خطورة القانون ليست فى التعويضات ولا فى كم ستخسر السعوديه من أموالها المودعه فى بنوك أمريكيه ، هذا الأمر على أهميته بالقياس الى الأصول السعوديه فى الولايات المتحده الأمريكيه والتى قُدرت بحوالى 750 مليار دولار وحجم التبادل التجارى بين البلدين الذى فاق فى العام الماضى 2015 م الـ 30 مليار ريال سعودى ومهما بلغ حجم تعويضات ضحايا 11 سبتمبر فإن الأمر لايعدوا كونه قطره من محيط أموال تملكها البلدين ، الخطوره تكمن فى تصنيف المملكه العربيه السعوديه وبقية دول الخاطفين وإدراجها فى قائمة الدول الراعيه للإرهاب . بمجرد أن تحكم محكمه لصالح ذوى أحد ضحايا الهجمات وتقر بتعويضه مادياً هنا تثبت الإدانه . هذا بحسب المفهوم والمخطط الأمريكى الإستراتيجى . إيران وسوريا والسودان شرفاء هذه القائمه الأمريكيه منذ سنوات وأدانت المحاكم الأمريكيه السودان وإيران بالذات وحكمت لصالح الضحايا المزعومين بتعويضات . الولايات المتحده الأمريكيه تريد توسيع هذه القائمه ، وحشر أكبر عدد ممكن من الدول العربيه ، الخليجيه والإسلاميه فيها ، يحدث هذا للجعل من هذه التشريعات هراوه تُساق بها دول المنطقه لحظيرة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد . شرق أوسط جديد تسوده إسرائيل وعلى بقية دول المنطقه الإذعان ـ تقبل بهذه التسويه يمكن إخراجك من حظيرة الدول الراعيه للإرهاب ـ ترفض ، عينك ما تشوف إلا النور . ينبغى علينا جميعاً الإقامه فى المنطقه على رخصة الكفيل الإسرائيلى ـ الشرق الأوسط الجديد للتجاره العامه ـ ذ م م ـ إستيراد وتصدير . تتأدب إقامتك ساريه ، تقل أدبك إسرائيل تكنصل ليك ! تدخلك الزريبه . أمريكا ودول الغرب بصفه عامه ليسوا فى حاجه لتعويضات . البرتقال المصنفه كواحده من أفقر دول أوربا يعادل الناتج الإجمالى القومى فيها 15 مره ضعف كل الدول العربيه مجتمعه ( منهاتن ) وهو الحى الذى وقعت فيه تفجيرات البرجين فى نيويورك يبلغ حجم ناتجه الإجمالى فى السنه 600 مليار دولار ! حجم الإنفاق العسكرى للجيش الأمريكى يبلغ 682 تريلون دولار !! 682 ألف مليار !! فى السنه وذلك بحسب تقديرات معهد إستوكهولم الدولى لأبحاث السلام . أميركا لم تسن هذا القانون من أجل حفنة دولارات . لا بأس من شغل الرأى العام الأمريكى وإستثارته بقضايا التعويضات الماليه هذه ، والهدف هو صرف أنظاره عن المخطط الأمريكى الصهيونى الجهنمى فى المنطقه ، يمنح هذا الإلهاء المتعمد الإداره الأمريكيه واللوبى الصهيونى الوقت الكافى لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. وفى نفس الوقت لا تمانع الإداره الأمريكيه فى قيام مواطنيها بالسطو على أموال السعوديه كتعويض فردى يقرب الهوه على الأقل بالنسبه لأكثر من خمسين ألف متضرر مزعوم من هجمات الحادى عشر من سبتمبر التى تفصل بينه وبين مستوى حياة وثراء المواطنين الخليجيين الشخصى ـ وكما يتباهى الأثرياء العرب بأموالهم الطائله فى كافة دول العالم ويقتنون الأفضل فى تلك الدول فلدى العديد من الأمريكان الرغبه فى ركوب سيارات الفيرارى . هذا ما يمكن أن توفره لهم ببساطه كمية ( الفكه ) السعوديه المودعه فى بنوك أمريكيه . ما عجل بالأمر وحفز الكونغرس الأمريكى على إسقاط فيتو باراك أوباما وتمرير القانون هى اللوثه التى أصابت سيدنا السيسى ففكر بعبقريه مذهله لا تتوفر إلا لسيسى فى جمع الفكه من المصريين لإنقاذ إقتصاد مصر !! خشيت الولايات المتحده الأمريكيه أن يلتفت سيدنا السيسى الى تلك الفكه المهمله فى البنوك الأمريكيه ولملمتها بعد أن يجهز على فكة المصريين فى الداخل . فكه زى الرز ـ كما قال سيادته . ومابين هذا وذاك تقع الأن المملكه العربيه السعوديه بين شقى هذى الرحى . ففى الداخل تخوض المملكه العربيه السعوديه تحالفات عسكريه على عدة جبهات وتعانى من التقشف بعض الشئ وفى الخارج حليفتها السابقه تصدر لها المتاعب . الهدف من هذا هو الإنهاك فى الوقت الحالى بيد أن المملكه بين يدها خيارات إذا إنتهجتها فستقلب الطاوله على رعاة البقر ... خيارات ساحقه ستضع المملكه العربيه السعوديه فى القريب العاجل موضع الند للولايات المتحده الأمريكيه وستنقلها بسرعة الضوء من خانة المحاصر لخانة المهاجم الذى بيده مفاتيح أشياء كبيره تهم العالم أجمع وليس حليفتها السابقه فحسب ، عن ماهية هذه الخيارات لا يذهب تفكيرك الى إستخدام سلاح النفط ، هذا سلاح تجاوزه الزمن ، هناك خيارات أكبر من النفط يمكننا إستعراضها معاً فى المقال التالى الذى يلى هذا بإذن الله تعالى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة