لقد تناقلت الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف ما كنا قد حذرنا منه في أن استمرار مالك عقار وياسر عرمان في تحدي قرارات مجلس التحرير إقليم جبال النوبة سوف يقود إلى تعميق الأزمة داخل الجيش الشعبي لأن القرارات نفسها نتجت بسبب اخفاقهما في معالجتة الأزمات المتراكمة داخل جسم الحركة الشعبية ، وفعلا لقد تسبب القائدين وهم في قمة القيادة في زعزعة الحركة الشعبية وإندلاع أحداث دامية مؤسفة في جنوب النيل الازرق في المواجهات بين أعضاء مجلس التحرير للجيش الشعبي لتحرير السودان إقليم النيل الأزرق وراح ضحية تلك الأحداث عدد من الرفاق والموطنين الإبرياء والسبب يعود إلى رئيس الحركة المقال في إنعدام الحكمة والحنكة السياسية في إدارة شئون الحركة الشعبية ذلك العجزء القيادي لازم الحركة الشعبية منذ فك الارتباط بين الحركة الشعبية جنوب وشمال بعد الانفصال في 2011م حيث قامت إدارة الحركة الشعبية الأم بتكليف القيادة المؤقتة لإدارة الحركة الشعبية شمال لمدة ستة شهور ريثما يتم قيام مؤتمر عام لتشكيل المكاتب الجديدة وعمل الدستور والمنفستو بعد ذهاب الجنوبيين وأنفصالهم لدولتهم الجديدة وكان لزاما على النصف الاخر من الجيش الشعبي المتبقي في الجزء الشمالي بنفس المسمى أن يقوم بترتيب أوضاعه ليتوافق مع الوضع الجديد بإضافة كلمة شمال تمييزاً له عن الفصل بين الماضي والحاضر. ولطالما حذرنا القائدين مالك عقار وياسر عرمان من مغبة التمادي في تحدي إرادة شعوب المنطقتين في النيل الازرق وجيال النوبة المتمثلة في قرارات مجلس التحرير إقليم جبال النوبة والمتضمنة إعفاء القائد ياسر عرمان من منصبه كأمين عام للحركة الشعبية للأسباب دفعت إلى إصدارتلك القرارات وسحب جميع الملفات التي يديرها وبالإضافة إلى مطالب مشروعة مستحقة لشعوب المنطقتين والتي دفع ثمنها فاتورة باهظة ومثقلة بدماء أبناء المنطقتين من الشهداء والمشردين من سكان الكراكير واحراش الغابات وسكان أطرف المدن ومعسكرات اللجوء في اصقاع الدنيا وهي مطالب مشروعة لتضميد جراح إنسان المنطقتين ومعالجة اوضاعه الإنسانية بكافة اشكالها وتأهيله وتهيئته حتى يتواكب مع مجريات الامور ويستطيع ان يتأقلم معها بعد ردم الهوة الواسعة من الظواهر في الفروقات الخارقة التي فصلت إنسان المنطقتين من الوجدان الوطني نتيجة لظلم الحكومات المتعاقبة في المركز والتي ظلت تنتهج العنصرية في التعيبر عن نفسها في كيان الدولة مختطفة من مواطنيها وقامت على خاصية الاستحواز والهيمنة وإقصاء الأخرين ولقد تراكمت هذه المظالم واستفحلت لدرجة اصبح معاها لا يمكن تحقيق الوحدة العفوية إلا عبر عمليات جراحية لإستئصال هذا الورم الخبيث ( العنصرية والتمييز ) من جسم الدولة السودانية الذي لازمها عبر تاريخ زمني طويل هذه مطالب ضرورية واهمها حق تقرير المصير الذي يعول عليه الملايين من شعوب االمنطقتين كجزء اساسي لمعالجة ازمة الوطنية والاحساس بالإنتماء واتساع الشقة بين ابناء المركز والهامش وكمرحلة مهمة في مسئلة التوافق والتعايش والاندماج في وطن واحد . نحن لا نوجه قائدا ولا نملي عليه شرطا ولكننا نتحدث بفهم المواطن البسيط الذي يطمح في سلام عادل بكامل مستحقاته يجنبه الحروب والدمار ويعيش في سلام وأمن ويجمع شمل أهله في بيته دون شتات ،فتلك القرارات الشجاعة هي التي انقذت الحركة من مازق تنزلق فيه القيادة المكلفة والدليل على ذلك هو ما صرح به القائد عبد العزيز الحلو في صدر بيان استقالته التي كشف عن التجاوزات وامؤامرات الخطيرة التي كانت تجري في جسم الحركة الشعبية مجري الدم في العروق ولقد كان من الحكمة والتروي أن يتعامل القائدين مالك عقار وياسر عرمان بالروح التي نظن أنهما يقودان الثورة بها وهي الديمقراطية وحرية والتعبير وكنا نأمل من قيادة الحركة الشعبية احتواء الازمة منذ الوهلة الاولى لتلافي مضاعفاتها ولقد لمحنا عن ذلك في عدة مقالات لدرجة قلنا أن اصرار القائدين على تحدي تلك القرارات وما يقومون به يعني انهما يعملان على انشقاق الحركة الشعبية لأنهم جعلوا منها مشكلة وكأنهما لم يصدقوا بأنهم وجدوا شقاً في جسم الحركة ويريدوا توسيعه، لأن القرارات التي اصدرها مجلس التحرير اقليم جبال النوبة ليست معضلة وولا إعجازية وكان يجب على القائد مالك عقار وياسر عرمان تبنيها والتعامل معها بايجابية وهذا بالطبع إذا توافرت سلامة النية ولو كانت صحيفتيهما نظيفتان وغير ملتبسة او مشهوة بتلك التهم الموجهة إليهما ولكن افعالهما واصرارهما على التمادي في تحدي تلك القرارات وإلغاها اكدت تورطتهما في كل ما ورد ضدهما من تهم وأبانت لجماهير الحركة الشعبية كيف كانت تدار الحركة الشعبية على يد هولاء . لقد ظهر لنا وبعد ستة سنوات من عذاب شعب المنطقتين بان الثورة اختطفت منذ بداية تعين القيادة المكلفة ولكن لأن الجيش الشعبي كان منهمكا في القتال مع العدوا لم ينتبه لما يجري في سعة القيادة لذلك وجرت المياه النتنه تحت الجسر وهو لا يدري ولم يكتشف ذلك إلا مؤخرا وفي اللحظات الأخيرة هذا ما ظهر لنا من مختبر الأزمة أن الثورة تم اختطافها من قبل القيادة المكلفة منذ بداية التكليف لذلك لم تهتم القيادة المكلفة بتقويم الأداء بل عكفت على تنفيذ اجندة لها من خلف الكواليس وإدارة شئونها الخاصة مستفيدين من انتصارات الجيش الشعبي في الميدانياً ولدعم ما نقول أن لقد وجه المبعوث الأمريكي قبل مغادرته منصبه انتقادا لاسعا لقيادة الحركة الحركة الشعبية على خلفية رفضها المقترح الامريكي لتقديم الاغاثة الانسانية للمنطقتين حيث قال أن قيادة الحركة الشعبية تغلب طموحاتهم الشخصية على مصلحة سكان المنطقتين وهذا كلام كان لابد لنا أن نأخذه بجدية لأنه حقيقة طفحت خرجت من جحر. في سياق مسئلة التكليف وإختطاف الثورة وعدم المتابعة يحضرنا بعض التنويه بان مسئولية الفشل مقتسمة بين طرفين الطرف اللأول: هو الحركة الشعبية الأم التي كفلت القيادة المنفصلة عنها بعد أنفصال الجنوب في 2011م والمكونة من المكتب القيادي للحركة الشعبية وبصفة مؤتقة والذي تحكم في قيادة الحركة لمدة ستة سنوات ولم تقم الحركة الشعبية الأم بمتابعة قرارها التي اصدرته بذاك الشان وملاحظة ما يجري بل صمتت وتركت الأمور تجري على هوى القيادة المكلفة ويمكن نلتمس للجنوبيين العذر لأنهم كانوا منشغلين بترتيب دولتهم الوليدة ، ولكن هذا العذر لن يعفيهم من المسئولية عن إهمالهم لجانب المتابعة بحكم المسئولية المشتركة وفيما يجري الأن من تداعيات خطيرة كان يجب أن يكون لهم فيه دور إيجابي حتى من باب المسئولية التاريخية في مراجعة الملفات القديمة التي سلموها للقيادة المكلفة وعليه يتم الانحياز لمطالب الجماهير في إعادة هيكلة التنظيم بما يتماشي مع متطالبة الأولى عند وقت التكليف. الطرف الثاني: هو مجموعة القيادات من أبناء المنطقتين الذين يشكلون الأغلبية في الحركة الشعبية والجيش الشعبي وعذرهم لأنهم كانوا منهمكين في ميادين القتال ولكن أحيان يكون العذر اقبح من الذنب لأن الكثيرين منهم تناثروا وتشظوا وكانوا يعلمون بأن هناك مخاطر تواجه ثورة شعب يناضل من اجل حقوقه المنسلوبة ولكنهم صمتوا وبعضهم لحاجة في نفس يعقوب والبعض الاخر شماتة او متفرجين كأن الأمر لا يعنيهم وهم كانوا جزء أصيل فيه لماذا تركوا الأمور حتى وصلت إلى هذا الحد ؟؟؟ مواصل إصرار القائدين على تحدي قرارات مجلسي تحرير المنطقتين يعني هناك هدف وعمل لابد إنجازه والآن يدير مالك عقار إزمة الحركة الشعبية بالرموت كنترول بعد ان جرده مجلس التحرير إقليم النيل الازرق من منصبه كرئيس للحركة الشعبية فهو الآن في تزانيا ويحرك اعوانه عبر الأثير للهجوم على معسكرات اللاجئين لتصفية القبائل التابعة لخصومه من القيادات هذه حالة مرضية غربية يعاني منها رجل في قامة رئيس تنظيم عملاق مثل الحركة الشعبية بقاعدته العريضة فينهار لدرجة قتل ممن كانوا تحت يده وكان هو يتباهى بأنه يحميهم هذا لحسن ظننا به ولكن مهما كانت المبررات لا يجوز لمالك عقار ان يأمر اتباعيه لقتل الناس خصوصا من المدنيين العزل في معسكرات اللجوء اطفال ونساء وكبار سن نناشد منظمات المجتمع المدني في المنطقتين برفع مذكرات ومناشدة لمنظمات المجتمع الدولي لمنع مثل هذه الممارسة ووصفه بمجرم حرب مثله مثل الطاغية البشير لأنه وأعوانه يمارسوا نفس الاسلوب المتبع في قتل المدنيين العزل في المعكسرات. نعتقد أن ما يقوم به مالك عقار الأن في تأجيج الصراع القبلي العنصري في إقليم النيل الازرق بين قوات الجيش الشعبي يهدف إلى انشقاق الجيش الشعبي باستخدام حرب قبلية وهذا وما لا تقبله الحركة الشعبية كجسم ثوري متماسك وله جماهير واعية تدرك اهدافها وتخطو بثبات نحو مشروع السودان الجديد فلن يخضع له إلا المتساقطين من قطار الثورة ، ويعرف عن مالك عقار أنه يستهوى السلطة ودليلنا على ذلك ما ذكر في بيانات مجلس التحرير إقليم النيل الأزرق المحادثات السرية بينه والحكومة لأستبقائه واليا في النيل الأزرق قبيل ورقة الاتفاق الإطاري ( مالك عقار ونافع ) وذلك تاريخه عندما كان واليا للنيل الأزرق وقامت الحرب في جبال النوبة كاد أن يعلن نفسه عضوا في المؤتمر الوطني لكي لا يذهب من منصبه ، وما يقوم به الآن قد يكون هو العودة إلى فصل الأقليم عن جبال النوبة ليعود واليا فيه بمعنى أنه يقوم بعملية تصفية الحركة الشعبية والجيش الشعبي من الإقليم ليستطيع تقديمها للمؤتمر الوطني ويكافئه بها واليا عليها ولكن فات عليه أن الجيش الشعبي جسم واحد متماسك لا يمكن ان تجري عليه علمية تصفيته من قبل مجموعة محدودة العدد فعليه ان يعدل عن تلك الافكار الهدامة الممارسات ويتجنب مواجهة الجيش الشعبي الذي هو ليس جزء من شعب المنطقتين بل هو الشعب كله لأن الثورة لا ترتبط بأشخاص فهي الشعب كله فهل سيطلب الدعم من البشير لإمداده بالدعم السريع ؟؟؟. محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة