*التقرير الصحفي الذي كتبه عبدالباسط إدريس في"السوداني" الأسبوع الماضي طرح سؤالاً مهماً حول مصير الحركة الإسلامية "هل يكون الحل في الحل". *واضح أنه يعني هنا الحركة الإسلامية السودانية المسيسة التي إستولت على الحكم في السودان عبر إنقلاب الثلاثين من يونيو1989م الذي نفذه منسوبوا الحركة في القوات المسلحة السودانية. *توقف التقرير عند بعض المحطات التأريخية لهذه الحركة من سنوات التأسيس الاولى تحت مظلة "الأخوان المسلمين وإن إتخذت أسلوباً سودانياً، لكنها ظلت معبرة عن قيم ومبادئ الأخوان المسلمين. *تزامن التقرير الصحفي مع الحراك الذي يقوده بعض قادة الحركة هذه الأيام مع قرب إنعقاد مؤتمرهم العام الإجرائي في ظل المتغيرات الداخلية التي إنتهت بالحركة إلى وضع المبعدة - في الظاهر على الأقل - عن بعض مفاصل الحكم. وسط تساؤل مطروح بينهم حول إمكانية إعادة إنتاج الحركة بإسم جديد. * أشار التقرير الصحفي لبعض مراحل تشكل الحركة تنظيمياً مثل "الاخوان المسلمين" و"جبهة الميثاق الإسلامي" و"الجبهة الإسلامية القومية" ثم " المؤتمر الوطني" الذي خرج عليه مؤسسها وراعيها الشيخ الدكتور حسن الترابي رحمة الله عليه، في مفاصلة تاريخية بين "القصر" و"المنشية" أسس بعدها "المؤتمر الشعبي". كان الدكتور الترابي قد أعد مشروعاً لم تتضح معالمه بصورة واضحة أطلق عليه "النظام الخالف" يهدف إلى وراثة المؤتمر الوطني - الحزب الغالب مع وقف التنفيذ - وإحياء الحركة الإسلامية المسيسة التي"راح لها الدرب"في دهاليز السياسة وأطماعها ومكائدها. يعلم حتى الذين مازالوا يحلمون بالنظام الخالف أن التجربة العملية لحكمهم فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل في ربوعه ومازالت سياساتهم القائمة تلقي بظلالها السالبة على حياة المواطنين اليومية في كل مناحي الحياة. لذلك نقول لهم ولكل من يهمه أمر السودان إن الحل ليس في الحل، فقد سبق الدكتور الترابي أن حل التنظيم دون أن يتحقق الهدف المنشود .. لأن معضلة السودان ليست في إسم التنظيم أو في بعض قادته وإنما في فشل حكم الحزب الغالب مهما كانت الشعارات التي يرفعها مادام قد فشل في تحقيق الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وفي تحقيق السلام الداخلي ومع العالم المحيط.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة