بيان مجلس تحرير جبال النوبة بتأريخ السادس من أبريل 2017 ، كان واضحا ونهائيا ، عندما قال ان ملف المفاوضات مع نظام القتل والإرهاب مجمد حتى قيام المؤتمر الإستثنائي وترتيب البيت الداخلي للتنظيم ، وأن أي لقاءات واجتماعات مع أي جهة أو جهات بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لا تعني مجلس تحرير جبال النوبة بشئ ، إلآ أن مالك عقار اير الرئيس "المُعين" منذ عام 2011 للحركة الشعبية رأى في هذا البيان تحدياً لسلطاته المطلقة ، فبدأ بإطلاق تصريحات هنا وهناك دون مناسبة ، ونظم عدة زيارات إلى كل من العاصمة الأثيوبية أديس ابابا واليوغندية كمبالا ، وأخيراً إلى جمهورية تنزانيا دون أهداف واضحة له سوى أنه يريد اثبات وجوده بالرهان على جهل المواطن والظن لدرجة اليقين الخادع واللعب على وتر القائد التأريخي العارف بكل أمور الحركة الشعبية الظاهرة منها والخافية ، لكن هذه اللعبة مكشوفة للقاصي والداني حتى أصبح الرضيع في المناطق المحررة يأخذها كوجبته الوحيدة في اليوم. لكن في تمثيل للأدوار الدرامية المحبوكة بطريقة المعلمين والشطار،وتدشينا لمشاريع سرابية وهمية ، بل واستمرارا للمسرحية الهزلية المملة، أوردت بعض المواقع السودانية خبراً تحت عنوان "انأ وفد من الحركة الشعبية يلتقي وفداً من الخارجية الأمريكية في العاصمة التنزانية دار السلام لبحث معالجة القضايا الإنسانية والحل الشامل". (((((((((...ويقول الخبر ...التقى وفد من الحركة الشعبية بوفد من الخارجية الأمريكية اليوم الموافق 23 مايو 2017م بالعاصمة التنزانيا دارالسلام ، ترأس وفد الحركة رئيس الحركة الشعبية وضم الوفد أيضا الأمين العام واللواء عزت كوكو عضو المجلس القيادي/ نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة وخمسة آخرين من قيادات الحركة الشعبية. وتناول اللقاء الذي تميز بالوضوح والصراحة، مناقشة القضايا الإنسانية ووقف العدائيات بشكل رئيسي، وطرحت الحركة الشعبية موقفها بشأن القضية الإنسانية، والتي تناولتها في إجتماعات سابقة مع الإدارة الأمريكية السابقة ومع نفس الوفد في لقاء أديس أبابا شهر أبريل الماضي، وأكد الطرفان على ضرورة حل القضية الإنسانية كمدخل للوصول إلى حل سياسي شامل للقضية السودانية، وغادر الوفد الأمريكي دار السلام متوجها إلي الخرطوم، وحضر جانبا من اللقاء ممثل للحكومة البريطانية. الحركة الشعبية تود أن تؤكد بإنها ستواصل إيلاء قضية توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين الأولوية القصوى، وإن قضاياها الداخلية يجب أن لا تباعد بينها وبين التصدي لواجباتها في حل القضية الإنسانية ومخاطبة إحتياجات المدنيين، وهذا ما دفع قيادتها لمواصلة المحادثات مع المجتمع الدولي بأديس أبابا ودار السلام كواجب رئيسي من واجبات القيادة.)))))))))))... عزيزي القارئ.. مجلس مالك عقار الشاطر الذي يتحدث هنا عن توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين كأولوية قصوى ، هو ذات المجلس الذي رفض ابتداءاً مناقشة المبادرة "الأمريكية" وربط أي مساعدات للمتضررين في مناطق سيطرة الحركة بما يسميه "بالحل الشامل" ..والكلام عن هذه الأولوية في تقديرنا مجرد تضليل للرأي العام. ومالك عقار هنا كالجزار الذي يرتدي ثوب الرحمة، ويخبئ خلف ظهره ساطوراً سنيناً لا يقصم الظهور فحسب، بل يجتث كل حلم أو أمل ويترك الأرض والإنسان في مهب ريح الفوضى والصدمات والخيبات. يقول الخبر اليتيم وعادة مفبرك ، إن اللقاء تميز بالوضوح والصراحة، وناقش القضايا الإنسانية ووقف العدائيات بشكل رئيسي، وطرحت الحركة الشعبية موقفها بشأن القضية الإنسانية، والتي تناولتها في إجتماعات سابقة مع الإدارة الأمريكية السابقة ومع نفس الوفد في لقاء أديس أبابا شهر أبريل الماضي... والسؤال هو: لطالما الحكاية أصلاً تكرار لمواقف سابقة دون تغيير ومع نفس الأشخاص ، فما الداعي إذن لكل هذه اللقاءات والإجتماعات والتصريحات والبيانات ..ومن الذي أصلاً طلب عقد هذا الإجتماع ..الأمريكان أم عقار عرمان عزت؟.. إذا كان مجلس عقار عرمان المحلول الذي يمثل عبئاً ثقيلاً وورماً خبيثاً على الحركة الشعبية وفكر السودان الجديد ، يريد أن يقول للعالم أنه بلقاءاته واجتماعاته الوهمية تلك في أثيوبيا وتنزانيا وكمبالا ، يخدم المواطنين في المنطقتين ويتبنى قضاياه المشروعة والعادلة ..فنقول له إن المواطنين في المنطقتين قد عبروا عن أراءهم علنا وصراحة من خلال قرارات مجلس التحرير في شهر مارس 2017 ، وبالتالي لا شرعية إلآ شرعية مجلس التحرير ، وأن أي لقاءات أو اجتماعات لأي شخص أو أشخاص بإسم الحركة الشعبية دون تفويض منه تعتبر استعراضا دون عضلات. وبينما يشهد اقليم النيل الأزرق سيداتي سادتي ، توترات واحتكاكات قبلية بسبب مالك عقار اير لرفضه قرارات مجلس تحرير جبال النوبة ، نجده قد لاذ بالفرار إلى عواصم أفريقية تاركاً أهله في حيرة من أمرهم ، فهم بالتالي لا يريدون قائداً يقسم الناس لثلاثة -قسم يشاركه الرغبة والحماس ..وقسم لا يشاركه الرغبة ..وقسم معارض له، فيمكن القسم الأول من كل الموارد المتاحة ليتحكموا بالقسم الثاني ويقمعوا القسم الثالث بكل قواه؟. أعلاه هو مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية (المُعين) ..ولا يسعنا إلآ أن نقول إن مجلس تحرير جبال النوبة كان محقا وصائبا في قراراته ..وأن مالك عقار الذي أفاق على حقيقة أنه أصبح على رأس تابعين، لم يكن معنيا بأي رؤية فهو لا يريد من القيادة سوى إشباع ذاته وتحقيق رغباته، وينظر للتابعين بعين الريبة والخوف فيتحسس ذوي المبادرة والإنجاز فيقمعهم لما يجد في نفسه من خوف منافستهم. كل هذا المشهد المأساوي الجهنمي ينبئ بعدم وجود منهجية واضحة لمالك عقار ومجموعته للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ، أو رؤية مستقبلية أو خطط مدروسة تأخذ بالجدية الأحداث والتطورات التي تشهدها الحركة الشعبية منذ صدور قرارات مجلس التحرير ، وأن تنقلاته في العواصم الأفريقية دليل تخبط وضوضاء ، وخلق لفوضى درامية مرتبة ومؤسفة كأحداث معسكرات اللأجئين الأخيرة لتمرير كل ما هو ضار وغير نافع للمواطن الذي أصبح بين مطرقة قواته وسندان المؤتمر الوطني. إن الفرصة ما زالت متاحة أمام مالك عقار ومجموعته ليعلوا شأن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ، من أجل أن تشرق الشمس وتغرب فوق سماء ترابه هانئة وادعة ...أما إذا ضيع مالك عقار هذه الفرصة .. فنقول له ، في مصيدة التاريخ يتساقط الطغاة، كما يتساقط الذباب بلا حول ولا قوة، بعد أن يكون التاريخ قد أصدر حكمه ضدهم ونفذه فيهم، وقد شهد التاريخ الإنساني على مر الأيام والعصور أنواع مختلفة من قادة وزعماء وحكام طغاة ...وينبغي ألا يقبل الرفاق بحدوث تجربة الأحزاب السياسية الطائفية داخل الحركة الشعبية... وهذا لن يكون إلآ من خلال التمسك بالقضاء على مفهوم ومنطق الصنمية والديناصورية، وسد أي منحى قد يستغله أصحاب المصالح الضيقة والأفق السياسي للإنقضاض على قرارات مجلس تحرير جبال النوبة بوجوه وأقنعة جديدة.. ولعله من نفال القول أخيراً أن هذا كله يتوقف على وعينا السياسي ورؤيتنا لسودان جديد الذي يحلم به الجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة