ثمة مواقف مواقف لابد من اتخاذها ظرفا وزمانا وتلي بيان المركزية الذي طال انتظاره لاكثر من 5 سنوات تقريبا مورست فيها كل اشكال الاضعاف والانقسام الداخلي في حركة فتح ، ولسنا هنا بصدد ان نذكر او نتذكر تلك السلوكيات والاساليب مادام هناك ما هو جديد من تفاؤل بازاحة الغيوم السوداء وتسوية الطريق من المطبات والمنعطفات الداخلية ، ايمانا من القاعدة العريضة في فتح والشعب الفلسطيني بان الانقسام الداخلي قد اتى باكله على مدار تلك الخمس سنوات من تاريخ فتح تلك السنوات التي اضفت ظلالها السلبية على الحركة الوطنية الفلسطينية وليس على فتح وحدها ، وعندما تكون فتح كانطلاقتها وتجربتها وتاريخها هي التي تتحمل المسؤليات التاريخية للحركة الوطنية الفلسطينية ، وامام برامج وسيناريوهات مغايرة لتلك الاهداف التي انطلقت من اجلها فتح وباقي الحركات الوطنية .
الجميع كان في انتظار هذا اليوم كتبويب له ما بعده من خطوات اجرائية لابد من اتخاذها بدون تباطؤ او تلكؤ او تسويف او تعليل او تبرير ولان ما تحدث به وما جاء في البيان ينم عن مسؤليات جمة ملقى على عاتق تلك الحركة وخاصة في مواجهة الاحتلال واطروحات وزير الحرب الاسرائيلي ليبرمان وما يحمله شهر اكتوبر من مبادرات دولية واقليمية وانتخابات محلية ستكون بمثابة المراة الحقيقية لقوة فتح ووجودها وتمثيلها للشعب الفلسطيني والمؤسسات التشريعية والتنفيذية .
لقد ادركت دول الاقليم والمحاذية لحدود فلسطين ان يبقى الحال الانقسامي والمشاحنات هي الوجه الصارخ لهذه الحركة وتأثيراته على واقع القوى المتنافسة في الساحة من طرف وطرف اخر واقع الاحتلال المتغول في اجراءاته التهويدية على الارض وينتظر اقتناص الفرصة تلو الاخرى لتنفيذ برامجه الاحتلالية واجهاظ اطروحة حل الدولتين والعودة بالواقع الفلسطيني الى نموذج روابط القرى والادارات الذاتية للبلديات امنيا واقتصاديا واداريا .
لقد كانت مبادرة الرئيس السيسي ولاكثر من مرة بوجوب ابرام الوحدة الداخلية في فتح ومن ثم القوى الوطنية هو ادراك ناضج لخطورة التفسخ والتشرذم في الساحة الفلسطينية وانعاكاساته على دول الاقليم وسياساتها وبرامجها بخصوص التعامل مع معطيات الصراع ومستجداته ومتغيراته وتبقى الامور صعبة على صانعي السياسات والدبلوماسية في تحديد ودعم ما هو مجزء ومنقسم .
وكما هو الحال للمملكة العربية الاردنية وجلالة الملك عبد الله الثاني الذي يبات بالهموم الفلسطينية وليست الاردنية فقط في ظل رمال متحركة تعصف بالمنطقة ، وكلا التقسيمات الجغرافية والامنية المحاذية لفلسطين على حدودها الجنوبية او الشرقية فالواقع الفلسطيني يمثل حجرا اساسيا في نظرية الامن القومي لكلا الدولتين .
ان رسالة التقدير للرئيس عباس والمركزية التي وجهها اجتماع القمة بين الرئيس السيسي والعاهل الاردني لتجاوبهم الفوري لنداء الوحدة هو تقدير له ما بعده من اجراءات يجب ان تتخذ ، على المستوى الداخلي الفتحاوي وهي اجراءات ينتظرها الجميع ، والرسالة وصلت للاخوة في اللجنة المركزية بالشكر الموجه من القيادي سمير المشهراوي للجنة المركزية والتجاوب القديم والجديد مع كل المبادرات التي انطلقت برعاية قوى داخلية واقليمية لرأب حالة الصدع والتفسخ، وكما عبر بكل تسامح وصفاء وفي اكثر من لقاء على الفضائيات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان ، وما تلاه من مواقف تاريخية داعمة بل مشاركة وبقوة على الارض في صياغة موقف حركي موحد لدخول الانتخابات البلدية في شهر اكتوبر وهو موقف استباقي يدرك خطورة ان تدخل فتح في معترك الانتخابات وهي منقسمة .
ولذلك ننتظر من الرئيس عباس واللجنة المركزية الاتي : وتجاوبا مع ارادة القاعدة الفتحاوية العريضة والمطلب الاقليمي .
1- وقف جميع الحملات الاعلامية من تشهير وغيره بقيادات فتحاوية وانهاء ونبذ ما تم فمبركته من مصطلح انقسامي يطلق عليه بالمتجنحين .
2- سحب جميع القرارات والملفات والاتهامات التي دبلجت بحق عضو المركزية محمد دحلان ورفاق واخوة اخرين .
3- عقد اجتماع للمجلس الثوري للحركة يبحث ببطلان جميع القرارات السابقة
4- اعطاء الحقوق الوطنية والحركية لكافة الكوادر بدون تمييز جغرافي او فئوي او ما يرتكز على الخلاف في وجهات النظر والاحتكام للنظام الاساسي من حقوق وواجبات .
5- العمل الجاد على انعقاد المؤتمر العام الحركي بتمثيل عادل بيت كل المناطق والجغرافيا داخل وخارج الوطن وما يترتب منن انعقاده من لجنة مركزية ومجلس ثوري وبرنامج سياسي يتعامل مع ظروف المرحلة وطبيعتها .
بعين المسؤلية والواجب الوطني التي نتمناها ترسيخا وتنفيذا لما جاء في بيان اللجنة المركزية واستجابة الرئيس لنداء الوحدة .... الجميع ينتظر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة