فاحت رائحة (المرأة)السودانية في حقول (التفوق)و(الابداع)منذ الاف السنين ..وتألقت مثل (النجوم)في الفضاء الواسهعوهي تركض نحو توسيع رقعة (الحضارة )الانسانية قبل ان بيزغ فجر الدين المسيحي ..وتتهادى في ثراى بلادنا قوافل العقيدة السمحاء ..حيث كان حضورها المجبول بالعطاء الذاخر قد تدفق بجذالته في عهود المماليك النوبية ..فغردت فوق الاغصان مثل العصافير الجميلة وهي تترنم بأعذب الالحان مرتدية ثوب الجسارة لتخوض معاركها ضد المعتدين برزت تلك (الجسارة)وكما جاء في كتاب الباحث صلاح عمر الصادق منذ ان كن ملكات لمملكة مروي في تلك العهود الساحقة والتي تعود لعام (900)قبل الميلاد ..فساهمن في بناء الدولة المروية وارثها وتطويرها ..وكان لتلك الجهود اثرها البالغ في ترطيب نمط الحياة ونقل صورتها الزاهية لعوالم كانت تعيش في جوف التخلف المريع ..واصبحت تلك المماليك مرتعا لانتاج المبادئ الانسانية .. وعاشت حالة من النماء لم تألفها اية منطقة من مناطق العالم في ذلك الزمن ابتدر الكاتب في سرده لذلك التاريخ المجيد حول ابداعات المرأة السودانية بالملكة (اماني)والتي اشتهرت ب(الكنداكا)..وهي التي احتوتها احدى مقابر منطقة جبل البركل ..وهي بذات العبقرية المعروفة تربعت على عرش مملكة الكوش في الفترة من عام (10)وحتى عام (40) قبل المبلاد ..وانجبت من زوجها الملك النوبي (ترتفاس)ابنها الامير النوبي (اكينيندان)..وقادت جيش المملكة بنفسها ضد الرومان في المرافئ الشمالية من البلاد ..واغتنمت الكثير من الاسرى في تلك المعركة واستولت على العديد من التماثيل النادرة ..وابرمت اتفاقية للسلام مع الرومان في عام (20)قبل الميلاد وهناك ملكة نوبية ذات شكيمة قوية تدعى (شاختيور)تمكنت من الاستيلاء على مملكة (كوش)منذ العام الاول وحتى العاشر من قبل الميلاد وعثر المنقبون على اسمها في احدى المخطوطات الموجودة في مروي ..وكانت هي الملكة والحاكمة في ان واحد كما جاءت في سيرتها ..ويضم متحف برلين كنوزا من مجوهراتها التي اكتشفها الباحث الايطالي (فريكبين) في عام 1834م ..وتم العثور على سلة خاصة بها في معبد امون ب(النقعة) اما الملكة (خيتو)فقد كانت اول امرأة تتربع على عرش مملكة (مروي) في الفترة من عام (145)وحتى عام (165)قبل الميلاد.. ولها معبد بالنقعة في شرق معبد (امون)بسطح الجبل ..ومكتوب عليه باللغة المروية وفي جوف خرطوش منقوش باللغة (الهلغوروفية)..ويعتبر هذا المعبد من اقدم المعابد وفيه نقوش بارزة من الحجر الرملي ..وتميزت اللوحات التي جسدت شخصية هذه الملكة بالدقة والمهارة المتناهية .. وعثر عليها وهي ترتدي تاجا يمثل العقرب رمزا للالهة (ايزيس)..وتجلس على العرش وكأنها اسد مغوار..بينما تمسك بيدها اليمنى (لواء)وبيدها اليسرى غصون من اشجار النخيل ..ومن خلفها يجلس ولي العرش (ايزيس)وكلتا يديه مجنحتان مما يرمز الى توفير الحماية للاميرة تلك الدروب التي سلكتها المرأة السودانية منذ ذلك الزمن الغابر هي التي مهدت للمرأة في عصرنا الحالي ان تكون صاحبة عطاء متواصل في الكثير من المجالات العلمية والثقافية والفكرية فأصبحت لها عيون فاحصة ..وادراك متنامي ..واراء سديدة .. وافكار نطحت بها الاسوار العالية لترنو بمقلتيها بزوغ الشمس من مرقدها ..فقد حفلت بلادنا بالكثيرات من الرائدات مثل مهيرة بنت عبود ..وملكة الدار عبدالله ..وفاطمة احمدابراهيم ..وسعاد الفاتح البدوي ..وخالدة زاهر..وسعاد ابراهيم احمد التي عشقت دروب النضال منذ عهد صباها حيث قادت المظاهرات التي سيرها ابناء وبنات حلفا في العديد من المدن السودانية ضد حكومة (عبود)احتجاجا على التهجير القسري ..وكانت تلك المظاهرات هي اللبنة الاولى في اشعال ثورة اكتوبر المجيدة .
المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة