيه كوثراني إلي أن الدولة قد قامت منذ قيام الأسرة الأموية وحتي أواخر العهد العثماني , علي قوي متغلبة لم تستطع أن تدمج الأمة بها , بينما قامت الأمة علي اجتماع من سماته التنوع في حدود الإجتهاد والتمهذهب الفقهي وحقوق أهل الكتاب (13.( ومن جهته يلاحظ خالد زيادة أن المجتمع المدني العربي الإسلامي كان مشمولا برعاية الشريعة التي توحده وتوحد ثقافته , وكان العلماء هم قادة هذا المجتمع المدني وليس الأمراء أو الحاكم . وقد تيقن العلماء أن الإسلام يتحقق في الجماعة وليس في الدولة (14 .(وهي الحقيقة التي جعلت حسن حنفي يعلن أن ' مجلة الديمقراطية إشكالية العلمانية في الفكر العربي المعاصر 2017/7/3 http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/InnerPrint.aspx؟NewsID=262 4/14 الإسلام دين علماني في البداية لأنه ليس به رجال دين , علمانيته معطاة من الداخل بوضع إلهي , وليست مكتسبة من الخارج بجهد إنساني (15.
| |

|
|
|
|
|
|
|