ظهر ذاك اليوم استدعي الرئيس السفيرة الأمريكية على عجل ..لم تتمكن أبريل غلاسبي من مراجعة مكياجها بشكل دقيق..في القصر وجدت صدام حسين ووزير خارجيته ..كان صدام غاضباً من سياسة إغراق أسواق النفط من قبل جيرانه.. ذكر السفيرة أن حربه مع إيران كلفته مائة ألف شهيد..ثم ضغط على الحروف حتى تكون الترجمة واضحة" أحذركم من دفع العراق إلى نقطة يشعر معها بالإهانة ذلك سيؤدي إلى تصرفات لا تعرف المنطق "..حينما ردت السفيرة أن واشنطن رغم قلقها لا تتدخل في النزاعات بين دول المنطقة ..هنا فقط ابتسم صدام حسين..أغلب الظن أن الذي ضحك بصوت مرتفع لحظتها لم يكن سوى جورج بوش الأب. كل المؤشرات السياسية تشير إلى أن العلاقة بين الخرطوم وواشنطن مقبلة على فصل ربيعي..بعد عودة مدير جهاز الأمن السوداني من زيارة مهمة لواشنطن رد الـ (أف بي آي) التحية بابتعاثه مسؤولة رفيعة جداً لزيارة الخرطوم..في الجانب الأكثر أهمية كان رجال أعمال أمريكيون مقربون من الدوائر السياسية يتوقفون في الخرطوم لتحسس الفرص الاستثمارية . الحركة الشعبية المسلحة والخصم الشرس للحكومة السودانية طلبت بوضوح تمديد زمن الامتحان لستة أشهر أخرى..لم يطالب ياسر عرمان باستمرار العقوبات الأمريكية لأن ذلك بات أمراً لا يلقى حماساً في الدوائر السياسية الفاعلة في واشنطن..رغم كل هذه المؤشرات الإيجابية إلا أن هنالك احتمال أن ترتكب الخرطوم مخالفة داخل منطقة الجزاء..مثل هذا الخطأ إن حدث تكلفته عالية جداً بالنظر إلى عامل الوقت. خصوم الخرطوم يدركون أن نقطة ضعف الدبلوماسية السودانية هى عدم قدرتها على تحمل الاستفزاز..بعض قادتنا في حالة استعداد لتحويل أي محامرة لمعركة قتالية ..خطوات التصعيد من جانب القاهرة في هذه الأيام تهدف إلى جر الخرطوم إلى ساحة منازلة..يكفي فقط أن تفكر الخرطوم في فتح مجالها الجغرافي أمام المعارضة المصرية ..إذا ما هبط أرض السودان أي من رموز المعارضة الإخوانية سيتم ربط ذلك بتفجير قادم..نسخة من التقرير المفبرك ستصل واشنطن وربما الرياض..سيحتاج السودان لبعض الوقت لدحض الاتهامات المصرية ..ومن سوء حظنا أن بعض السوابق تصعب من مهمتنا في الدفاع . في جبهة جنوب السودان يكون التحدي أكبر..الجنوب تم الإشارة إليه في مصفوفة رفع العقوبات..إذا ما تحرك اي جنرال لخطف الحكم من الجنرال المنهك سلفاكير سنلبس الجلباب الطائر في الهواء ..الآن جوبا تحاول أن تجمع بين أشتات الحركة الشعبية..الخرطوم تصرخ وتكاد تمسك بتلابيب الجنرال الجريح..من يسربون هذه المعلومات يبحثون عن غضب الخرطوم..هذا الغضب يوحد المتحاربين ..كما أنه يجذب أقدام الخرطوم إلى الملف الشائك. بصراحة..أمامنا نحو تسعين يوماً..إذا تمكنا من ضبط النفس فستنجح بلادنا في الامتحان وإلا جلسنا في امتحان الملاحق ..العودة لفصل المنبوذين قد تحدث إن أخطأنا في ترجمة الرسائل الأمريكية. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة