· ربما استفزتك كثيراً جملة ( إرهابيين إسلاميين) و التي كان يطلقها ترامب إبان دعايته الانتخابية.. و استفزتك و هو يرددها بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية.. ثم استفزتك عندما رددها بعد أن تم تنصيبه.. و تظل تستفزك كلما رددها دون اكتراث لمشاعر ملايين المسلمين و دون تقدير لما تسببه تلك الجملة من إحراج لأصحاب ( الجلالة) و ( الفخامة) و (السمو) الملوك و ( الأمراء) و ( الرؤساء) العرب و المسلمين العاجزين عن الرد المناسب ل( عنجهية القوة) أمام مواطنيهم..
· إن ترامب هو العدو الأول للإسلام ( الآن!)...
· هذا شعور كهل مسلم مؤمن بنظرية المؤامرة، و لا يقبل الجدال حولها، فما بالك بشعور شاب مسلم في مقتبل العمر، شاب له ميول كامنة للجهاد ضد كل من يعتقد الشاب أنه عدوُّ للاسلام.. ذلك الاسلام الذي كان أكثر الأديان انتشاراً في العالم كما كان يردد الاعلام الأمريكي في أواخر القرن العشرين، و قبل ( مؤامرة) الحادي عشر من سبتمبر 2001...!
· إن ترامب لا يكف عن تجنيد الدواعش بشكل سافر بأقواله و تصرفاته الخرقاء..
· قبل تنصيب الرئيس/ دونالد ترامب، تنبأ رالف نادر، أشهر محامي حقوق المستهلك في أمريكا و أشد النقاد للشركات متعدية الجنسيات و مرشح سابق للرئاسة الأمريكية عن حزب الخضر، تنبأ بأن ترامب سوف يقوم بعمل الكثير في المائة يوم الأولى لرئاسته، على العكس من باراك أوباما الذي ارتآى أن يتريث و يركز على الرعاية الصحية في نفس الفترة من رئاسته.. و أن ترامب سوف يحاول ولوج كل الجبهات الأمر الذي سوف يكون محفوفاً بالمخاطر عليه..
· ترامب ليس مجنوناً عادياً.. لكنه ( الأمريكي القبيح The Ugly American ) و هو مغرور جداً بثرائه البالغ حد السفه، يتفاعل مع عالم المال و الأعمال و تتحكم فيه عنصرية نتنة.. و لا يرى في الدنيا غير سيادة أمريكا المسيحية البيضاء على العالم.. و يصرح بذلك دون تردد " أمريكا أولا!"..
· و يكره المسلمين!
· لم يكذب ( الرائد) ترامب البيض من أهله.. ففي أول اسبوع لتنصيبه أصدر 14 من القرارات التنفيذية ضمَّنها قراراً يمنع بمقتضاه إصدار تأشيرات دخول أمريكا لمواطني السودان و العراق و اليمن و ليبيا و الصومال و إيران و سوريا.. و أكد عزمه على محو الدولة الاسلامية من على وجه الأرض..
لم يذكر مواطني قطر و هي ملاذ الإخوان المسلمين الهاربين من مصر.. و لا السعودية و هي منبع الارهابيين الذين ساعدت أمريكا في تطاولهم و شارك 13 من مواطنيها في ( مؤامرة) الحادي عشر من سبتمبر .. و لا مصر التي يتفسح الارهابيون في ساحاتها و شارك مواطناً من مواطنيها في نفس ( المؤامرة).. و لا ذكر تونس و لمواطنيها القدح المعلى في نشاط تنظيم داعش.. و لا ذكر نيجيريا.. و لا أفغانستان.. ربما لأنهما دولتان غير عربيتين.. لكنه استثنى مسيحيي البلدان السبعة من الحظر، Christians Are prioritized، و مع ذلك يصر على قول أن الحظر لا يستهدف المسلمين It is not Muslim ban!.. إذن، إنه يستهدف المسلمين العرب بالذات! و أقواله في التمييز الديني و العنصري شيئٌ و أفعاله شيئ آخر.. و الهدف الاسلام في ذاته كعقيدة أقدر الناس على انتشارها هم العرب..
· يعتقد الدكتور/ صبحي غندور، في لقاء له بقناة البي بي سي، أن ترامب استهدف ضرب الدول المسلمة التي في حالة ضعف ليخيف الدول المسلمة القوية..
· و نتساءل، كسودانيين، عما إذا كان البشير يستطيع أن يرد على حظر ترامب منح تأشيرة دخول اللاجئين السودانيين إلى أمريكا رداً يتناسب مع الحال؟ و يجيئنا رد فعل حكومتنا في بيان هزيل أصدرته وزارة الخارجية السودانية، بعد يوم عبرت فيه عن "... أسفها لتضمين المواطنين السودانيين في الأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تقييد إجراءات دخول مواطني بعض الدول للولايات المتحدة."..
· وا أسفاي!
· و بدأت الحكومة ( تحنِّس) ترامب بقولها:- "......المواطنين السودانيين المقيمين بالولايات المتحدة يمتازون بالسمعة الطيبة واحترام القوانين الأميركية والبعد عن النشاطات الإرهابية والأعمال الإجرامية".
· بل و طالبت حكومتنا ترامب أن يرفع اسم السودان عاجلا من القائمة الأميركية الخاصة برعاية الإرهاب مبررة بأن السودان قام بدوره كاملاً في التصدي للإرهاب..
· نعم، حكومتنا لعبت و تلعب ما خُطط لها من دور في محاربة الارهاب.. و صارت ملكية في دورها أكثر من الملك. و سلمت من سلمت من الارهابيين، دون قيد أو شرط، للجهات التي طالبت بهم.. و كلفت الجنجويد لحراسة أوروبا و أمريكا من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا.. و منع الاتجار بالبشر..
· و لا يزال البشير يخدع نفسه فيدعي في لقاء صحفي أن التعامل مع ترامب أسهل من التعامل مع رؤساء أمريكا السابقين.. معتمداً على سلعة الأمن و محاربة الارهاب و الهجرة غير الشرعية التي يبيعها نظامه لأمريكا و لكل دول أوروبا الغربية..
· اللاجئون السودانيون ليسوا من الارهابيين.. إنهم في غالبيتهم شباب ضاق ذرعاً بالجحيم داخل السودان.. و لا رغبة لديه في البقاء فيه.. و لغالبية الشباب هؤلاء جوازات سفر سارية.. و حقائب ( مستفة) ليس فيها سوى شهادات جامعية و شهادات خبرة و سيَر ذاتية و ليس فيها و لا رصاصة دعك عن قنابل.. يا ترامب!
· ما أشبه صرخة ترامب في خطاب التنصيب: " سوف نوحد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامي الراديكالي الذي سوف نستأصله تماماً من على وجه الأرض.." ما أشبهها بصرخة بوش يوم اعلان الحرب على القاعدة:- " إنها حرب صليبية!"
· نعم، إنها حرب صليبة بامتياز.. حرب بدأها جورج دبليو بوش لتحجيم الاسلام الذي صار أكثر الأديان انتشاراً و أكثر المعتقدات تهديداً للمعتقدات و القيم الغربية.. و أتى ترامب ليواصل الحرب الصليبية المقدسة بأسلوب آخر..
· سمعت من يقول أن ترامب يهودي ( كافر!).. لا.. لا .. لا.. أرجوكم، لا تلقوا بضعف حيلتكم على اليهود.. فقد أعلنت السيدة/ مادلين أولبرايت، وزيرة خارجية أمريكا في إدارة كلينتون، أعلنت أنها سوف تسجل نفسها مسلمة في السجلات المدنية احتجاجاً على تصرف ترامب ضد المسلمين.. و السيدة/ مادلين هذه يهودية الأصل مسيحية الديانة..
· إن ملايين الأمريكان يعارضون قرار ترامب الخاص بحظر مواطني الدول السبع..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة