كان الوزير الذي تعود جذوره إلى حزب الأمة يتحدث إلى أحد معارفه من الأنصار..الوزير النافذ وقتها برر قبوله بالعمل مع الحكومة التي خطفت السلطة من بين يدي حزبه بالقول" الإنقاذ بالنسبة لنا راكوبة في خريف"..كان مولانا يعني أن الإنقاذ مجرد هبوط اضطراري بسبب المناخ..لكن الدكتورة بدرية سليمان كانت أكثر جرأة حينما قالت في برنامج الميدان الشرقي أن سلطتها في الحزب الحاكم أعلى من النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه. منذ أيام الإنقاذ الأولى كان هنالك سؤال عن حاكمية الحركة الإسلامية التي صنعت الانقلاب العسكري ..لن ندرك كنه هذه العلاقة إلا إذا عرفنا أن الجسم المنوط به تنفيذ التغيير العسكري كان جسماً محدود العضوية..حيث فوض مجلس شورى الجبهة الإسلامية بعض سلطاته الأساسية للهيئة القيادية التي يترأسها الأمين العام الشيخ حسن الترابي..لم يكن من بين أعضاء اللجنة غير وافد واحد على الحركة الإسلامية وهو أحمد سليمان المحامي..هذا يعنى أن الذين صنعوا الإنقاذ هم صفوة الحركة الإسلامية. قبل أيام بعث الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير أحمد الحسن وفداً إلى ولاية جنوب دارفور..اختار الأمين العام الدكتور نافع ليحمل رسالته..اختيار نافع الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في الحزب الحاكم كان في حد ذاته رسالة..أراد الزبير أن يثبت فعلاً لا قولاً إن الحركة الإسلامية موجودة ..وأن التعليمات التنظيمية لا تستثني كبيراً . لكن وفد نافع علي نافع الذي ذهب ليذكر أعضاء الحركة الإسلامية بالهجرة إلى الله كان يحمل توجها آخر..طلب الدكتور نافع من أنصار الحركة الإسلامية عدم الالتفات إلى الدعاوى المغرضة التي تقول إن الحركة غير فاعلة أو حاكمة..لكن في الفقرة الأخرى يحدد نافع مجالات عمل الحركة " الحركة موجودة بنشاطها الدعوي والفكري والثقافي والاجتماعي ".. لكن رفيق نافع في رحلة الصيف الأستاذ عبدالله يوسف كان واضحاً حينما أكد أن ليس للحركة الإسلامية أي وصاية على الحزب الحاكم أو الجهاز التنفيذي ..أضاف يوسف الذي يشغل منصب أمين الاتصال التنظيمي بالحركة الإسلامية " الحركة فوضت حزبها المؤتمر الوطني لادارة الشأن السياسي والدولة". في تقديري من المهم حسم علاقة الحركة الإسلامية بالحزب الحاكم..هذا الحسم يجب ألا يظلم الحركة الإسلامية..وذلك لسبب بسيط أنها صاحبة هذا المشروع..كل فشله أو نجاحه يَصُب في سلتها..حصرها في دور الجمعية التبشيرية التي يتم استدعاؤها عند اللزوم فيه ظلم شديد وعدم إنصاف ..اذا ما حمى الوطيس السياسي سيبحث رفاق بدرية عن راكوبة أخرى يحتمون بها. بصراحة..كان بالإمكان ان تكون الحركة الاسلامية قلبا للحزب الحاكم دون أن تحتاج لفصل هياكلها..لكن الواضح أن هنالك من له مصلحة في هذا الوضع الشاذ والظالم . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة