الاحتقار والاستهبال الذي يمارسه النظام الانقاذي على شعبنا فاق كل الحدود. ربما لم يوجد مثيل لهذا الاستبداد على مدار التاريخ. لو قارنا ممارسات النظام الانقاذي بنظام معمر القذافي في ليبيا، نجد أن القذافي اقام نظاما استبداديا شبيه بالنظام الانقاذي، لكن القذافي في المقابل وفّر لشعبه مستلزمات الحياة، وتولت الدولة في عهده دعم كل شئ وتوفير كل شئ لدرجة أننا كنا في عقد التسعينات من القرن المنصرم نشتري سكر كنانة (العائد) من ليبيا بأسعار ارخص كثيرا من نفس سكر كنانة (طبعة السودان) ! حيث تقوم ليبيا بإستيراد سكر كنانة وتقوم بدعمه وبيعه للشعب بملاليم حتى انه حتى بعد اعادة تصديره للسودان يظل رخيص الثمن! . كل ذلك وكثير غيره يكشف القسوة التي تتعامل بها الانقاذ مع اهل السودان وتعمدها في غمط هذا الشعب كل حقوقه، يكفي ان النظام الانقاذي الاستعماري فشل طوال ثلاثة عقود في توفير ماء نظيف في قلب العاصمة القومية، دعك من بقية الاقاليم ويحرم هذا الشعب المظلوم حتى من الحصول على السكر المنتج في وطنه بسعر معقول ولا نقول مدعوم! وقس على ذلك بقية السلع والخدمات. القذافي حرم شعبه من الحرية لكنه سعى لتعويض ذلك بتوفير مستلزمات الحياة للشعب. حقا أن الحرية لا تعوض بنعيم الدنيا، فشعبنا حين قام بثورتين كان يعيش نسبيا في ظروف حياة معقولة تتولى الدولة خلالها دعم الخدمات الاساسية من صحة وتعليم، لكن الاستبداد والاحتقار يصل مداه حين نرى ممارسات النظام الاستعماري الانقاذي في غمط الناس حريتهم وحقوقهم الاساسية من صحة وتعليم وغير ذلك من خدمات. النظام الاستعماري الذي يسمي نفسه انقاذا، لم يكتفي بسلب حريتنا بل سرق مستقبل أجيالنا حين دمّر التعليم وحرم الفقراء منه، ودمّر كل شئ، بل وجعلنا ندفع فاتورة إستبداده من عرقنا ودمنا. وفي حين يموت الناس بالكوليرا حتى داخل العاصمة القومية، ينشغل النظام الاستعماري واتباعه الجدد من شذاذ الافاق والمؤلفة جيوبهم في توزيع الغنائم، بل أن الفساد الذي اصبح سمة للنظام وكل منسوبيه دون فرز، اصبح يستشري بصفة رجعية، فقد جاء في الاخبار أنّ (البرلمان) سيدفع للنواب المعينين الجدد من سدنة الحوار ، بإعتبارهم نوابا منذ لحظة انخراطهم في الحوار! ، ف(حيران) الحوار ولدوا بملاعق ذهبية منذ لحظة ميلادهم الحواري! نقترح أن يصرف رموز النظام ورأسه أيضا مخصصاتهم (الدستورية) بأثر رجعي منذ لحظة إعلان الاستقلال من داخل البرلمان (الذي احتفلوا به مؤخرا للمرة الاولى لافشال العصيان، مثلما احتفلوا ايضا للمرة الاولى بتحرير الخرطوم، لحرمان الصادق المهدي العائد من مصر من استقبال انصاره له في ميدان الخليفة ) الانقاذ كانت تعلن في ايامها الاولى احين تحتفل بعيد الاستقلال، انّ الاستقلال الحقيقي لوطننا بدأ في الثلاثين من يونيو 1989! فيجب صرف مخصصات نظام الاستعمار الوطني منذ لحظة رحيل الاستعمار الانجليزي! الاستقلال الحقيقي في الثلاثين من يونيو ! ليكن! أليس هو عهد الكذب، الذي يتوارى أمامه مسيلمة الكذّاب خجلا! ليكن إذن! فليجيبوا على سؤال : أين ذاك الوطن الذي استقلّ (بالكضب) في الاول من يناير 1956 الآن؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة