المواطن السودانى قبل عام 1990 كان يفتخر بكرمه وأمانته وشجاعته وطيبته ويفتخر بأن بلاده من أفضل البلاد حيث يتوفر فيها المياة الجوفية والنيلية والارض الخصبة والثروة الحيوانية ويشقها النيل بروافده من جنوبها الى شمالها . المواطن السودانى عندما عرف الهجرة أثبت أمانته وكرامته وطيبته حتى اصبح أكثر حبا وتقديرا من مواطنى دولة المهجر . كان يعرف السودانى بشهامته وإجتماعياته وكرمه حيث كون جمعيات إجتماعية وخيرية فى دول المهجر بين أفراد جاليته حتى إحتار مواطنى الدول الإسلامية والغربية من تلك الأخلاق والتعامل . كان لنا خطوط نهرية وبحرية ترفع علمنا وهى تجوب الموانىء الداخلية والدولية ولنا خطوط حديدية تربط مدننا وتحمل مسافرينا وبضائعنا ولنا خطوط جوية مشهود لها بالكفاءة والسلامة ولنا مشروع زراعى من أكبر المشاريع فى قارتنا وإنتاجه صدر الى مصانع سويسرا واليابان ولنا مناطق سياحية عرفها سياح العالم فى تلك الفترة بإمتيازها المناظر الطبيعية والحيوانية والقمم الجبلية وإنتاجها الزراعى كنا نصدر الصمغ والقطن والحبوب والمواشي بأنواعها . اليوم قلت درجة إفتخارنا بسودانيتنا لقد إنتهت الخطوط النهرية والبحرية والسكك الحديدية حتى الخطوط الجوية التى أصبحت طائراتنا بالإجار وفى مطارات معينة من غير إنضباط فى المواعيد. إنتهت شهرة مشروع الجزيرة وتوقف تصدير القطن والفول وقل إنتاج الصمغ العربى والسمسم ولم نهتم بالسياحة التى تربطنا بالشعوب وإنفتاحنا على العالم الخارجى جبل مرة اصبح منطقة حروب وحظيرة الدندر منطقة زراعة مطرية وجفاف صيفى هجرتها الحيوانات وإهرامات الشمالية غطت عليها الرمال من كثرة الإهمال وإغلقت مصانع ومحالج النسيج والبلاستيك . لم نملك طريقا واحدا رئيسيا بمسارين لكل إتجاه حتى البنية التى تركها لنا الإستعمار إنهارت وتصدعت وبعضها دمر . أصبحنا متسولى الغذاء بعد أن رفعنا شعار السودان سلة الغذاء العالم العربى وكنا نطمح أن نكون سلة الغذاء العالمى لما يتوفر لنا من مياة وأراضى وثروات حيوانية وتنوع فى المناخ . إنقسم السودان ونقصت مساحاتنا الزراعية وضاع البترول وشرد أهلنا من أراضيهم الزراعية حتى أصبحنا لا نستطيع تصريف مياة الأمطار ولا مكافحة أمراض الخريف وتنظيف البيئة ، أصبح الغذاء والماء والدواء فى أزمة وأصبحت الهجرة هى أمنية كل سودانى . لكن مازلنا نفتخر بأننا سودانيين رغم إختلافنا وعنصريتنا وتغير أخلاقنا وتعاملنا لاننا نمتلك سدود وكبارى مائية أكثر من كل دول العالم ولدينا مجاملات إجتماعية لا مثيل لها وفنانين لا يوجد مثلهم فى العالم وفرقنا الرياضية مشهورة بالهزيمة ومطارنا ليس على المستوى الدولى . نفتخر لاننا نردد شعارنا ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) حتى أن ننفذ هذا الشعار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة