أحد الظرفاء من المقربين تساءل حينما إطلع عبر الصحف ووسائط الإعلام على خبر الإستعداد ت التي يقوم بها حزب المؤتمر الوطني إستعداداً لعقد مؤتمره التنشيطي الراتب ، يقول صديقي لمَن يستعد المؤتمر الوطني ويُعِدُ العُده هذه المره ، وإلى من سيصوِّب مُقدَّراته التنظيمية والسلطوية والإحتكارية (الناشطة أصلاً دون إحتياج إلى مؤتمر تنشيطي) في مجال الجنوح المتزايد واللامنقطع كلما سنحت الفرصة للحصول على المزيد من الإستحواذ الآحادي والشمولي لمنصة الحكم وإتخاذ القرار في هذه البلاد ، التي يعلم كل مُطلِع على تاريخها وإرثها الثقافي ومكوناتها الفكرية والسياسية والعرقية إستحالة حدوث أيي نوع من أنواع الإستقرار فيها دون ركون المؤتمر الوطني وإيمانه الذي يقبل الشك إلى التعامل بصدق ودون مراوغة مع فكرة التوافق السياسي مع الفرقاء على منهج دستوري يضمن حق المواطنة والتداول السلمي والعادل و(الشرعي) للسلطة فضلاً عن الإقتسام العادل للثروات وإفساح المجال بما يتسِق والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية لكل ما هو داعم لمبادئ الحريات بشتى أشكالها وأنماطها المتعارف عليها ، على المؤتمر الوطني في هذه الحقبة التاريخية الحساسة التي تتشكَّل فيها الأبعاد الجغرافية لبلادنا من جديد عقب إنفصال الجنوب وإحتلال مصر لحلايب وتعديات أثيوبيا المتكررة على الفشقة ومصير أبيي المُبهم من حيث الإنتماء الوطني ، وما يجري عبر ذلك من تأثيرات سياسية وإستراتيجية وثقافية على المستويين الإقليمي والدولي ، أن (ينشط) كحزب سيتحمَّل يوماً المسئولية التاريخية عن ما سيجري في مصير هذا الوطن المكلوم وأُمته الحسيرة ، في الإعداد لمؤتمر داخلي يدعم الإتجاهات والقوى التي تساند أمر تنزيل مخرجات الحوار الوطني (رغم عِلاتها) إلى واقع يمكن الإنطلاق منه إلى مفاهيم (أوسع وأصدق) للشعار المهرجاني الذي صَمّْ الآذان لسنين عدة والذي مفاده (إستعداد المؤتمر الوطني لتقديم المزيد من التنازلات في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية وإرساء قواعد التوافق والتشارك السياسي) ، لكن يبدو أنه ما زال في معية الوطني (نشاطٌ) مُدَّخر لدعم التيارات السائدة في أروقته والمنتصرة دوماً في كل الصراعات والخلافات التي طرأت في مواقف عده ، وهي لا تتزحزح عن حمل راية التمكين والإستعلاء على الآخر دون إبداء أسبابٍ حتى ، مما يؤكد أن الأمر لن يتجاوز في القريب العاجل منطق الزندية والنُصرة للذات في الحق والباطل بأداة السلطة وإستغلال مُقدَّرات وأدوات وإمكانيات الدولة دون إلتفات لما يمكن أن يعتبره بعضه الحادبين والمستقلين (مكاسباً) تصب في نبع المصلحة الوطنية القومية والتي لن يستقيم أمر إرسائها دون التنازل ودفع الغالي والرخيص مهراً حلالاً شرعياً للوحدة القومية السودانية ، والأجواء تُنذر (بعودة حليمة إلى قديمة) فيما يترى من توافق بخصوص إقتسام السلطة بين الوطني والشعبي ، يترقب الكادحون من أبناء هذا الوطن ما يمكن أن يكون من أمر مخرجات المؤتمر التنشيطي للحزب الحاكم فيما يتعلَّق بمستقبل السودان من حيث المكانة السياسية والسيادية والتموية وكذلك من حيث الإعداد والإلتفات لما يعانيه الناس من شظفٍ في العيش وغلاءٍ فاحش وإنعدام الحيلة أمام متطلبات العلاج والدواء والتعليم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة