لن يأتي الرئيس الأمريكي الجديد، بعد الموعد المضروب لرفع الحظر عن السودان، ليلهب حماس المعارضة بحديث شفيف عن حقوق الإنسان، ولا بمطالبات إطلاق سراح المعتقلين السياسيين..هذا لن يحدث.. كما أن سيادته لن يطلق سراح بلادنا من أسر العقوبات، إلا إذا بات يقيناً عنده، أن سوق السودان «سوقاً سمِح»..! بالأمس نفذت أمريكا تهديدها بمنع سودانيين حاصلين على التأشيرة من الدخول إلى أراضيها.. تم ارجاع بعضهم من شيكاغو، و بعضهم من مطار الدوحة بموجب قرار ترامب بحظر دخول السودانيين إلى أمريكا، ضمن رعايا سبع دول شرق أوسطية. إجراءات الرئيس الأمريكي الجديد ضد المهاجرين عموماً، يفهمها الرجل على أنها تحوُّطات أمنية ضمن خطّة شاملة لمكافحة الإرهاب وتوفير حماية أفضل للمواطنين الأمريكيين.. الرجل لا يخفي صفقاته، و(جهاده) بموجب ما نسميه في الفقه الديني بـ (سدّ الذرائِع).. لا أحد يستطيع الاعتراض على قرار الرئيس بضرورة تعرض المهاجرين إلى بلاده لفحص دقيق، أو منعهم من الدخول.. لكم بلادكم وله بلاده.. لكم دينكم وله دين..! ترامب سيتخذ قراره بعد خمسة شهور تقريباً، بشأن عقوبات أمريكا المضروبة على السودان.. سيدرس ما إن كان سوقنا مفيداً للرأسمال، وما إن كانت ثروتنا الحيوانية لها مذاق، ما إن كان الصمغ العربي وبترولنا مربوحاً بالنسبة لهم.. سيدخل في الموضوع مباشرة.. سيراجع معادلات الربح والخسارة، ولن يدفع أو يدافع عن أحد بالمجان. سيادته يتحرك بثقة، باتجاه إصلاح الداخل الأمريكي من وجهة نظره.. وجهة نظره تلك هي التي أهلته جماهيرياً كي يكون رئيساً، بالتالي فهو لن يتوقف كثيراً عند تهديدات مادلين أوالبرايت،أنها ستُسجِّل اسمها ضمن قائمة المسلمين، إذا أصر ترامب على تصنيف مواطنيه وفق توجهاتهم الدينية.. هو لا يعنيه، كفرها أو إيمانها..هذه السيدة الفُضلى لم تقطع باعتناقها الإسلام، لكن إعلام الحركات الشرق أوسطية، غبّش الحقيقة مدّعياً أن الخواجية صبِئت.. حتى لو أسلمت، فليس في ذلك عِبرة، إذا كانت خلائق كثيرة، قد ارتدت عن دين محمد عليه الصلاة والسلام، جراء ما فعلت تلك الحركات باسم الإسلام..! ربما يكسب ترامب لصالح المتدينين من مختلف المِلل، إن كانت لديه رؤية فكرية لمكافحة التطرف.. إن افلحَ سيادته في إيداع الإخوان ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، فقد تتقاطع اجراءاته تلك، مع ما يطالب به دعاة السلام والحقوق المدنية في كل مكان من هذا العالم.. الرجل اعتلى السلطة عبر الانتخاب، بينما غادرها جامع، (بتاع غامبيا) الذي أفرغ خزينة بلاده من محتوياتها، وشحن دولارات أهله مع عرباته بالطائرة، وغادر للمنفى حاملاً في يده اليسرى مصحفاً، وفي يده الأخرى مسبحة وعصا، كأنه عضو في أمانة المؤتمر الوطني في محلية أمبدة السبيل..! نَاسنا ديل ما برَاهُم..! هؤلاء هم سادة أفريقيا الجدد.. وجوهٌ وسيمة، ووجوهٌ وسّمتها النعمة..أفواههم كأفواه الذئاب.. هؤلاء يلبسون ثوب النبي، ويسرفون في الرّغِي، وفي أي شيئ، من الماء إلى الدِماء، و في النهاية، يَطّوَّفونَ بالبيت العتيق، زي المَاحصلْ حاجة..! akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة